*
ديانات الهند حسب تاريخ كل منها:
- الهندوكية..
- البراهمة..
- البوذية..
والإنسان السعيد لديهم هو ذلك الذي يستطيع إن
يتخلص من شوائب الجسد ليتصل بعالم الروح..
والهندوكية أول ديانة سائدة في الهند، وكتبها
المقدسة هي:
-"الفيدا"..
وتنقسم في الأصل إلى الفيدا القديمة، والفيدا
الحديثة؛ ومن أقسامها:
1.
الريجا فيدا..
2.
الساما فيدا..
3.
الياجورا فيدا
السوداء، والبيضاء..
4.
الاتارافا
فيدا..
وهى تشمل الأناشيد، والاغانى الدينية، وحديث الضحايا المقدسة، والقرابين
للآلهة، والنار التي تلتهمها، وصلواتها؛ وكذلك تتحدث عن الأرواح الشريرة، والسحر،
والرقية..
ونشأ عن الهندوكية "الديانة
الجينية"، ومؤسسها "فادها ماتا مافيرا" الذي ظهر قبل بوذا بثلاثين
عاما، وثار بدوره على البراهمة، وأنكر الكتب المقدسة القديمة، وتقسيم الناس إلى
طبقات.. وتنادى هذه الديانة بتقديس الحياة كلها، وبعدم فناء المادة، وبأن الروح في
تجسدها المتتابع تحتفظ بذاتها..
وقد صيغت كتب الفيدا "باللغة
السنسكريتية"، وفى أسلوب فلسفي عميق يعلو مدارك عامة الشعب.. فاحتكرت قراءتها، وتفسيرها طبقة البراهمة - أى
الأستقراطية الدينية - وأصبحت لغتهم هي السنسكريتية، ولغة عامه الشعب هي
"البراكريتية"، والهندوس يؤمنون بأنه في الأصل كان "براهمن"
ويعنى "روح العالم".. ويشمل
الثالوث:
1.
"براهما"
× الخالق..
2.
"فشنو" × الحافظ..
3.
"شيفا" × المهلك..
خلق "براهمن" في أول الأمر "سانو" المخلوق الأول، ومنه
خلق الجنس البشرى.. فمن رأسه خلق أفضل
الناس، وأقدسهم في الهند، وهم الكهنة البراهمة، ومن يديه خلقت الطبقة التي تليها؛
وهى طبقه الملوك، والأمراء، والفرسان، ومن أحشائه خلق الفنانون، وأصحاب الحرف، ومن
أقدامه خلق عامه الناس من الطبقة السفلى..
وترتكز عقيدة البراهمة على مبدأين هامين:
1.
تناسخ
الأرواح..
2.
قانون الأفعال
"الكارما" بمعنى أن الخير يثاب بالخير، والشر يثاب بالشر.. وذلك فقط في
الحياة الأخرى، وبالروح؛ وهى عندهم تدخل في سلسلة من الارتقاءات من جسد إلى أخر
كجسد أمير، أو ملك مثلا.. حتى إذا ما وصلت
إلى أعلى الطبقات، وأقدسها - أى طبقة كهان البراهمة - فانها بعد ذلك لا تتجسد جسدا
أخر، وإنما تعود إلى "روح العالم" حيث تصل إلى حاله
"النرفانا" أى العادة العظمى..
ونلاحظ هنا دورة الروح من "روح العالم"، واليه مرة أخرى، وأما
الروح الشريرة فأنها تتدرج المدارك السفلى في أجساد المرضى، أو الحيوانات، أو
الحشرات..
والخير، والشر في تلك العقيدة لايؤهل أهل الطبقة السفلى لارتقاء مصاف
الطبقات الأعلى في الحياة الدنياأ أو العكس..
ولذا فقد كان ذلك مما استنكره "بوذا" في أول حياته المترفة،
وبوذا هذا بمعنى "الرجل المستنير"، واسمه الحقيقي "سيدهانا
جواتاما" ابن الملك "سود هودنا جواتاما" حاكم مملكة
"الساكى" منذ 2500 عام في السهول المترامية عند أقدام جبال الهيمالايا
بالهند، وخرج بوذا من القصر يبحث عن الحقيقة في الحياة، وعن السعادة للناس.. وبعد عناء، وشقاء، وتفكير، وتأمل وجد أنها تقبع
في نفس الإنسان، وليس خارجها؛ ومنها استشف قانونه الأول وهو أن "الخير يقود
إلى الخير، والشر يقود إلى الشر"، وأعلن عن ضوء هذا القانون، وتطبيقة في
الحياة أن الصلاة، وتقديم القرابين للآلهه ليس صوابا، ولافائدة من ورائه.. لأن الحياة تحكمها القوانين الطبيعية، وهى أن
النار ساخنة، والثلج بارد، والماء ينحدر من أعلى إلى أسفل، ولاتستطيع الآلهة أن تتدخل في ذلك بالتغيير،
ومن هنا نرى أن بوذا اعتبر أن الآلهة شيئ بالنسبة لقوانينها مع البشر، والطبيعة
شيئ آخر بالنسبة لقوانينها مع البشر أيضا(ونريد أن نسأل ما علاقة الآلهة
بالطبيعة؟!.. وهل بالهند آلهة مسئولة عن الطبيعة كما نجد ذلك في ديانات الإغريق،
وقدماء المصريين؟)..
ويقول بوذا كذلك إن الناس لا تنقسم إلى أخيار،
وأشرار بالنسبة لطبقاتهم، وأصلهم؛ وإنما كل وما يعمل، ويجازى به في الحياة الدنيا،
وعلى ذلك فان الفيدا التي تدعوا إلى التقسيم، والصلاة، والقرابين لتلك الآلهة ليست
مقدسة لأنها لا تعلم الناس سوى الضلال، وأخذ بوذا يبشر الناس بالطريق الجديد
"الطريق الأوسط" لأن هناك نقيضين في الحياة يجب التخلص منهما:
1-
طريق الترف،
واللذة الذي يقوم على الأنانية..
2-
طريق الفقر،
والحرمان..
ولكي يحقق الإنسان الطريق الوسط عليه أن يسلك، أو يتبع ثمان قواعد وهى:
1-
الاعتقاد
الصحيح..
2-
القول
الصحيح..
3-
القصد
الصحيح..
4-
الفعل
الصحيح..
5-
وسائل العيش
الصحيحة..
6-
المعنى
الصحيح..
7-
الذاكرة
الصحيحة..
8-
التأمل
الصحيح..
وتتألف كتب البوذية من ثلاث مجاميع تعرف
"بالسلال":
1.
سلة النظام(أو
الطريق)؛ وتشمل النظم، والقواعد..
2.
سلة العظات؛
وتشمل التعاليم..
3.
سله العقائد؛
وتشمل مسائل فلسفية مختلفة..
والاعتقاد
الأول للديانة الهندوكية تقوم على الرأى بأنه لا بداية لهذا الكون، ولا نهاية له..
بل يمر هذا الكون منذ الأزل بمراحل النمو إلى التوازن؛ ثم من التوازن إلى
الانهيار، ومن بعد الانهيار إلى التحلل ليعيد سيرته الاولى من النمو إلى ما بعد
هذا من أطوار بدأت منذ قديم الأزل إلى الأبدية، والخلود..
وهذا الاعتقاد
ينبع من الإيمان بأن الغرض من الخلق هو أن يكون بمثابة مرحلة من العقاب، أو الثواب
عن مسلك كل نفس منذ وجدت..
ومن الأدبيات
الدينية لديهم "الرامايانا"، و"الماباهارتا"، وهى تشبه
"الإلياذة"، و"الأوديسة" عند الإغريق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق