الاثنين، 11 مارس 2013

السياسة.. وابتلاء المسلمين بها



    كان ابتلاء المسلمين بالسياسة، وحب السلطة هو سبب محنتهم من أول ماسمى بحروب الردة، حتى وقتنا الحالى..
أصبحت السياسة هى دينهم، ودينهم السياسة حتى هذه الأيام..  
وعندما أخذتهم السياسة؛ أخذوا أسوأ مافيها وهى الدكتاتورية، والاستحواذ بالرأى، وهو مااقترن دائما بالجهل، والرشوة، والمحسوبية، وكل الرذائل الناشئة عن الرأى الواحد، والحزب الواحد، والحاكم الأوحد، وقد ساعد بعض الفقهاء فى ذلك  بأن سوغوا ذلك، وأقنعوا به الناس؛  حتى كفروا، وفسقوا من خرج على ذلك من الأمة، وهم قد فعلوا ذلك بطريقتين..
التغاضى عن أفعال الحكام ايثارا للسلامة، والتقية، وتجنبا لاحتمال المكروه، حيث كان من الخلفاء، والأمراء من يستحل قتل المسلمين الذين يخالفونه الرأى، أو من يتجرأ بالخروج عليه، وثانيا بالفتاوى الضالة المضلة بأن كل مايفعله الحاكم هو حقا من حقوقه، ولامعقب لما يريد، تماما كالأحكام الالهية..
كما أفتى ابن حزم(وهو أحد الفقهاء) بجواز وجود أكثر من خليفة فى البلاد الاسلامية، بمعنى أنه أجاز تفرق المسلمين بين الحكام..
    ان ماورد لنا عن أخبار بعض حكام الدولتين الأموية، والعباسية فى اقترافهم للتفرقة، والظلم بين المسلمين، وما تميزت به بعض تصرفاتهم من الدس، والحوط غير مستترين ليشى لنا بأنهم كانوا ساسة مخضرمين يجيدون فنون التعامل مع الناس بصرف النظر عن الدين..
فأعتقد أنهم كانوا لايرون فى الدنيا الا الحكم، وسياسة الناس التى قد تأتى أحيانا كرد فعل لتصرفات المحكومين..  
فظلموا عندما وضعهم الواضعون على محك الدين، وأحكام الدين التى لانجد فيه الا التغاضى عن الخصوم، ومكائدهم..
أما الدولة كدولة فشأن آخر..
تقتضى التخلص من الخصوم، أو تحييدهم على الأقل..  
فالأخلاق من الدين..
ولا أخلاق فى سياسة الدول..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق