اعتقد قدماء المصريين أن الأحلام عبارة عن
صور تطوف بهم لتقدم إليهم إرشادات ثمينة للمستقبل، وقد ذكرت قصة يوسف عليه السلام – كما تذكر كتب الوحى السماوى- كيف يرتبط مستقبل الإنسان، وحياته بما يراه فى أحلامه.. ويرجع تاريخ الوثائق المصرية الخاصة بتفسير الأحلام إلى عصر الإغريق على وجه
التقريب، إلا أنه توجد مصادر منذ عهد الدولة الوسطى منها كتاب غريب يذكر سلسلة من
الأحلام الهامة مع تفسيرها، ومن المدهش أن نوع هذه التفاسير يطابق ما جاء فى "كتاب الأحلام لابن سيرين"، ولا تزال هذه التفاسير شائعة فى مصر حتى الآن كما ذكر الدكتور
سليم حسن فى كتابه عن مصر القديمة.. ولاشك أن الكتاب المصرى
المذكور قد تأثر كثيرا بدعوة النبى يوسف عليه السلام فى مصر خلال وجود الهكسوس فى
عصر الدولة الوسطى.. حيث كشفت دعوة يوسف عليه السلام عن
الطاقات الروحية الكامنة فى الانسان أثناء نومه.. فتنطلق روحه لتجتاز حجب الزمان، والمكان، والتى لم يكن
الانسان قد اكتشفها الا عن طريق الوحى:
"-قالوا أضغاث أحلام ومانحن
بتأويل الأحلام بعالمين" يوسف 44..
حيث لم يكن الانسان ليستطيع تفسير مايراه فى
منامه.. سوى أنها تهاويم، وتخليطات نفسية
لاأساس لها.. ولكن الله علمها أحد أنبيائه من البشر؛
وهو يوسف عليه السلام.. ليعلمها لهم.. فمن عليه تعالى بهذا العلم الذى لم يكن يعلمه أحد من
البشر:
-"وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم
نعمته عليك" يوسف 6..
فيتلقى يوسف النبى هذا العلم بالعرفان،
والامتنان الى الله تعالى حيث كشف له طاقات الروح التى لاتهدأ حتى فى النوم فتنطلق
لاجتياز الزمان، والمكان.. حتى أنها لتدخل عالم الموتى الذى هو غيب بالنسبة لنا:
"-رب قد آتيتنى من الملك
وعلمتنى من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولى فى الدنيا والآخرة" يوسف 101..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق