الجمعة، 29 مارس 2013

من هدى النبى صلى الله عليه وسلم



- "ان الله تعالى لم يبعثنى معنتا ولا متعنتا ولامعنتا، ولكن بعثنى ميسرا"..
- "ابغونى الضعفاء فانما ترزقون وتنصرون بضعفائكم"..
- "فما استكبر من أكل مع خادمه، وركب الحمار بالأسواق، واعتقل الشاة فحلبها"..
- "من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا فليس منا"..
- "اتقوا دعوة المظلوم وان كان كافرا؛ فانها ليس دونها حجـــــــــاب"..
- "أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وخياركم لنسائهم"..
- "المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقه فان استمتعت بها استمتعت بها؛ وبها عوج، وان ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقهــــــــــا"..
- "اغسلوا نيابكم، وخذوا من شعوركم، واستاكوا، وتزينوا، وتنظفوا؛ فان بنى اسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم"..
- "اذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسواد فليعلمها أنه يخضب"..
- "اذا جامع أحدكم أهله فليصدقها؛ فلا يقض حاجته حتى تقض حاجتها"..
- "اذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة، وتمشط الشعشعة؛ الكيس، الكيس"..
- "كان ألين الناس ضاحكا بساما"..
- "خدمتك زوجتك صدقة"..
- "اللهم هذا قسمى فيما أملك؛ فلا تلمنى فيما لا أملك"..
-  "اذا خرج ثلاثة فى سفر فليؤمروا أحدهم"..
- "أيما رجل استعمل رجلا على عشرة أنفس علم أن فى العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله، وغش جماعة المسلمين"..
- "أيم رجل أم قوما وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنية"..
- "السمع، والطاعة حق مالم يؤمر بمعصية؛ فلا سمع ولا طاعة"..
- "ألا تنازع الأمر أهله الا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه بــــــرهــــان"..
- "الامام الجائر خير من الفتنة، وكل لاخير فيه، وفى بعض الشر خيــــــــار"..
- "ان الأمير اذا ابتغى الريبة فى الناس أفسدهم"..
- "اذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، واذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منهـــــــــــــــــــــــــا"..
- "ان الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا، وهات، وكره لكم قيل، وقال، وكثرة السؤال، واضاعة المال"..
- "أحرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا"..
- "كما تكونوا يول عليكم"..
- "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل"..
- "اذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل، ولا تكونوا عليها  شياطين"..
- "اتقوا الله فى البهائم المعجمة؛ فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة"..
- "من اطلع فى كتاب أخيه بغير أمره فكأنما اطلع فى النار"..
- "ان لله تعالى عبادا اختصهم بحوائج الناس؛ يفزع اليهم الناس فى حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله"..
- "ان الله تجاوز لأمتى عما حدثت به نفسها مالم تتكلم به، أو تعمل بـــــــــــــــه"..
- "ان الله تعالى لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتى تغلب غضبى"..  
- "ان الله تعالى رفيق، ويعطى على الرفق مالا يعطى على العنف"..



الثلاثاء، 26 مارس 2013

سيكولوجية المرأة



   يبدأ الدكتور "صبرى جرجس" كتابه عن "سيكلوجية المرأة" بهذا التساؤل:
- أحقا أن الحياء، وحب البيت، والاهتمام بالتزين هى خصائص أنثوية تكون جزءا من طبيعة المرأة؛ وليست صفات نفسية مكتسبة أوجدتها أوضاع حضارية معينة؟..
- ما مكان كل من الرجل، والمرأة فى هذا المجتمع؟..
- وما لذى يقرر لكل منهما هذا المكان؟..
- هل سيادة الرجل، وخضوع المرأة له بالأمر المحتوم الذى تفرضه طبيعة الفوارق بين الجنسين؟..
- وهل هذه الحالة.. أى رجل سيد، وامرأة مسودة ان لم تكن بالأمر المحتوم هى أفضل الأوضاع بالنسبة لخير المجتمع؟..
- ثم ان لم تكن هى أفضل الأوضاع..  فما هو الوضع الذى يكون أخلق بتحقيق ذلك الخير؟..
- ماذا ينبغى أن يكون هدف التعليم للمرأة؟..
- أن تبقى بالمنزل ترعى شئونه، وتقوم متفرغة على تنشئة أبنائها، أم تخرج الى الحياة العامة تعمل، وتكسب، وتنمى شخصيتها عن طريق العمل، والكسب؟..
- ومالنتائج المنتظرة لهذا الوضع الجديد؟..
- نتائجه من حيث احتفاظ المرأة بدورها الأنثوى فى الحياة..
- أمن الحكم أن ينطوى خروج المرأة الى الحياة العامة على اصدار، أو انكار لدورها الأنثوى؟.. -أمن الخير أن تظل العلاقة بين الرجل، والمرأة محتفظة بطابعها الراهن..  طابع السيادة، والتفوق من جانب، والخضوع، والاعتماد من جانب آخر؟..
   ولنجيب على هذه الأسئلة يجب أن نلتمس رأى العلوم البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، والأنثروبولوجية فى المرأة لنعرف أى الخصائص التى تعزى الى المرأة هى خصائصها كأنثى، وأيها هى الانعكاس لأوضاع حضارية معينة ليست لها، ولنبدأ بالعلوم البيولوجية حيث بدأ "هافلوك أليس" بدراسة الأصول البيولوجية لسيكولوجية الجنس، وسجل نتائج دراسته فى كتابه الممتع "الرجل والمرأة" ليثبت أنه لا مجال للمفاضلة بين الرجل، والمرأة؛  فكل منهما ضد يكمل الآخر، وهما معا يكونان وحدة لا انفصام فيها، ولا مفاضلة بين أجزائها، ومهما يبد من الاختلاف بينهما فكل منهما للثانى، وكل منهما متمم للآخر، ولايعنى هذا فى نظره أن الرجل، والمرأة متشابهان؛ فما داما على اختلاف فى تكوينهما البدنى الجنسى فلا يمكن أن يتشابها تماما؛ بيد أن هذا لايعنى تفوق الرجل، فما كان للبشرية ان توجد فضلا عن ان تتقدم ان لم يكن هناك توازن بين قطبيها المتضادين، وكل فرد على ظهر البسيطة هو نتيجة التلاقى بين أب، وأم، بيد أن المرأة تتعدى الرجل بخصائص تكوينية تجعل المرأة حادة فى عواطفها، سريعة الانتقال بينها، وذلك لان دوريتها الجنسية التى تقررها عوامل فسيولوجية غدية معروفة تؤدى بها الى أن تكون أشد حساسية للمنبهات من الوجهة العقلية، والبدنية على حد سواء، ولكن هذه العاطفية ذاتها لهى المسئولة أيضا - الى حد ما - عما يعرف عن المرأة من كياسة، ومن قدرة على التكيف وفقا للظروف المتغيرة، أو غير المنظورة، وان كانت العاطفية من الصفات التى تحسب على المرأة كعيب؛ فلا شك أن هذه الصفة تنطوى على مزايا تعوض تماما ماقد ينتج عنها من نقص، ويعوضها مالدى المرأة من قدرة على مقاومة الأحداث الخطيرة فى حياتها عن طريق الحدس الذى يهىء لها التماس الطريق المناسب لمعالجة المشكلات العملية بحذق، ونجاح،  وثمة صفة أخرى تتميز بها المرأة هى نزعتها الى المحافظة، والاعتدال وآية ذلك أن النماذج المتطرفة سواء فى اتجاه العبقرية، أو الانحلال أقل كثيرا فى المرأة منها فى الرجل ولهذا أثره فى الاحتفاظ بتوازن القيم فى حياة الانسان..
   أما الصفة الثالثة من الوجهة البيولوجية فهى أنها أقرب الى الطبيعة، والى الطفل من الرجل؛ ولهذه الصفة قيمتها البيولوجية الكبرى فى رعاية النسل، وقد استدل "أليس" على وجود هذه الصفة من الخصائص التكوينية فى الرأس، والمخ، وغيرها من أعضاء الجسم لدى الطفل البشرى، والمرأة أقرب الى الصفات المميزة للنوع البشرى مما لدى الرجل، وخلص من ذلك الى أن التشابه بين المرأة، والطفل ليس علامة اضمحلال؛ بل علامة تقدم، وعزز رأيه بأن أسمى نماذج النوع  البشرى وهم العباقرة يتسمون بصفات طفلية كثيرة..
   وبالنسبة لرأى العلوم النفسية، والتحليل النفسى للمرأة فينبغى دراسة مختلف أوضاعها البيولوجية، والاجتماعية كطفلة، وصبية، ومراهقة، وشابة، وزوجة، وأم، وحماة، ففى مرحلة الطفولة المتأخرة تجتاح الفتاة نوبة من النشاط، يعقبها اتجاه مفاجىء الى الاستسلام، والسلبية، وهذه النوبة لا تشيرالى دافع العدوان لدى الفتاة بقدر ما تشير الى ما تعانيه من نضال عنيف فى تكيفها مع الواقع، ومحاولتها التغلب على عقبات البيئة، ولهذه النوبة قيمتها الكبرى فى تحقيق فرص النمو، والاستقلال لشخصية الفتاه بما يهيىء لها من سبل التعبئة لما عندها من مواهب ذهنية، وفنية، وما لديها من اتجاهات، ومطامح؛ وتميز هذه الفترة من حياة الفتاة الشعور بالمسئولية، والنزعة الى الاستقلال، ويبدأ التنازل عن كثير من أخيلة الطفولة، والبحث عن علامات جديدة توجه اليها انفعالات الحب، والكراهية، وتشعر برغبة قوية فى أن يعترف من حولها بنضجها حيث يبدأ صراعها مع نفسها، وبيئتها لتحقيق ذلك مع شعورها بعدم الطمأنينة، وحاجتها الى الحماية التى تدفعها لاشعوريا الى الرغبة فى أن تظل طفلة حتى تتجنب مواجهة العالم المجهول، والصورة التى يأخذها هذا الصراع، ونتيجته يتوقفان الى حد كبير على بيئة الفتاة، ومستواها التعليمى، وتاريخها النفسى..
   وهناك عامل هام فى تكوين الشخصية بوجه عام، وفى سيكولوجية المرأة على وجه الخصوص وهو التقمص الذى يعتبر عملية لاشعورية لاغنى عنها للطفل فى محاولة للتغلب على مل يشعر به من ضعف ازاء الكبار؛ كما يستخدمها لعلاج مشاعر العدوان، وما يصحبها من ألوان الصراع التى قد تثور فى نفسه ضد بعض الكبار فى محيط الأسرة، وتنزع الفتاة بعد هذه المرحلة، وقبيل المراهقة الى فقد والديها وخاصه أمها، ومعارضة بعض التصرفات كما تحاول أن تبدو مختلفة عن أمها، ومن ناحية أخرى فهى تشيد بوالديها خارج محيط الأسرة، وفى المدرسة، وفى مرحلة التقمص هذه تعجب بصديقة، أو مدرستها كمثل أعلى، وقد فسر العلماء هذه العلاقة بالمدرسة على أنها تعبير عن نزعة الفتاة الى التحرر من اعتمادها الطفلى على الأم، وفى الوقت نفسه التعبير أيضا عن حنينها اليها، وعن علاقتها باخواتها، وفى هذه الفترة فهى تحاول تقليد الصبيان فى مرحلة النشاط الذى يسبق فترة قبل المراهقة؛ بينما تشعر بالحسد المقرون بالكراهية نحو أختها الكبرى، وقد تجعل منها من ناحية أخرى مثلها الأعلى، أو من صديقة لأختها، أو أخت أحد أصدقاء الأسرة، أو صديقة بالمدرسة قد تكبرها سنا؛ بيد أن هذا المثل يعتمد فى سلوكياته على ما اذا كان سيئا، أو خيرا حيث لم تبلغ الفتاه مرحلة النضج التى تستطيع عن طريقها معرفة الانسان السيىء من الخير..
   وفى هذه المرحلة يمكن أن تسمع الفتاة عبارات الاطراء لجمالها، وتأثير ذلك على الفتيات؛ فيملؤها زهوا، وتقضى الساعات الطوال تتزين أمام المرآة، وتظهر الذعر، والارتباك اذا صادفت أحد الفتيات، كما يتلاحظ تدخلها الهين، أو المزعج فيما يختص بالبيت مدفوعة بفضول قوى يؤدى بها الى ملاحظة كل ما يدور حولها، أما صداقتها بفتاة فى سنها فالدافع اليها فى هذه الفترة هو القلق، والحيرة بصدد ماطرأ على جسمها من تغيرات؛ اذا تستطيع أن تتبادل هى وصديقتها الكثير من الأحاديث التى لا تستطيع أن تفضى بها الى أمها مهما تقربت منها الأم فى هذه الفترة، أما اذا ما حرمت الفتاة فى تلك الفترة هذه الصداقة، او فقدت صديقتها لأى سبب قد تنتكس الفتاة، وتعود الى الاعتماد الطفولى على أمها، والتعلق بها، فأما اذا كانت قد فقدت أمها فستجد الفتاة نفسها فى حالة عزلة نفسية لاتقوى على مواجهتها، واحتمالها فتصاب بقلق شديد، أو ألوان أخرى من الاضطراب  النفسى، وقد تأخذ هذه الصداقة شكل السائد، والمسود، أو تأثير واحدة على الأخرى فتنشأ الماسوكية، والسادية (الماسوكية لذة الخضوع للغير لدرجة الألم، والسادية لذة تعذيب الغير)، وما لهذا السلوك من تأثير مدمر على شخصية كل منهما اذا استمرت هذه الصداقة على هذا المنوال حتى سن الزواج؛ فاذا سنح لاحداهما فرصة الزواج تعمل الأخرى بدافع الغيرة، أو عن طريق التقمص على السير فى طريق الجريمة، أو الزيغ الجنسى حسب الظروف المحيطة بها، أو قد تعطل نموها النفسى فتظل على الدوام فى مستوى غير ناضج تبدو مظاهره فى تعلقاتها التى تستهدف منها ارضاء نزعتها اللاشعورية الى الاعتماد الطفلى..
   من أخطر المراحل قسوة على الفتاه فترة المراهقة لما لها من أثر بالغ فى حياة المرأة على الخصوص لأنها تطبع سيكولوجيتها بطابع قلما يزول أثره مدى الحياة؛ فاذا أردنا دراسة شخصية امرأة فلابد لنا من فحص مرحلة مراهقتها، وما تتميز به؛ اذ لايتخذ طابع الاستقلال فى الشخصية شكلا ربما يكون عدوانيا، أو شكل العناد الذى لايعدو ألا يزيد على الثقة بالنفس تسير فى طريقها الى الاكتمال، والنضج؛ وهى فى هذه الفترة فى صراع بين اعتدادها بنفسها، وبين الشعور بالعجز، والقصور كما أنها تلجأ الى وضع قيم جديدة تقيم بها علاقتها بالأشخاص، والأشياء فجل مايميز هذه الفترة ذلك التغيير العضوى الكامل، والنضج الجنسى، وارتباط الفتاة فى هذه المرحلة ارتباطا تاما بجسمها، وزيادة الاهتمام به فتبدى الزينة، والاهتمام بأدوات الزينة، فاذا كانت تفعل ذلك قبل البلوغ لتقليد الكبار فهى بعده تفعله كى تبدو جميلة، وهى ان بدت قبل البلوغ تحاول أن تجعل جسمها، وصدرها كبيرا الا أنها بعد البلوغ تبالغ فى اخفاء مظهر أنوثتها حسب طبيعة الفتاة، وبيئتها فمنهن من كانت تسلك سلوك الصبيان قبل البلوغ فهى تخجل من ذلك بعده، ومنهن من تسلك هذا السلوك بعد البلوغ، ومنهن من يسرن سيرا طبيعيا فى صورة منتظمة من النمو حتى ليقال انها منذ مطلع حياتها "امرأة صغيرة"..
   يؤدى النمو النفسى الطبيعى للفتاة الى الاتجاه الجنسى الغيرى فى فترة المراهقة؛ بمعنى التفكير فى الجنس الآخر، وحيالها تفتر العلاقة مع الجنس المماثل؛ فالرجل، أو الفتى يشد انتباه البنت أكثر من مثيلتها، وأكثر من الأب، والأم ويدفعها الى ذلك شدة الدافع الجنسى، وعدم وجود هدف محدد مباشر لهذا الدافع من جانب آخر، وهو من أهم الأخطار التى تواجه الفتاة فى تلك الفترة؛ وقد تعود عليها بأفدح الأضرار خاصة مع القيود التى يفرضها البيت على حرية البنت فى ممارسة ألوان النشاط المختلفة من عمل، ورياضة، ورحلات تجمع بين الثقافة، والتسلية لافراغ نشاطها، وعدم تركيزه فى الاتجاه الجنسى كلية..
   وفى المرحلة المتوسطة من فترة المراهقة ينمو فى المرأة الشعور بالأنا اذ تتضخم قليلا كى تحد من الدافع التقمصى الذى استولى عليها قبيل المراهقة وهو ما اصطلح عليه النفسيون بالنرجسية، وهو شعور معزز لاستقلال الفتاة فى مرحلة المراهقة الأولى، ويعطيها دفعة قوية فى مواجهة العالم، والبيئة بشكلها الجديد الذى قد تلقى فيه بعض صور الخيبة، والاحباط فهو دافع تعويضى بالدرجة الأولى، وأحيانا قد تتضخم الأنا كثيرا عن اللازم فتظهر صفة التعالى الأمر الذى لايطيقه الأفراد المحيطون بها فيتجنبوها فتصاب الفتاة بالعزلة، والشعور بالوحدة، وبأن أحدا لايحبها؛ بيد أن هذه الحالة قد تمضى لحالها بعد انتهاء فترة المراهقة، وقد تتوقف عندها الفتاة..
   تزداد نزعة الفتاة فى فترة المراهقة المتوسطة الى العزلة، والانفراد، وكثيرا مايدفع هذا الشعور بالفتاة الى أن تعيش فترة من الزمن فى برج عاجى تطل منه على الناس من عل فيملؤها ذلك بالتعاظم، والتعالى، ولهذه النزعة جانبها المظلم فى حياة الفتاة اذ تحس بضغط، أو توتر شديد فى نفسها لا يصدر عن حاجتها الى أن يحبها الغير فقط؛ بل عن حاجتها الى أن تحب هى غيرها أيضا، وهذا الضغط الداخلى هو الذى يدفعها الى التحول نحو علاقات جديدة بشغف، وولع، واندفاعها الى التضحية بكل شى فى سبيل من تحب، ولكن هذه العلاقات يطرأ عليها دائما التبديل، والتغيير رغم ما يبدو من ثبات هذه العلاقة كل على حده، وهى تحب فى هذه الفترة أن تجمع حولها أكبر قدر من القلوب المحبة، ويكون هذا بدافع المباهاة أمام أمها، وأبوها لكسب احترامهما، واعتقادها أن ذلك يغير نظراتهما اليها على أساس أنها كبرت، وتخطت مرحله الطفولة، وأنها قد أصبحت قادرة على أن تكون علاقات بمفردها، وهذه العلاقات قد تنم عن طاقة الحب التى تملأ نفس الفتاة فى هذه الفترة، وقد يجد هذا منصرفا فى علاقة ليس لها وجود فعلى كحب انسان يتعذر الوصول اليه، أو الايمان بفكرة عامة، أو مثل أعلى..
   يدفع المجتمع اليوم الفتاة دفعا للخروج الى الحياة، والتعليم، والعمل، ولم تعد عاطلة، خاملة فى انتظار يوم خروجها الى بيت زوجها، ولكنها قبل أن تستقر فى عمل معين تجدها لاتستقر فى خيالاتها التى تسبح فى غير الواقع؛ فنجدها تفكر فى أعمال تحقق لها الشعور بالأهمية كالتمثيل، والصحافة، والتأليف، وغيرها؛ بل تتقمص هذه الأدوار وهى تعمل جاهدة لاكتساب الخبرة فى العمل عن رغبة فى أن تكون، وناضجة، وذات أهمية كالفتى تماما، وفى أثناء ذلك تتخيل وقوع الاضطهاد، والضغط عليها ممن حولها خاصة البيت؛ وهى عملية اسقاط لاشعورية تلومهم عليها بدلا من توجيه اللوم لنفسها، وهذا القلق، والصراع بين نفسها، وبيئتها فى شعورها بأن من حولها لايفهمونها، وبأن من حقها أن تتجه بحياتها كما تشاء انما يترجم عجز الفتاة عن فهم نفسها، وهذا الشعور من أكثر سمات المراهقة ذيوعا، وانتشارا فان عجزت عن التوفيق بين عالمها الداخلى، والخارجى فانها تلجأ الى العزلة، وهجران المجتمع، وقد تصاب بالانقباض؛ بيد أن هذا الانقباض يزول لدى عدد كبير من الفتيات بشعور مفاجىء بالنشوة يؤدى بالفتاة الى حالة واضحة من المرح، ومن خصائص تلك الفترة أيضا القابلية للانجراح لشدة ارهاف الحساسية لدى الفتاه أثناء المراهقة مما يجعلها سريعة التأثر بما يصادفها من أذى حتى لو كان تافها..
-         ما هو الشعور الجنسى للفتاة المراهقة وعلاقة هذا الشعور بتفكيرها وسلوكها على حد سواء؟..
   ترتبط المراهقة فى تفكير الناس بوجه عام بالنشاط الجنسى، ولكن هذا الارتباط اما غامض مبهم لا حدود له، أو خاطىء لا يستند الى شىء من الحقائق العلمية المميزة لهذه الفترة، ان الفتاة فى مطلع حياتها المراهقة تستبعد الأعضاء الجنسية من حياتها، ونرى كثير منهن حتى هؤلاء المتعلمات يخلطن فى الربط بين الأعضاء الجنسية، ووظائف الاخراج، ولايرين أى علاقة بين هذه الأعضاء، والحب، وحسب أبحاث التحليل النفسى الذى يرى أن الحماس الشديد فى اندفاع بعض الفتيات نحو الدعوة الى تحرير المرأة، والحصول على حقوقها السياسية يعتبر تمسكا بالخيالات اللاشعورية الطفلية بصدد الجنس، وهى التى تنطوى على انكار الفروق التشريعية بين الجنسين، وعلى النظر الى الولادة كأنها عملية اخراجية،  والى الاتصال الجنسى كأنه عملية عدوان تتسم بالقسوة، والعنف..
   وتظل الفتاة فترة غير قصيرة من حياتها غير قادرة على ادراك العلاقة بين مشاعرها الشهوية، وحياتها الجنسية، ولاتكتشف العلاقة بين أعضائها الجنسية، وشعورها بالحب الا بعد فترة وفقا للعوامل التى تصاحب الفتاة فى حياتها،  فهى فى ذلك عكس الفتى الذى يربط مباشرة بين الحب، والدافع الجنسى..
   وتسلك الدوافع الجنسية المثالية لدى الفتاة المراهقة الطريق الآتى:
-         تبدأ الفتاة صداقة حارة وثيقة بفتاة أخرى فى مثل سنها، ثم تنتقل منها الى التعلق الحار بفتاة أكبر منها سنا، أو باحدى مدرساتها، ثم تفتن بعد ذلك افتتانا غامرا بامرأة ناضجة لا تعرفها الامعرفة عابرة، ولا تستطيع الوصول اليها، ويتسم هذا الافتتان بكل سمات الحب الحار، الشديد الايلام، ولكنه فى الوقت نفسه يشير الى ابقاء التعلق القديم بالأم، وهذا بطبيعة الحال معطل لنضج الدوافع الجنسية لدى الفتاة الذى ينبغى أن يمهد لها سبيل الارتباط بشخص مناسب من الجنس الاخر..
   على أن هذا الاتجاه لا يعنى بالضرورة أنه هو الاتجاه الصحيح لأنه بالنسبة لها خطرا يجب التوخى منه، ليس هذا الا من قبيل الدفاع اللاشعورى ضد الدوافع النفسية الغيرية التى بدأت تنشط فى نفسها لكى تصل بها فى نهاية الأمر الى القدرة على اقامة علاقة ناضجة بفرد مناسب من الجنس الآخر..
   وبهذا الصدد يوجد نوعان من الفتيات النوع الأول يبقين على علاقة حب واحدة سنوات طويلة، والنوع الثانى يضم الفتيات اللآتى ينتقلن من علاقة الى أخرى فى سرعة توحى بظمأ لا يرتوى الى الحب، هل هذا نموذجان مختلفان من الوجهه السيكولوجية؟..
   والجواب بالنفى لأن كلا النوعين يسعى الى ارضاء رغبة ملحة فى اقامة علاقة بديلة لتعلقاتها القديمة بأسرتها، فتجد الشخص فعلا ولكنه برغم ذلك يظل من الوجهة الانفعالية غريبا عنها، فاذا لم توفق الفتاة لهذا الشخص  لجأت فى اشباع حاجتها الى أحلام اليقظة..
   ويتميز نوعان من الفتيات هذه الأيام نوع نشأ، وتربى فى جو خلقى شديد، وتزمت لا مرونة فيه، ولا تسامح، ويحاسب على الهفوة الصغيرة، ويعتبرها خطأ كبيرا، وهذه التربية تفرض على الفتاه الشعور بالرهبة، والجزع، والخوف من المستقبل، وعدم الانطلاق، والتعطش الى الحب؛ فتراها تنسحب من الواقع، وتفقد مرونة شخصيتها، ويصحب هذا نشاطا ذهنيا لا يمت بصلة الى الواقع، ولكنها اذا جاوزت هذا وخرجت الى الحياة بحكم العمل، أو غيره، أو بحكم رغبة أهلها فى زواجها أصيبت بعصاب الوسواس والتى تبدو فى صورة أفكار متسلطة لا سبيل الى ضبطها، والسيطرة عليها، والتميز بشخصية صلبة، جامدة، لا مرونة فيها، ولا مجال الا للمقاييس، والأحكام المطلقة فى التافه، والكبير من الأمور على حد سواء..
   والنوع الآخر يتميز بضعف القيود، والنزعة الى الانطلاق الطفلى فى اقامة العلاقات العاطفية، والتمتع بمباهج الحياة؛ فهى لا تقيم للقيم الذهنية وزنا كبيرا، وقد تثير قدرا غير قليل من المتاعب لأسرتها..
   وعلى الرغم من تشابه الظروف الحضارية التى تنشأ فيها الفتيات،  وتماثل العوامل البيولوجية فان نمط الشخصية يختلف من واحدة الى أخرى؛ فهناك تلك التى تتحدى البيئة فى ثورة، وعنف، وهناك التى تستسلم للتوجيه فى ضعف، ورخاوة، وتخضع لما يجىء به القدر، وهناك تلك المسرفة فى النشاط التى يتعذر عليها الجلوس انتظارا للمستقبل فتهب ساعية اليه، جاهدة فى رسم خطوطه بنفسها، وتلك التى لا تعرف حدودا لرغباتها، وتتعدى خيالاتها الجياشة كل نطاق مألوف، وهناك أخيرا تلك التى تعرف لها أهدافا محدودة، ورغبات مرسومة ومثل هذه الفتاه تكن عادة من الطراز الذى ينضج فى سن مبكرة، ومستقبلها يسير فى الأغلب وفقا لخطة مرسومة لا سبيل لها الى تغييرها، وهى قد تبدو فى مطلع شبابها خيرا من الفتاة العادية التى تستخفها نزوات الشباب، ويعوزها الاتزان، ولكنها قلما تنضج دون ذلك لأن فرص النمو، والارتقاء لديها تستهلك فى سن مبكرة، وأينما كانت هذه النماذج فانها جميعا تشترك فى الشعور بعدم الطمأنينة، ونقص الثقة بالذات، والقلق الداخلى، والنزعة الى الهرب من الواقع، والاستغراق فى أحلام اليقظة، ومما يساعد الفتاة فى ذلك أن نزعاتها الجنسية قلما تنصرف الى الخارج كما يحدث للفتيان، بل تتجه الى الداخل فيؤدى بها ذلك الى التأمل الذاتى الذى يلازمها مدى حياتها، ويقرر لها هاتين الصفتين المميزتين للمرأة وهما صفة الحدس (أى القدرة على ادراك الأمور ادراكا صحيحا دون وجود الأدلة الكافية لذلك)، وصفة تمثيل الحياة، وتقديرها تقديرا دقيقا عن طريق الشعور الذاتى بها، ولا شك أن هاتين الصفتين تجعلان المرأة أوثق اتصالا بالحياة من الرجل، وأعمق اعتبارا لها..
   والقدرة الحدسية التى تتميز بها المرأة على فهم ما يجرى فى نفوس الغير هى نتيجة عملية لا شعورية تتحول فيها الخبرات الذاتية للغير الى خبرة شخصية للمرأة، وهى قدرة ليست مطلقة، مجردة من العوامل التى تفسد نتائجها التطبيقية وهى التميز، والميل وهذا من شأنه يفسد على المرأة استخدام حدسها فى فهم الناس، والحكم عليهم ولذا يرفض بعضهم الانتفاع بهذه الخاصية، وتنميتها، ويعملن جاهدات على استبدالها بخصائص اخرى،  وقد نجح هؤلاء الرجال من الكتاب، والأدباء الذين كتبوا عن المرأة متعمقين فى فهم نفسيتها بخاصية الحدس التى لديهم - وهى صفة أنثوية بالدرجة الأولى - والتاريخ حافل بالآثار الأدبية النابغة لنساء متميزين بفضل هذه الخاصية؛ أما اذا تطرقن الى موضوعات أخرى سياسية، أو ذات استقصاء ذهنى كالفلسفة نلاحظ هبوط الانتاج؛ فضلا عن خلو الميدان أصلا من السياسية، والفيلسوفة..
   كانت المرأة قبل الحرب العالمية الأولى مكفولة تماما من أبيها، أو أخيها حتى تنتقل هذه الكفالة الى زوجها، فكانت من الوجهة الاقتصادية تعتمد كليا على الرجل حتى لو نالت أى قسط من التعليم من أى نوع، ولم تكن تستطيع توظيف هذا العلم، ولم يكن أصلا مسموح لها، ولكن التحول الحادث هو اتجاه تعليم المرأة بغرض العمل الذى حقق لها الآن استقلال اقتصاديا؛ ترى هل حقق لها هذا السلوك الشعور بالاستقلال، والاستغناء عن الرجل؟..
   ان الجانب الأكبر من الفتيات العاملات لا ينظرن الى العمل كوضع مستقر، دائم لحياتهن، ولا يقبلنه الا كمشغلة مؤقتة تنتهى بانتهاء الحاجة اليها؛ بل ان منهن من تنتظر بفارغ الصبر يوم زواجها لكى تقطع علاقتها بالعمل، والرجوع الى البيت، والعمل للفتاة بعد العامل الاقتصادى، والاستقلال المالى هو شعور الفتاة بالمساهمة فى الحياة العامة، والخروج من سلبيتها، وعدم أهميتها التى قد تشعر بها، وقلة معارفها، وخبرتها بالناس، والحياة؛ فالأنوثة هى نواة المرأة، ولكن هناك طبقات، وطبقات فوق هذه النواة ذات قيمة ثمينة فى حفظ هذه النواة، وتنميتها وهى من المقومات الذكرية فى شخصيتها؛ فهى عندما تنجح فى حياتها العملية خارج البيت تطمح فى الزواج رغبة منها فى تحقيق الكمال فى حياتها،  فاذا ما تزوجت تواجه المرأة صراعا عنيفا بين الشعور بضرورة التفرغ لرعاية الأسرة، والأمومة من ناحية، وتحقيق الطموح فى العمل، وتحقيق ذاتها فيه من ناحية أخرى..
   وينتقل بنا الدكتور "يوسف مراد" فى حديثه عن سيكولوجية المرأة فى كتابه "سيكولوجية الجنس" الى صفات معينة تفسر لنا شخصية المرأة، ونفسيتها، وأول هذه الصفات تطلع المرأة للكمال، وهو أن المرأة تستهدف مثلا أعلى يفوق فى صرامة مطالبه، وفى سموه المطلق - المثل الأعلى - الذى يستهدفه الرجل، فان المرأة تتطلع أكثر من رفيقها الى المطلق، والى استكمال النقص؛ ولهذا السبب كان طريق الأنوثة أشد وعورة من طريق الرجولة، وازاء هذه الصعوبات التى تعترض تحقيق رسالتها كاملة كثيرا ما تلجأ الى التضحيات الضخام، والى انكار ذاتها، الى البطولة الصامتة، المستترة وراء قناع من الرضا المصطنع، وهو يؤيد كلامه ببحث نشره "فرويد" عام 1931 عن الوظيفة الجنسية عند المرأة فاذا أردنا أن نفهم تطلع المرأة الى المطلق، والكمال على حقيقته يجب علينا أن نفهم طبيعتها الجسمية، ودراسة العوامل التى تعين نموها من الوجهة التشريحية، والفسيولوجية، والبيولوجية، وعلى ضوءها ننتقل الى دراسة العوامل التى تعين نموها النفسى، والاجتماعى، ويتوقف استقرار النمو النفسى، وثباته على مدى استقرار الوظائف الفسيولوجية، وثباتها؛ وبما أن التوازن الفسيولوجى فى المرأة أشد تعقيدا، وأدق تركيبا، وأكثر تعرضا للتغير، والاختلال منه فى الرجل فلا شك أن التوازن السيكولوجى لدى المرأة سيكون أعسر تحقيقا، ومن هنا ينتقل الى الصفة الثانية لتحليل طبيعة المرأة من الوجهة التشريحية؛ فالبنت منذ طفولتها تبدى اهتماما أكبر فى ملاحظة الفرق بين جسمها، وجسم الولد بحيث تعتبر أن بها نقصا فى جسمها عن جسم الولد، ويضاعف هذا الشعور بالنقص التقليل من شأن البنت، ورفع شأن الولد خاصة فى بيئتنا الشرقية، وهو مايولد لدى البنت عواطف الحسد، والعداوة، والحقد نحو الجنس الآخر، والملاحظة الدقيقة لبعض ضروب السلوك لدى المراهقة، والمرأة البالغة وكذلك المشاهدات الاكلينيكية تدل بصفة قاطعة على بقاء هذه الانطباعات المؤلمة فى اللاشعور، وعودتها من جديد خلال الحياة الزوجية، وعندما نتناول بالتشريح الجهاز التناسلى نجده لدى المرأة أكثر تعقيدا، وأدق تركيبا، وأشمل أثرا من الجهاز التناسلى للرجل، فالمرأة بحكم تركيبها التشريحى، وبحكم وظيفة الحمل مركزة أكثر من الرجل حول نفسها، وحياتها الجنسية مرتبطة بعدد أكبر من الوظائف أهمها وظيفة تكوين الجنين، والرضاعة، ويترتب على ذلك صراع نفسى تتقاسمه قوتان؛ الاندفاع الجنسى من جهة، والخوف من الحمل من جهه أخرى، وقد تتغلب القوة الثانية على الأولى فتؤدى الى بعض المتاعب النفسية، والقلق، والانحراف..
   وأخيرا نلاحظ فى تركيب جسم المرأة اذا نظرنا اليه فى شكله العام أنه يمتاز بوحدة البناء، وبقوة الترابط بين اجزائه، وبدرجة عالية فى الانسجام، والرشاقة، وحتى أن صورة الشكل الكلى تخفى الاجزاء التى تكون هذا الشكل، او بعبارة اخرى يمتاز جسم المرأة باندماج الأجزاء بعضها ببعض كأنه أقرب الى اللحن الموسيقى منه الى الشكل الجامد، المجسم، وكما هى فى المجال الجسمى فهى أيضا فى المجال النفسى؛ فكما أن أجزاء جسمها تتناسب بعضها على بعض كذلك نجد أنه من حيث التركيب العقلى لاتوجد فواصل قاطعة بين عالم الفكر، وعالم الحس، وعالم العاطف، وعالم الحكم الأخلاقى، والاجتماعى فكل هذه العوامل مندمجة بعضها البعض، ومصبوغة كلها بصبغة عاطفية، فاذا كان منطق الرجل يتميز بالنزعة العقلية، الاستدلالية فمنطق المرأة هو فى صحيح منطق العاطفة، واذا كان ذكاء الرجل ذكاء تحليليا فان ذكاء المرأة أميل الى التأليف، والشمول فهو قائم على نوع من الحس، والالهام هو ضرب من الفراسة السريعة، والبصيرة التى تستشف بواطن الأمور دون أن تدرك تماما كيفية هذا الاستبصار، والاستشفاف..
   أما الصفة الثالثة لتحليل طبيعة المرأة من الوجهة الفسيولوجية، والبيولوجية أى من وجهة وظيفتها بصدد الحياة، وبقاء الجنس أى وظيفة الأمومة فحالة المرأة بصدد وظيفة التناسل، وبقاء الجنس أكثر تعقيدا من الرجل؛ فالمرأة تقع تحت تأثير هرمونين مختلفين؛ هما "الفليكوين" ويسمونه "هرمون الحب"، و"اللوتيين" ويسمونه "هرمون الأمومة"، وقد يكونا فى حالة تضافر، وتعاون أحيانا، وفى حالة تنافر، وتضاد أحيانا أخرى وكأنها تتذبذب بين الحب من جهة، وبين الأمومة من جهة أخرى فتقوم بدور الزوجة نحو زوجها، وبدور الأم نحو أبنائها..
   فالزوجة التى تنشد الحب عليها أن تلعب دورا ايجابيا؛ فميلها الطبيعى الى التجمل، واستخدام أساليب الاغراء، والجذب يساعدها على القيام بهذا الدور، ثم عليها فى نهاية الأمر أن تستسلم، وأن تقبل طيعة راضية فى الظاهر أنه هزيمة فى حين أنه فى الواقع تلبية نداء الحياة فى البقاء، فهى ترغب، وتخشى فى آن واحد كأن هناك غريزة مضادة لغريزة الجنس، ولاتتم غريزة الجنس الا اذا ضحت المرأة بأنانيتها، وحبها لذاتها، وهذه التضحية أشق على المرأة المتمدنة منها على المرأة الساذجة، على أن سعادتها الحقيقية تتوقف فى نهاية الأمر على مدى اخلاصها، وعمق تضحيتها، ولا يظهر الميل الى البذل، والتضحية، ويقوى الا عندما تصبح الفتاة قادرة على تأدية وظيفتها البيولوجية؛ فالطفلة حتى السنوات الأولى من مرحلة المراهقة تكون من الوجهة العاطفية مركزة حول نفسها كأنها فى حاجة الى كل طاقتها النفسية لتدعيم شخصيتها الناشئة، واثبات ذاتها..
   ثم يظهر أثر البيئة واضحا عندما نتأمل تطور المرأة من الوجهة العاطفية؛ فالعواطف من أهم دوافع السلوك، ومن العوامل الفعالة التى تعين نوع العلاقة بين الأفراد، وشدة هذه العلاقة، ويجب أن نذكر أن تكون العواطف لا يرجع الى أثر البيئة فحسب؛ بل هى تقوم أولا على ما زود به الانسان من ميول فطرية تمتزج جذورها النفسية بالجذور الفسيولوجية من احساسات متنوعة، ومن ضروب الاستجابات التى تؤديها العضلات، والغدد..
   ويسير التطور الوجدانى فى مجالين متميزين أحدهما عن الآخر فى بادىء الأمر، ثم يتم المزج، والتكامل بينهما كلما تقدم المرء نحو النضج العاطفى، وهذان المجالان هما حسب تاريخ تنشيطهما المجال الحسى أولا، ثم المجال العاطفى الذى يقوم فى بعض أساسه على المجال الأول..
   ويختتم الدكتور يوسف مراد هذا الفصل بقوله:
-"واننا لانبالغ اذا قررنا أن بعض الحركات التحريرية التى تدعو اليها بعض زعيمات الأحزاب النسائية المتطرفة صادرة عن عقد نفسية لم تجد حلها الطبيعى فصارت تبحث عن وسائل التعويض فى ميادين تفرض على المرأة أعباء لا تتلاءم مع طبيعتها؛ فهى وسائل تعسفية للتعويض ان أرضت المرأة فى بادىء الأمر فانها لا تلبث طويلا حتى تضيف ألوانا جديدة من الشقاء الى الشقاء الذى تعانيه نتيجة لجهل المربين، أو لما يعانونه أنفسهم من انحرافات نفسية"..




غثاء السيل

 المسلمون فى بريطانيا 1.6 مليون مسلم..
وفى فرنسا 5 مليون مسلم..
وفى المانيا 4 مليون مسلم..
وفى ايطاليا مليون مسلم..
وفى أسبانيا مليون مسلم..
وفى هولندا 886 ألف مسلم..
وفى اليونان 450 ألف مسلم..
وفى بلجيكا 364 ألف مسلم..
وفى النمسا 339 ألف مسلم..
وفى كل من السويد، والدنمارك 162 ألف مسلم..
وفى لكسمبورج 6 آلاف مسلم..
يوجد 15 مليون مسلم فى أوروبا، وهم يتزايدون كل عام، وسيبلغون الضعف(أى 30 مليونا) عام 2015 .. بينما تتناقص أعداد المسيحيين، واليهود بنسبة 3.5 % سنويا..

الجمعة، 15 مارس 2013

الانسان.. ونقيضه




أيها الانسان..
أين تذهب..
والموت يحاصرك..
العظام..
المقابر..
سكون العدم..
وصمت الأبد..
كل خطواتك..
مهما طالت..
تسير اليه..
تشدك نحوه..
فى اصرار..
وأنت.. لاتدرى..
يدفعك الأمل..
فى؟!.. 
لاشىء..
فهو..
قد تسربل بالأمل..
ليجعل شكله مقبولا..
فيخدع الانسان..
وينخدع الانسان..

الثلاثاء، 12 مارس 2013

المعانى




والحب ضعف..
ولكنه أسمى معانى الضعف..
والشعر ضعف..
ولكنه أحلى معانى الضعف..
والايمان ضعف..
ولكنه أوفى معانى الضعف..


الاثنين، 11 مارس 2013

السياسة.. وابتلاء المسلمين بها



    كان ابتلاء المسلمين بالسياسة، وحب السلطة هو سبب محنتهم من أول ماسمى بحروب الردة، حتى وقتنا الحالى..
أصبحت السياسة هى دينهم، ودينهم السياسة حتى هذه الأيام..  
وعندما أخذتهم السياسة؛ أخذوا أسوأ مافيها وهى الدكتاتورية، والاستحواذ بالرأى، وهو مااقترن دائما بالجهل، والرشوة، والمحسوبية، وكل الرذائل الناشئة عن الرأى الواحد، والحزب الواحد، والحاكم الأوحد، وقد ساعد بعض الفقهاء فى ذلك  بأن سوغوا ذلك، وأقنعوا به الناس؛  حتى كفروا، وفسقوا من خرج على ذلك من الأمة، وهم قد فعلوا ذلك بطريقتين..
التغاضى عن أفعال الحكام ايثارا للسلامة، والتقية، وتجنبا لاحتمال المكروه، حيث كان من الخلفاء، والأمراء من يستحل قتل المسلمين الذين يخالفونه الرأى، أو من يتجرأ بالخروج عليه، وثانيا بالفتاوى الضالة المضلة بأن كل مايفعله الحاكم هو حقا من حقوقه، ولامعقب لما يريد، تماما كالأحكام الالهية..
كما أفتى ابن حزم(وهو أحد الفقهاء) بجواز وجود أكثر من خليفة فى البلاد الاسلامية، بمعنى أنه أجاز تفرق المسلمين بين الحكام..
    ان ماورد لنا عن أخبار بعض حكام الدولتين الأموية، والعباسية فى اقترافهم للتفرقة، والظلم بين المسلمين، وما تميزت به بعض تصرفاتهم من الدس، والحوط غير مستترين ليشى لنا بأنهم كانوا ساسة مخضرمين يجيدون فنون التعامل مع الناس بصرف النظر عن الدين..
فأعتقد أنهم كانوا لايرون فى الدنيا الا الحكم، وسياسة الناس التى قد تأتى أحيانا كرد فعل لتصرفات المحكومين..  
فظلموا عندما وضعهم الواضعون على محك الدين، وأحكام الدين التى لانجد فيه الا التغاضى عن الخصوم، ومكائدهم..
أما الدولة كدولة فشأن آخر..
تقتضى التخلص من الخصوم، أو تحييدهم على الأقل..  
فالأخلاق من الدين..
ولا أخلاق فى سياسة الدول..

الأحد، 10 مارس 2013

الموت




 لا يمكن تصور المثل العليا من شجاعة، وأخلاق وغيرها بدون تصور فكرة الموت، فبدون الموت تتساوى المزايا الحسنة، والرديئة، ويختلط السلوك، وتتساوى كل الكائنات الحية فى ذلك، ففكرة الموت تدركها الحيوانات كما تدركها الخلية الحية فى أدق صورها..

الدول المستهلكة



   يعزى التقدم فى الدول المتخلفة الى تعزيز أنماط الاستهلاك، حيث تعيش هذه الدول ببطونها عالة على الدول المتقدمة التى يعزى التقدم لديها إلى التصنيع من أجل الاستهلاك..  

الثلاثاء، 5 مارس 2013

الى الشباب الباحثين عن عمل:


-
  لاعمل، ولاحاجة، ولا تعب، ولا وجع قلب، وهتصحى بدرى كل يوم.. ليه؟.. هأقولك على وصفة سحرية: تضربلك دقن، وتشوفلك جلابية، وتجيب المقص وتروح قارضها من تحت، وتروح لابسها ركبك هتبان، وياسلام لو شبشب بصباع، عشان الجزمة حرام، وتفضل طول النهار تقول قال، وقال الرسول، ومتنساش الأدان يأدن تكون أول واحد فى الصف، وبعد متخلص صلاة تيجى قدام المشاخخ القدام تكفر كل اللى تعرفهم حتى أبوك، وأمك، وتسب فى اللى رايح، واللى جاى، وبعدين لما تكدب، ولا تحلف كدب، ولايهمك ياباشا، قول للمشاخخ القدام هصوم تلات أيام، وتانى يوم تقول أنا صايم، ومتصومش، وبعدين اعمل اللى يجى على بالك بس متخليش الناس تشوفك(المشاخخ بس اللى تشوفك).. وبعدين عد شهرين هاتلاقى الفلوس تنزل عليك زى الرز، وشهرين كمان هتكون بتتمطع فى أجدعها عربية آخر موديل، وعيش حياتك..  

بيانات خطيرة من مصر




-         - 750 مليون جنيه تستدين بها حكومة طفل الخطيئة المدعو "سخام ثقيل" صباح كل يوم من حكم "خرفان الخوجة" سىء البنا؛ والحسابة بتحسب، والعداد بيعد، وسيذهب السخام، وسيذهب الخرفان، ويبقى الشعب الغلبان غرقان لشوشته فى الديون..
-   15 مليون مصرى يعيشون فى العشوائيات، وأيام حكم "المجلس العسكرى" قام الفنان "محمد صبحى" بالتبرع بمبلغ 50 ألف جنيه لتطوير العشوائيات، كما قام بعمل جولة الى المصريين فى الخارج من أجل التبرع، وقام المجلس العسكرى بالتبرع بمبلغ 50 مليون جنيه، ومن هنا ينشأ سؤالين:
O هل ذهبت هذه الأموال فى بطن خرفان الخوجة الواسعة؟.. أم كانت من نصيب التنظيم الدولى الفاشى؟.. لاحس، ولاخبر..
O وماذا عن سكان المقابر الذين يمكن تقديرهم بحوالى 5 مليون مصرى يعيشون كالأموات، أو مع الأموات؟..
-      -   5 ملاين مصرى عاطل..
-      -  4 ملايين مصرى مهاجر..
-      -  نصف المصريين بالضبط يعانون من الأمية = 43 مليون..
-         1 % من المصريين يملكون 80 % من ثروات المصريين، قبل ثورة يوليو 52 كان هناك مجتمع النص فى المية(0.5 %)، دلوقتى زادو شوية..  تقدم برضه..

حصاد الغرور



   يقول الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه "حصاد الغرور":
-"إن اليهود الذين بدأ استجلابهم من سنة 1917 لم يضيعوا ساعة عبثا، شرعوا لفورهم يحولون اليهودية إلى عقيدة بعث، وبذل؛ بينما العرب العقيدة في بلادهم – وهى الاسلام – تذبل، وتنكمش، وقد رأت أمتهم أن توهى صلتها بالأمة الإسلامية الكبرى لأنها أوهت صلتها بالإسلام؛ فانهزموا أمام اليهود سنة 1948 إلى سنة 1967..  فقد أفلح الغزو الثقافي في خلق شباب يقاد من غزائره الجنسية، ومن هنا فان العرب يريدون أن يدخلوا بغير دين في معركة دينية..
   ولكي تكون العودة إلى الاسلام صحيحة لابد من أمور ثلاثة:
1)   هيمنة التربية الدينية على مراحل التعليم..
2)   رد جميع القوانين إلى الفقه الاسلامى..
3)   تحكيم الاسلام في التقاليد الاجتماعية السائدة، ومحوها يخالف الدين..
   ويحزنني أن يتخلى العرب عن رسالتهم العظمى، ويخشون الناس، ولا يخشون الله، ومدى قدرة التيارات الأجنبية على التطويح بها هنا، وهناك..
   ولما كان النصارى يعتقدون أن اليهود قتلة عيسى فقد تقربوا الى الله بإذلال اليهود، واستباحة دمائهم حتى قيل:
-"لولا ظهور الاسلام لبادت اليهودية من فوق الأرض"..
   إن عمر بن الخطاب لما تسلم القدس من "بطريقها" المسيحي اشترط عليه هذا البطريق الناصح ألا  يدخل اليهود القدس..
   سأتلوا عليك من كتب اليهود المقدسة "التوراة"، أو "التلمود" ما يشرح أن فلسطين كانت ملكا لبنى إسرائيل خاصا بهم(عنوان محاضرة عن التبصرة، والإثبات)، وإنهم أجلوا عنها عقابا إلهيا للآثام التي ارتكبوها، وأن الإله قد تجاوزعن سيئاتهم، وقرر اعادتهم الى أرضهم الأولى كي تفيض عليهم سمنا، وعسلا، وخمرا؛ وأن هذا الإله ندم على ما فعل بشعبه المختار، ورد إليه مجده، ووطنه كي تتوطد سلطته، وسيادته على أنقاض غيره من الأمم، وليس اليهود وحدهم الذين يؤمنون بهذه الوعود السماوية لبنى إسرائيل؛  بل كثير من النصارى الذين يجعلون "العهد القديم" أجزاء من "الكتاب المقدس" خصوصا الكنائس الإنجيلية(البروتستانت) الذين يمثلون أكثر شعوب انجلترا، والولايات المتحدة..
1.    الإصحاح الخامس: حزقيال 7 – 10..
2.    الإصحاح الخامس والعشرون: حزقيال 6 – 7..
3.    الإصحاح الخامس: ميخا 10 – 13..
4.    الإصحاح الثاني عشر: حزقيال 11 – 16..
5.    الاصحلح العشرين: حزقيال 41 – 42..
6.    الإصحاح السادس والثلاثون: حزقيال 22 -  38..
7.    الإصحاح التاسع: عاموس 8 -  15..
8.    الإصحاح الثامن: زكريا 7 - 8 ..
   وما دمنا في سياق البشارات الدينية، والوعود الإلهية فان لدينا في كتاب الله، وسنة رسوله ما يكمل آمال اليهود في أرض الميعاد.، وإنهم سيعودون فعلا، ولكن ليفنوا لا ليحيوا، ولتنتهي رسالتهم في هذه الدنيا لا لتتجدد،  ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"تقاتلون اليهود, ستسلطون عليهم, حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله"  رواه البخاري..
-"تقاتلون اليهود حتى يختبىء أحدهم وراء الحجر, فيقول:
- يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله"  رواية مسلم..
(تعليق: لا أدري لماذا لم يذكر الشيخ الآية 104 من سورة الإسراء؛ وهى:
-"وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا"..
   وهى أية تصدق هذا الحديث إذا كيف سيحدث قتال بين جيش، وجيش آخر متفرقا في الأرض كما أوضح الشيخ الشعراوى في خواطره حول القرآن الكريم، ولا أدري لماذا يمر المفسرون المحدثون بالذات على هذه الآية مر الكرام وهم الذين عاشوا أثناء، وبعد احتلال اليهود لفلسطين(أرض الميعاد)، وهم يحملون كل المسلمين وزر هذه النكبة، أما هم فليسوا سوى متفرجين كالأطفال غير المكلفين)..
   لقد أحكموا قبضتهم على المصارف المالية، والجامعات الكبرى، ووسائل الأعلام (أجبر اليهود المصارف في كل دول العالم أن تكون أجازتهم تشمل يوم السبت بالذات)، وسيطروا على أسواق الخمر، والقمار، والمخدرات..
   والذي يزور سجون، وإصلاحيات الولايات المتحدة يجد نزلاءها من الملونين المسيحيين، ولا يجد فيها يهوديا،  إن فنون المتع التي استوردناها من الغرب خلال الخمسين سنة الأخيرة تكفى لتدمير أمة ناهضة فكيف بأمه عليلة،  وانه ليخيل الى أن اليهود لو كشفوا عن خباياهم لمنحوا بعض الرؤساء العرب جوائز سخية؛ لأنهم هم الذين مهدوا طريق الغزو، وأطفأوا نار المقاومة، ودمروا روح الايمان، ومزقوا أواصر الوحدة، وخلقوا أجيالا متنكرة لدينها، ولغتها، وتقاليدها، ومثلها،  في الوقت الذي يبنى فيه اليهود كيانهم على الدين، واللغة، والتقاليد، والمثل العبرانية..
   إن التعصب المسيحي داء عياء، وقد كانت المذاهب الدينية الكنسية يضيق بعضها ببعض،  ويستبيح بعضها بعض؛ فكيف بها في معاملة الآخرين؟!..
   لنكشف الآن القوى التي تحرك إسرائيل، وتزين للدول الاستعمارية إمدادها بالمال والسلاح لقد اجتمع "مؤتمر مسكوني" للكنائس كلها في روما تحت رعاية البابا الأكبر، والهدف ابداء العطف على اليهود في المرحلة التي يمرون بها من تاريخهم المعاصر..
   لقد سحب الاحتلال الأجنبى جيوشه بعد أن صنع أولئك الأمساخ وفق مواصفات ترضى ضغنه للإسلام، وتملأ بالضباب حاضره، ومستقبله،  فهم عبيد الغزو الثقافي التي تمتلىء به وسائل الأعلام، انهم نبت استعماري مغشوش الضمير، والتفكير يهمه نشر الشيوعية وحسب؛ إن كان من أذناب الجبهة الشرقية، أو يهمه نصر الأسلوب الغربى في الحياة إن كان من أذناب الجبهة الغربية..
   إن بناء النفوس، والضمائر يسبق بناء المصانع، والجيوش؛ وهذا البناء لا يتم إلا وفق تعاليم الاسلام..  
   تبعثر المسلمون على نحو سبعين جنسية؛  كل جنسية معزولة عن الأخرى، ومحبوسة وراء فواصل مادية، وأدبية لا حصر لها، أوعز الإنجليز بتكوين الجامعة العربية التي كانوا يريدونها عروبة مقطوعة عن الدين،  متنكرة للإسلام، إن العرب لا يزيدون عن 1|8 المسلمين..
   إن المذاهب الفقهية في الاسلام يكمل بعضها بعضا، ولا يغنى أحدها عن الآخر، لقد اختار الله العرب ليحملوا أمانات الوحي بعد أن عبث بها بنو إسرائيل،  إن الشعب الأمريكى يتصيد له ماضيا حتى يحس أن له جذورا في دنيا الناس، وهو الآن يبسط جناحيه في حماية الصهيونية، والصليبية ليلتصق بالتاريخ العام..
   والقضاء على اللغة العربية تخطيط تبشيري مدروس بعناية، وينفذ بتؤدة، وإصرار، وقد بدأ هجوما على الحروف العربية التي تكتب بها بعض اللغات الإسلامية فأمكن خلال الخمسين سنة الأخيرة اماتة هذه الحروف في اندونيسيا، وماليزيا، وتنزانيا، ونيجيريا، وغيرها، واللغة "الساحلية"، ولغة "الهوسا" وهما اللغتان الشائعتان في نيجيريا، وماليزيا لهجات عربية، وان أكثر الكلمات منقولة عن لغتنا العربية، انه لا توجد أمة حرة في العالم كله تمارس العلم بلغة أجنبية،  لقد سمي "عصر نقل العلوم" إلى اللغات القومية بأوروبا "بعصر إحياء العلوم"، كما سمي أيضا "عصر النهضة, والثورة العلمية"..
   لقد كنا ندرس العلوم باللغة العربية منذ عهد "محمد على" حتى جاء الاحتلال المشئوم،  فأصدر الإنجليز قرارا سنة 1889 يرغمون فيه المصريين على أن يتعلموا باللغة الإنجليزية بدلا من العربية..
   ولما تولى "سعد زغلول" نظارة المعارف سنه 1906 أصدر قرارا قوميا يلغى القرار الاستعماري السابق، ويقضى بتعريب التعليم في جميع المراحل التعليمية، ولكن الإنجليز حاربوه في تعريب التعليم العالي؛ حتى أخرجوا سعدا من الوزارة؛ إذ رأوه مصرا على التعريب، ثم استطاع الزعيم المالي "طلعت حرب" أن يعرب علوم المال حين أنشأ بنك مصر..
   وعندما جاءت حكومة الثورة(23 يوليو)، ودرست هذه المسألة، واطلعت على نظم التعليم في العالم كله لم تتمالك أن أصدرت قرارا يقضى بتعريب ما تبقى من التعليم الجامعي، وبدأ تنفيذ القرار، وسار التعريب بطيئا حتى تم تعريب مقرر عامين دراسيين، ولكن الحزب المتعلق باللغة الإنجليزية انتصر أخيرا؛ فارجع إلى لغة الإنجليز السيادة في الجامعة..
   وقد نبه القرآن الكريم إلى أن فساد بنى إسرائيل نشأ مع العوج،  فقد أخذت عليهم المواثيق بأمور سواء،  ففعلوا بعضها، وتناسوا بعضها لأنهم يتصرفون وفق شهواتهم، ولا يرتبطون بأمر الله، ونهيه..
    يقول "د. وايزمان" في مذكراته:
-"ينسبون إلى فضل الحصول على تصريح "بلفور"، ولكن الحقيقة أن السبب الرئيسي لفوز اليهود بتأييد بريطانيا لهم، والموافقة على انشاء وطن قومي في فلسطين يجمع شتاتهم هو إيمان الإنجليز "بالعهد القديم"، وتأثرهم بتعاليمه، وأن رجالا من أمثال "بلفور"، و"تشرشل"، و"لويد"، و"جورج" كانوا متدينين من أعماق قلوبهم، ومؤمنين بما ورد في هذا الكتاب، وقد نظروا إلينا معشر اليهود على أننا نمثل فكرة يعتقدونها اعتقادا تاما"..
   إن الإنجليز في أثناء حكمهم للسودان عزلوا الجنوب عن الشمال عزلا تاما، ومكنوا الكنائس الغربية أن تتولى كل شيء في  المجالين الثقافي، والاجتماعي، ولما استقل السودان وجد نفسه تجاه شعور طافح بالبغضاء من تلك الجماعات التي صنعها المبشرون الذين يخشون لو ترك الجنوب ذات العقائد البدائية الوثنية للمسلمين فلربما تحولوا الى الاسلام،  فالمسيحيون في الجنوب ثلاثمائة ألف من جمله سكان يبلغون ثلاثة ملايين ..
   وللاستعمار الحديث براعة منكرة في تزوير التاريخ، وإخفاء بعض معالمه، وإبراز البعض الآخر، بعد تشوية المفاهيم، وقد ساعد على نجاح هذه الخطة إلى حد ما  الضعفان الخلقي، والعلمي اللذان صارت اليهما الامة أيام العثمانيين..
   عندما احتل الفرنسيون مصر كان الاسلام وحده هو الذي أشعل نار المقاومة المسلحة، والمقاومة السلبية، وقاد الأزهر حرب الدفاع المقدس،  فحكم الفرنسيون على عشرات من علمائه الشباب بالقتل، وحكم على "سليمان الحلبي" قاتل "كليبر" بالإعدام بطريقة بشعة، قذرة، تليق باللصوص، وقاطعي الطريق، ويقدر عدد القتلى بنحو "نصف مليون" قتيل في الوجهين البحري، والقبلي أثناء المقاومة، والغريب أن نجد في هذا الوطن بعض مفكريه، وطليعته من الذيول من يعمل على إبراز الحملة الفرنسية على أنها كانت خير، وبركة لمصر، والمصريين(تعليق: وهم الذين يكرسون حكم الاحتلال من سماسرة الاستعمار لهذا البلد الذي أنبتهم، ورباهم، وما ينبغي على هذا الوطن هو الحكم عليهم شنقا، أو رميا بالرصاص بتهمه الخيانة العظمى، وهم الذين أنكروا كل ما كان موجودا في هذا الوطن من علماء، ومثقفين، ومجاهدين بالنفس، والمال، وكأن هذا الوطن كان مواتا، أو صحراء جرداء لازرع فيها، ولا ماء، أو حتى بشر؛  بل حيوانات ترعى)..
    قامت "الثورة العرابية" بدوافع إسلامية ضد طغيان خديوى مستبد، وعصبيات جاهلية، وقد قادها علماء الأزهر، ودعوا لها رجال الفكر الحر بقيادة "الشيخ محمد عبده"، ومدرسته، ورجال التربية، والتصوف بقيادة "الشيخ عليش"، و"الشيخ أبو عليان"، وسائر شيوخ الطرق، وشاءت الظروف أن تنهزم الثورة –  بالخيانة والاحتيال – وأن يحتل الإنجليز مصر لتبدأ مأساة تزوير التاريخ..
   ومن المؤرخين من يرجع هجوم التتار على الاسلام إلى تحريض الصليبيين لأولئك الهمج، ومعاونتهم لهم في تدمير الاسلام حكومات، وشعوبا،  فقد أثبت ذلك  المؤرخ الاسلامى الكبير الأستاذ "محمد على الغتيت" بوثائق حاسمة في مؤلفه "من الحروب الصليبية إلى حرب السويس"..
   لماذا لم تتجه جهود الغرب التبشيرية إلى اليابان الوثنية؟.. واستماتت في ضرب الاسلام وحده، والتنكيل بأتباع محمد؟!..
   لماذا يخرج العمل شائها، أو تافها من أيد كثيرة عندنا؟!..  مع أن المعارف النظرية لإكماله، وإعلائه موفورة، والجواب هو..  فقدان الايمان الحار، والاعتقاد الموجه..
   ومع أن صفوف النساء في بيوت الله كانت أحد معالم المجتمع الاسلامى الأول الا أن الفكرة التي سيطرت على أدمغة نفر من المتدينين هي عزل المرأة عن الدين، والدنيا معا، وترويج أحاديث موضوعة، أو واهية، وتكذيب أحاديث صحيحة، أو حسنة، وعلى تفسير القرآن الكريم بآراء لم يعرفها أئمته، ولا قام عليها مجتمع الصحابة، والتابعين، أم هى الجاهلية التي ضربت المرأة المسلمة بهذا الفكر القاصر،  فجعلتها دون المرأة في الجاهلية الاولى.. 
   لقد ظهرت المرأة العربية في بيعة العقبة الكبرى، وبعد فتح مكة، فكان عدد النساء المبايعات ستمائة امرأة،  إن إفلات النهضة النسائية من قيود الاسلام الحقيقية يرجع إلى هذا العجز، والغباء..
   إن القرن الأول للإسلام هو أقرب الصور إلى حقيقة ديننا،  فكيف يحكم الاسلام "متن" من متون الفقه ألف أيام "الاضمحلال" العقلي لأمتنا، أو كيف يحكم الاسلام تصرف "تركي" في مجال السياسة، أو المجتمع ؟!..