الاثنين، 28 يناير 2013

عبد الناصر



    بحث عبد الناصر عن دور بعقد "اتفاقية الجلاء" لاخراج الانجليز من مصر بعد احتلال دام 73 عاما بالتمهيد لها فى خطبته سنة 1953، ثم بدوره الفعال خلال جلسات الاتفاقية التى تجاوز فيها عبد الناصر الصخرة التى تكسرت عليها قبل ذلك كل المحاولات التى سبقته من أجل جلاء الانجليز عن مصر وهى قضية السودان.. ففاوض عبد الناصر بارادته الحرة من أجل مصر فقط.. بينما كان المفاوض القديم مكبلا بملك يعتبر هو نفسه محتلا لمصر.. ففاروق لم يكن مصريا، وكان لقبه "ملك مصر والسودان"، فكيف ترسل مصر مفاوضا يفاوض عنها من أجل الجلاء دون السودان، لأنه بذلك لايعترف بنصف سلطات الملك، وبالمنطق كيف يفاوض السياسى المصرى محتلا  ليجلو عن أرضه، وهو فى ذات الوقت يحتل أرضا أخرى؟!.. ألم يكن موقف المفاوض فى ذلك الوقت ضعيفا، ولايتميز بالمنطق العقلى السليم؟.. ناهيك عن امكانية اتهامه بالغباء السياسى، وعدم التقدير السليم للأمور، وأن أبسط قواعد السياسة هى المطالبة  بالممكن..
   تحدى عبد الناصر انذار انجلترا بالهجوم على مصر عندما قام باعلان تأميم القناة، وكأنه أضمر فى نفسه هذا القرار بعد خروج 80 ألف جندى انجليزى من مصر لالغاء الاتفاقية الجائرة التى قبلوا بها بالحماية على مصر فى العصر الملكى، والتصرف فى مقدراتها حال نشوب الحرب، وأثناء احتفال الثورة بخروج الانجليز وقع "حادث المنشية" بتخطيط "الاخوان المسلمين".. فأدى بهم غباؤهم، وتهورهم - وغالبا كانت من باب جس النبض لهذا الضابط حديث السن- فكانت النتيجة اعتقال 18 ألف منهم، وادانة زعمائهم الذين ادعوا- كالعادة - أنهم لايعلمون شيئا، بعد أن جرى تحييد "حزب الوفد" قبل ذلك بعد محاكمة قادته، ووجود قرائن عن صلتهم بالرئيس "محمد نجيب"،  وصلة الاخوان به أيضا، ومن ثم اسدال الستار نهائيا عليه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق