الأحد، 20 يناير 2013

اليهود*


حائط البراق فى الحرم القدسى

    الجماعات اليهودية جماعات بشرية يسرى عليها مايسرى على غيرها من قوانين.. وتوضح الاحصاءات أن 93.2 % من يهود العالم يعيشون فى تسعة مراكز رئيسية بما فى ذلك الدولة الصهيونية.. وأن 76.3 % يعيشون فى دولتين اثنتين هما.. "الولايات المتحدة، واسرائيل"، وفى "الأرجنتين" حيث توجد أعلى نسبة من البيض فى "أمريكا اللاتينية" توجد أيضا أعلى نسبة من اليهود..
    ان الجماعات اليهودية مرتبطة بأوروبا، وبتجربتها الاستطانية جغرافيا، وتاريخيا..  اذ يوجد فى هذه البلاد 91 % من يهود العالم، وكذلك فان "الياسبورا" اليهودية..  أى انتشار أعضاء الجماعات فى أنحاء العالم ليست انتشارا عشوائيا..  وانما هو انتشار يصاحب انتشار التشكيل الاستعمارى الغربى..  خصوصا فى جانبه الاستيطانى.. وبالتالى فان اسرائيل لاتشكل استثناء من القاعدة.. بل هى جزء من نمط غربى عالمى، وارتفاع الدخول ليس منفصلا تماما عن العنصر الاستيطانى..  اذ أن التجربة الغربية الاستيطانية كانت تهدف أساسا الى حل "المشاكل الاقتصادية" للمجتمعات الغازية..
    ومشكلة اسرائيل السكانية أن العرب سيصبحون هم الأغلبية العددية لا النفسية وحسب فى مقابل تناقص الهجرة، وتزايد النزوح بين المستوطنين، وعقم الأنثى اليهودية فى اسرائيل(تعليق: ولعلهم يمارسون انقاص عدد العرب فى اسرائيل بالهجوم عليهم لقتلهم، أو اعتقالهم)..
    ويتركز اليهود فى العواصم، والمدن الكبرى..  كما تتركز المعابد اليهودية بشكل ملحوظ فى العواصم..
    وكان 98% من العاملين فى البورصة فى مصر من أعضاء الجماعة اليهودية، بحيث تحول أعضاء الجماعات الى جماعات وسيطة للاستعمار الغربى.. كما يلاحظ أن عدد أعضاء الجماعات اليهودية لايزال آخذا فى التناقص، وهو مايطلق عليه ظاهرة "موت الشعب اليهودى"..
   
هجرة أعضاء الجماعات اليهودية فى العصر الحديث
Migration of members of the Jewish communities in modern times
   شهد عصر النهضة البدايات الحقيقية للانقلاب التجارى الرأسمالى بما تبعه من اكتشافات جغرافية، ومشاريع استعمارية غربية.. "أسبانية"، و"برتغالية"، ثم "هولندية"، و"انجليزية"، وكانت أسبانيا، والبرتغال قد طردتا اليهود من أراضيهما، أما هولندا، وانجلترا فقد فتحت أبوابهما لهجرة اليهود لحاجتهما الى أيد عاملة، ورؤوس أموال، وخبرات تجارية، ثم تبعتهما "فرنسا"..
    بدأت "الدولة العثمانية" الدخول فى مرحلة الجمود التى أدت الى سقوطها، ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد من اليهود..
    ومن هنا بدأت هجرة اليهود من البلاد المتخلفة فى شرق أوروبا الى البلاد المتقدمة فى وسطها، وغربها؛ ثم الى العالم الجديد(الأمريكتين)، وهذه الهجرة أساسا جزء من حركة الاستعمار الاستيطانى التى بدأت فى القرن السادس عشر، ومع هذا ظلت "الولايات المتحدة" هى نقطة الجاذبية الأساسية حيث شكلت أهم، وأنجح تجربة استيطانية غربية استوعبت أعدادا كبيرة من المهاجرين من أوروبا بلغت أكثر من 80 %..
    الولايات المتحدة دولة علمانية لم تعرف أية رموز دينية الا لفترة وجيزة للغاية من تاريخها..  مما أدى الى استيعاب، وصهر المهاجرين، وأمركتهم على عكس "أمريكا اللاتينية" التى احتفظت "بكاثوليكيتها"، وبالتالى استبعدت "البروتوستانت"، و"اليهود"..
    اليهود يشكلون جماعة وظيفية مالية تعمل بالتجارة، والمال.. ولم تكن بينهم أعدادا كبيرة من العمال، أو الفلاحين.. والمجتمع الأمريكى اقتصادى حر يشكل القطاع التجارى، والمالى أكبر قطاعاته..
    شرق أوروبا(روسيا- بولندا) قوة طاردة، ومصدرا للمادة البشرية، وهناك مناطق جذب ثانوية أخرى مثل "كندا"، و"استراليا"، و"نيوزيلندا"، وبعض بلاد أوروبا، وتمثل "اسرائيل" مصدرا من مصادر الطرد، كما أنها مصدر جذب ليهود البلاد العربية، والشرق.. كما تمثل محطة انتقال لهؤلاء الذين لايمكنهم الوصول الى الولايات المتحدة، أو أولئك الذين لاتوجد عندهم الكفاءات المطلوبة للعمل فيها..
    وينبع تأييد الدول الغربية، وأثرياء اليهود المندمجين فى المشروع الصهيونى من مخاوفهم على أمنهم الداخلى، ومن هنا كان تبنيهم "للصهيونية التوطنية".. ابتداء بمشروع "شرق أفريقيا" لانشاء دولة صهيونية هناك مرورا بقانون الأجانب عام 1906 للحد من دخول اليهود الى انجلترا، وهو المشروع الذى كان "بلفور" من أكبر المدافعين عنه، وانتهاء بوعد بلفور الذى حول "فلسطين" الى أرض يلقى فيها الفائض البشرى اليهودى.. واذا كان هذا هو حل المشكلة بالنسبة لبلفور.. فان الحل لم يكن متاحا "لهتلر" لعدم وجود "مستعمرات لدى المانيا"، ولهذا تخلص منهم بابادتهم..
    من عام 1915 الى عام 1948 وهى الفترة التى شهدت قمة النشاط الصهيونى.. حيث فتحت حكومة "الانتداب" أبواب فلسطين للهجرة اليهودية، وحيث أغلقت بلاد العالم الحر أبوابها دون المهاجرين اليهود، ويلاحظ أن كافة البلاد التى يهاجر اليها اليهود هى بلاد شهدت تجارب استعمارية استيطانية أسسها الرجل الأبيض، ومن هنا فان الهجرة اليهودية ليست ظاهرة يهودية بقدر ماهى جزء من "الظاهرة الاستعمارية الاستيطانية الغربية"..
    فارتباط أعضاء الجماعات اليهودية فى كثير من بلاد العالم بنمط انتاجى معين، وبعقلية تجارية محددة، وامتلاكهم لخبرات ادارية، ومهنية معينة.. جعل من العسير عليهم الاستمرار فى المجتمع الجديد فهم ضحايا "التأميم"، وربما تعود هجرة اليهود من البلاد العربية فى "الخمسينيات" الى مركب من الأسباب..  منها "قيام الدولة الصهيونية"، ومنها ارتباط عدد كبير من أعضاء الجماعات اليهودية بالدول الاستعمارية، والتحول البنيوى الذى خاضته بعض المجتمعات العربية مثل المجتمعين "المصرى"، و"السورى"، وقيام تجارب تنموية تحت اشراف الدولة قد ساهما بشكل عميق فى عملية خروج اليهود التى لايمكن رؤيتها كظاهرة منفصلة عن خروج "جماعات تجارية وسيطة" أخرى مثل "الايطاليين"، و"اليونانيين" من مصر ممن لم يستطيعوا التلاؤم مع اجراءات "التمصير"، و"التعريب"، و"التأميم"..
    كما حققت اسرائيل ليهود البلاد العربية المهاجرين قسطا من الحراك الاجتماعى باعتبار اسرائيل أعلى فى مستوى المعيشة عن البلاد العربية.. كما أن يهود البلاد العربية أقل كفاءة للهجرة الى الولايات المتحدة..
    ولايلاحظ أن يهود البلاد الغربية(أوروبا، والولايات المتحدة، وكندا) لا يهاجرون مطلقا الى اسرائيل، أو غيرها من البلاد الاستيطانية، وان كان يلاحظ أن يهود انجلترا يهاجرون بأعداد كبيرة متزايدة الى الولايات المتحدة..
    وقد تم تصفية يهود العالم الشرقى، والاسلامى فلم يبق سوى أفراد قلائل، وتساهم معدلات الاندماج، والزواج المختلط، وكذلك عزوف اليهود عن الانجاب فى تناقص العدد الكلى لليهود..
    أما الصهانية فقد أبرموا مع "النازيين" معاهدة "الهعفراه" التى ساهمت فى توجيه هجرة يهود المانيا الى فلسطين بحيث يتحولون الى مستوطنين، وقد سمحت السلطات الالمانية بأخذ جزء كبير من ثرواتهم معهم، ويمكننا القول بأن فلسطين لاتمثل نقطة جذب لليهود، ولكن اليهود هاجروا اليها بسبب عوامل الطرد الحادة فى أوروبا، وعدم وجود منافذ أخرى.. لابسبب عوامل الجذب فيها..
    ولعل الاستثناء الأساسى الآخر للنمط العام لهجرة أعضاء الجماعات اليهودية فى العصر الحديث هو الفترة الممتدة من 1948 حتى أواخر الخمسينيات..  حيث قامت الحركة الصهيونية بحركة ضغط هائلة لنقل اللاجئين اليهود من ضحايا الحرب العالمية الثانية الى فلسطين، وفى نفس الفترة.. أدى اعلان الدولة اليهودية، ونشاط العملاء الصهاينة، وجهل بعض الحكومات العربية الى خلق وضع متوتر بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية فى العالم العربى الاسلامى.. فهاجرت أعداد كبيرة منهم الى فلسطين باعتبارها البلدة الذهبية اليهودية، وليس باعتبارها "أرض الميعاد".. والهدف ليس خلاص الروح، ولكن لتحقيق الحراك الاجتماعى..
    ولتزويد الكيان الصهيونى بالمادة القتالية اللازمة لاستمرار اضطلاعه بدوره القتالى.. أغلقت الولايات المتحدة أبوابها أمام المهاجرين السوفييت اليهود حتى يضطروا الى التدفق صاغرين الى الدولة الصهيونية الناشئة.. كما تمارس "المنظمة الصهيونية" شتى أنواع الضغط على المانيا لكيلا تفتح أبوابها أمام المهاجرين السوفييت من اليهود الذين يقرعون أبوابها..  كما أنها تعلن عن شتى المغريات المالية للمهاجرين الجدد..

# نسب أعداد اليهود فى فلسطين المحتلة الى يهود العالم خلال مائة عام تقريبا:
السنة
عددهم فى فلسطين
نسبتهم ليهود العالم
1882
24.000
0.3 %
1900
50.000
0.5 %
1925
122.000
0.8 %
1940
467.000
2.8 %
1948
650.000
5.7 %
1951
1.404.000
12.2 %
1965
2.299.000
17.1 %
1975
2.959.000
20.9 %
1980
3.282.000
25 %
1985
3.510.000
27 %
              
*من تعليق، وتحديث الدكتور "عبد الوهاب المسيرى" لبيانات كتاب "اليهود" للدكتور "جمال حمدان".. رحمهما الله..                                                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق