المانيا بعد الحرب

    شغل مستقبل المانيا تفكير أقطاب دول التحالف.. أمريكا.. والسوفييت.. وبريطانيا قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها.. فتشكلت لجنة استشارية لم تنجز شيئا الا الاتفاق على استسلام المانيا دون قيد، أو شرط، وتجريد المانيا من السلاح، وجعلها دولة غير عسكرية، وغير صناعية، وتطهير البلاد من النازيين، ومحاكمتهم، وايجاد حكم لامركزى ديمقراطى..

    اختلف الحلفاء، وانهارت معاهدة الصلح عندما اضطرت أمريكا السماح لالمانيا بزيادة انتاجها الصناعى لتوفير ماتحتاجه من أغذية بعد أن امتنع الاتحاد السوفيتى عن امداد المانيا بالأغذية..

     حاول الاتحاد السوفيتى تقديم مشروع معاهدة صلح جديدة تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من المانيا بعد عام، ولكن أمريكا لجأت بدورها الى التعاون مع بريطانيا، وفرنسا لتشكيل جمعية تأسيسية اجتمعت فى بون، وأصدرت "قانون بون الأساسى"..  ينص على انشاء جمهورية فيدرالية المانية من 11 اقليما لكل منها دستور خاص، واجريت الانتخابات، واختير أول مستشار لالمانيا، وعلى الرغم من ذلك لم تحصل على سيادتها الا فى مايو 1955.. أى بعد عشر سنوات من الاحتلال، وبعد انضمامها الى حلف الأطلنطى..