السبت، 19 يناير 2013

تطهير الاعتقاد من أدران الالحاد



كتاب.. "تطهير الاعتقاد من أدران الالحاد"..
تأليف..  الشيخ الامام "محمد بن اسماعيل الأمير" اليمنى الصنعانى المتوفى سنة 1182هـ..
تحقيق..  د."السيد محمد سيد" مدرس الفلسفة الاسلامية..

    لم تظهر "البدعة" فى بداية الدعوة الاسلامية، والأسئلة التى كان يوجهها الصحابة الى النبى صلى الله عليه وسلم كانت ترتبط "بالمعاملات"، ولم تكن أمورا "اعتقادية"..
    أطلت البدع برأسها الى الساحة الاسلامية بعد ظهور "الخوارج"، و"الشيعة"، ثم "القدرية"، و"المرجئة"، ومن هنا أخذت البدعة منحا مرتبطا "بالخلافات السياسية"، ثم ظهرت بعد ذلك "الفرق الكلامية".. "كالمعتزلة" على يد "واصل بن عطاء" البصرى سنة 131هـ، وله بدعتين:
-         مرتكب الكبيرة فى منزلة بين المنزلتين، فلاهو مؤمن، ولاكافر..
-         ان الفريقين المتحاربين من الصحابة فاسق من غير تحديد له..
    ولهذا فقد طعن فى عدالتهم، ولم تقبل شهادة أحد منهم..
    وكذلك بدعة "الجعد بن درهم" فى القول "بالجبرية"، وبدعة "مقاتل بن سليمان" فى اثباته للصفات حتى انتهت الى التجسيم، ثم تداخلت البدع فى الفترة من 150 – 234هـ.. فالشيعة تبنت "المجسمة"، والمعتزلة تبنت "القدرية"، وجزءا من "الجهمية"، والجبرية دخلت فى المرجئة، وغيرها من الفرق..
الأسباب التى أدت الى ظهور البدع:
1-   الغلو..
2-   الرد على البدعة ببدعة مثلها..
3-   المؤثرات الأجنبية.. من كافة الشعوب التى فتح المسلمون بلدانها..
4-   اقحام العقل، وتحكيمه فى القضايا الشرعية..
5-   مرحلة الترجمة، ودخول الفلسفة فى الفكر الاسلامى..
منهج أهل السنة فى تقرير العقيدة والرد على البدع:
1-   تحكيم الكتاب، والسنة الصحيحة، وعدم رد شىء، أو تأويله..
2-   الأخذ بما ورد عن الصحابة..
3-   عدم الخوض فى المسائل الاعتقادية.. مما لامجال للعقل فيه..
4-   عدم مجادلة أهل البدع..
5-   الحرص على جماعة المسلمين، ووحدة كلمتهم..
    انتشر الاعتقاد فى القبور، وفى الأحياء فى اليمن، والشام، ومصر، ونجد، وتهامة، وجميع ديار الاسلام، ولم يرسل الرسل لجميع الأمم الا لطلب التوحيد، لا للتعريف بأن الله هو الخالق، وأنه رب السموات، والأرض.. فانهم مقرون بهذا، ولم ترد الآيات – فى الغالب – الا بصيغة استفهام التقرير:
-"هل من خالق غير الله" فاطر 3..
-"أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض" الأنعام 14..
    ولم يتخذ المشركون الأصنام، والأوثان، ولم يعبدوها، ولم يتخذوا المسيح، وأمه، ولم يتخذوا الملائكة شركاء لله تعالى بأن أشركوهم فى خلق السموات، والأرض.. بل اتخذوهم ليقربوهم الى الله زلفى كما قالوا..
أنواع العبادة:
-         عبادة اعتقادية..
-         عبادة لفظية..
-         عبادة بدنية..
-         عبادة مالية..
    فمن اعتقد ماذكر، ولم ينطق بها..  لن يحقن دمه، ولاماله، وكان كابليس يعتقد التوحيد.. بل ويقر به..  الا أنه لم يمتثل لأمر الله.. فكفر..
    ومن نطق، ولم يعتقد.. حقن ماله، ودمه، وحسابه الى الله، وحكمه حكم المنافقين..
    والعبادة خاصة لله وحده من دون الأوثان.. فلم ينكروا الا طلب الرسل منهم اقرار العبادة لله، ولم ينكروا الله تعالى، ولاأنه لايعبد.. فصار من تفعل له هذه الأمور الها لعابديه سواء كان ملكا، أو نبيا، أو وليا، أو شجرا، أو قبرا، أو جنيا، أو حيا، أو ميتا..
   وسيعرفون ذلك وهم فى قعر جهنم:
-"تالله ان كنا لفى ضلال مبين (97) اذ نسويكم برب العالمين (98)" الشعراء..      
    ويقول فى سورة يوسف.. الآية 106:
-"ومايؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون"..
    وقد مكن الله ابليس من الدخول فى الأبدان، والوسوسة فى الصدور، والتقام القلب بخرطومه، فكذلك يدخل أجواف الأصنام، ويلقى الكلام فى الأسماع.. فالله تعالى قد أذن له أن يجلب بخيله، ورجله على بنى آدم، وأن يشاركهم فى الأموال، والأولاد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق