يبدأ
الدكتور "صبرى جرجس" كتابه عن "سيكلوجية المرأة" بهذا التساؤل:
- أحقا أن الحياء، وحب البيت، والاهتمام
بالتزين هى خصائص أنثوية تكون جزءا من طبيعة المرأة؛ وليست صفات نفسية مكتسبة
أوجدتها أوضاع حضارية معينة؟..
- ما مكان كل من الرجل، والمرأة فى هذا
المجتمع؟..
- وما لذى يقرر لكل منهما هذا المكان؟..
- هل سيادة الرجل، وخضوع المرأة له بالأمر
المحتوم الذى تفرضه طبيعة الفوارق بين الجنسين؟..
- وهل هذه الحالة.. أى رجل سيد، وامرأة مسودة
ان لم تكن بالأمر المحتوم هى أفضل الأوضاع بالنسبة لخير المجتمع؟..
- ثم ان لم تكن هى أفضل الأوضاع.. فما هو الوضع الذى يكون أخلق بتحقيق ذلك الخير؟..
- ماذا ينبغى أن يكون هدف التعليم للمرأة؟..
- أن تبقى بالمنزل ترعى شئونه، وتقوم متفرغة
على تنشئة أبنائها، أم تخرج الى الحياة العامة تعمل، وتكسب، وتنمى شخصيتها عن طريق
العمل، والكسب؟..
- ومالنتائج المنتظرة لهذا الوضع الجديد؟..
- نتائجه من حيث احتفاظ المرأة بدورها
الأنثوى فى الحياة..
- أمن الحكم أن ينطوى خروج المرأة الى الحياة
العامة على اصدار، أو انكار لدورها الأنثوى؟.. -أمن الخير أن تظل العلاقة بين
الرجل، والمرأة محتفظة بطابعها الراهن.. طابع السيادة، والتفوق من جانب، والخضوع،
والاعتماد من جانب آخر؟..
ولنجيب
على هذه الأسئلة يجب أن نلتمس رأى العلوم البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية،
والأنثروبولوجية فى المرأة لنعرف أى الخصائص التى تعزى الى المرأة هى خصائصها كأنثى،
وأيها هى الانعكاس لأوضاع حضارية معينة ليست لها، ولنبدأ بالعلوم البيولوجية حيث
بدأ "هافلوك أليس" بدراسة الأصول البيولوجية لسيكولوجية الجنس، وسجل
نتائج دراسته فى كتابه الممتع "الرجل والمرأة" ليثبت أنه لا مجال
للمفاضلة بين الرجل، والمرأة؛ فكل منهما
ضد يكمل الآخر، وهما معا يكونان وحدة لا انفصام فيها، ولا مفاضلة بين أجزائها،
ومهما يبد من الاختلاف بينهما فكل منهما للثانى، وكل منهما متمم للآخر، ولايعنى
هذا فى نظره أن الرجل، والمرأة متشابهان؛ فما داما على اختلاف فى تكوينهما البدنى
الجنسى فلا يمكن أن يتشابها تماما؛ بيد أن هذا لايعنى تفوق الرجل، فما كان للبشرية
ان توجد فضلا عن ان تتقدم ان لم يكن هناك توازن بين قطبيها المتضادين، وكل فرد على
ظهر البسيطة هو نتيجة التلاقى بين أب، وأم، بيد أن المرأة تتعدى الرجل بخصائص
تكوينية تجعل المرأة حادة فى عواطفها، سريعة الانتقال بينها، وذلك لان دوريتها
الجنسية التى تقررها عوامل فسيولوجية غدية معروفة تؤدى بها الى أن تكون أشد حساسية
للمنبهات من الوجهة العقلية، والبدنية على حد سواء، ولكن هذه العاطفية ذاتها لهى
المسئولة أيضا - الى حد ما - عما يعرف عن المرأة من كياسة، ومن قدرة على التكيف وفقا
للظروف المتغيرة، أو غير المنظورة، وان كانت العاطفية من الصفات التى تحسب على
المرأة كعيب؛ فلا شك أن هذه الصفة تنطوى على مزايا تعوض تماما ماقد ينتج عنها من
نقص، ويعوضها مالدى المرأة من قدرة على مقاومة الأحداث الخطيرة فى حياتها عن طريق
الحدس الذى يهىء لها التماس الطريق المناسب لمعالجة المشكلات العملية بحذق، ونجاح، وثمة صفة أخرى تتميز بها المرأة هى نزعتها الى
المحافظة، والاعتدال وآية ذلك أن النماذج المتطرفة سواء فى اتجاه العبقرية، أو
الانحلال أقل كثيرا فى المرأة منها فى الرجل ولهذا أثره فى الاحتفاظ بتوازن القيم
فى حياة الانسان..
أما
الصفة الثالثة من الوجهة البيولوجية فهى أنها أقرب الى الطبيعة، والى الطفل من
الرجل؛ ولهذه الصفة قيمتها البيولوجية الكبرى فى رعاية النسل، وقد استدل "أليس"
على وجود هذه الصفة من الخصائص التكوينية فى الرأس، والمخ، وغيرها من أعضاء الجسم
لدى الطفل البشرى، والمرأة أقرب الى الصفات المميزة للنوع البشرى مما لدى الرجل،
وخلص من ذلك الى أن التشابه بين المرأة، والطفل ليس علامة اضمحلال؛ بل علامة تقدم،
وعزز رأيه بأن أسمى نماذج النوع البشرى
وهم العباقرة يتسمون بصفات طفلية كثيرة..
وبالنسبة
لرأى العلوم النفسية، والتحليل النفسى للمرأة فينبغى دراسة مختلف أوضاعها
البيولوجية، والاجتماعية كطفلة، وصبية، ومراهقة، وشابة، وزوجة، وأم، وحماة، ففى
مرحلة الطفولة المتأخرة تجتاح الفتاة نوبة من النشاط، يعقبها اتجاه مفاجىء الى
الاستسلام، والسلبية، وهذه النوبة لا تشيرالى دافع العدوان لدى الفتاة بقدر ما
تشير الى ما تعانيه من نضال عنيف فى تكيفها مع الواقع، ومحاولتها التغلب على عقبات
البيئة، ولهذه النوبة قيمتها الكبرى فى تحقيق فرص النمو، والاستقلال لشخصية الفتاه
بما يهيىء لها من سبل التعبئة لما عندها من مواهب ذهنية، وفنية، وما لديها من
اتجاهات، ومطامح؛ وتميز هذه الفترة من حياة الفتاة الشعور بالمسئولية، والنزعة الى
الاستقلال، ويبدأ التنازل عن كثير من أخيلة الطفولة، والبحث عن علامات جديدة توجه
اليها انفعالات الحب، والكراهية، وتشعر برغبة قوية فى أن يعترف من حولها بنضجها
حيث يبدأ صراعها مع نفسها، وبيئتها لتحقيق ذلك مع شعورها بعدم الطمأنينة، وحاجتها
الى الحماية التى تدفعها لاشعوريا الى الرغبة فى أن تظل طفلة حتى تتجنب مواجهة
العالم المجهول، والصورة التى يأخذها هذا الصراع، ونتيجته يتوقفان الى حد كبير على
بيئة الفتاة، ومستواها التعليمى، وتاريخها النفسى..
وهناك
عامل هام فى تكوين الشخصية بوجه عام، وفى سيكولوجية المرأة على وجه الخصوص وهو
التقمص الذى يعتبر عملية لاشعورية لاغنى عنها للطفل فى محاولة للتغلب على مل يشعر
به من ضعف ازاء الكبار؛ كما يستخدمها لعلاج مشاعر العدوان، وما يصحبها من ألوان
الصراع التى قد تثور فى نفسه ضد بعض الكبار فى محيط الأسرة، وتنزع الفتاة بعد هذه
المرحلة، وقبيل المراهقة الى فقد والديها وخاصه أمها، ومعارضة بعض التصرفات كما
تحاول أن تبدو مختلفة عن أمها، ومن ناحية أخرى فهى تشيد بوالديها خارج محيط الأسرة،
وفى المدرسة، وفى مرحلة التقمص هذه تعجب بصديقة، أو مدرستها كمثل أعلى، وقد فسر
العلماء هذه العلاقة بالمدرسة على أنها تعبير عن نزعة الفتاة الى التحرر من
اعتمادها الطفلى على الأم، وفى الوقت نفسه التعبير أيضا عن حنينها اليها، وعن
علاقتها باخواتها، وفى هذه الفترة فهى تحاول تقليد الصبيان فى مرحلة النشاط الذى
يسبق فترة قبل المراهقة؛ بينما تشعر بالحسد المقرون بالكراهية نحو أختها الكبرى،
وقد تجعل منها من ناحية أخرى مثلها الأعلى، أو من صديقة لأختها، أو أخت أحد أصدقاء
الأسرة، أو صديقة بالمدرسة قد تكبرها سنا؛ بيد أن هذا المثل يعتمد فى سلوكياته على
ما اذا كان سيئا، أو خيرا حيث لم تبلغ الفتاه مرحلة النضج التى تستطيع عن طريقها
معرفة الانسان السيىء من الخير..
وفى
هذه المرحلة يمكن أن تسمع الفتاة عبارات الاطراء لجمالها، وتأثير ذلك على الفتيات؛
فيملؤها زهوا، وتقضى الساعات الطوال تتزين أمام المرآة، وتظهر الذعر، والارتباك
اذا صادفت أحد الفتيات، كما يتلاحظ تدخلها الهين، أو المزعج فيما يختص بالبيت
مدفوعة بفضول قوى يؤدى بها الى ملاحظة كل ما يدور حولها، أما صداقتها بفتاة فى
سنها فالدافع اليها فى هذه الفترة هو القلق، والحيرة بصدد ماطرأ على جسمها من
تغيرات؛ اذا تستطيع أن تتبادل هى وصديقتها الكثير من الأحاديث التى لا تستطيع أن
تفضى بها الى أمها مهما تقربت منها الأم فى هذه الفترة، أما اذا ما حرمت الفتاة فى
تلك الفترة هذه الصداقة، او فقدت صديقتها لأى سبب قد تنتكس الفتاة، وتعود الى
الاعتماد الطفولى على أمها، والتعلق بها، فأما اذا كانت قد فقدت أمها فستجد الفتاة
نفسها فى حالة عزلة نفسية لاتقوى على مواجهتها، واحتمالها فتصاب بقلق شديد، أو
ألوان أخرى من الاضطراب النفسى، وقد تأخذ
هذه الصداقة شكل السائد، والمسود، أو تأثير واحدة على الأخرى فتنشأ الماسوكية،
والسادية (الماسوكية لذة الخضوع للغير لدرجة الألم، والسادية لذة تعذيب الغير)،
وما لهذا السلوك من تأثير مدمر على شخصية كل منهما اذا استمرت هذه الصداقة على هذا
المنوال حتى سن الزواج؛ فاذا سنح لاحداهما فرصة الزواج تعمل الأخرى بدافع الغيرة،
أو عن طريق التقمص على السير فى طريق الجريمة، أو الزيغ الجنسى حسب الظروف المحيطة
بها، أو قد تعطل نموها النفسى فتظل على الدوام فى مستوى غير ناضج تبدو مظاهره فى
تعلقاتها التى تستهدف منها ارضاء نزعتها اللاشعورية الى الاعتماد الطفلى..
من
أخطر المراحل قسوة على الفتاه فترة المراهقة لما لها من أثر بالغ فى حياة المرأة
على الخصوص لأنها تطبع سيكولوجيتها بطابع قلما يزول أثره مدى الحياة؛ فاذا أردنا دراسة
شخصية امرأة فلابد لنا من فحص مرحلة مراهقتها، وما تتميز به؛ اذ لايتخذ طابع
الاستقلال فى الشخصية شكلا ربما يكون عدوانيا، أو شكل العناد الذى لايعدو ألا يزيد
على الثقة بالنفس تسير فى طريقها الى الاكتمال، والنضج؛ وهى فى هذه الفترة فى صراع
بين اعتدادها بنفسها، وبين الشعور بالعجز، والقصور كما أنها تلجأ الى وضع قيم
جديدة تقيم بها علاقتها بالأشخاص، والأشياء فجل مايميز هذه الفترة ذلك التغيير
العضوى الكامل، والنضج الجنسى، وارتباط الفتاة فى هذه المرحلة ارتباطا تاما بجسمها،
وزيادة الاهتمام به فتبدى الزينة، والاهتمام بأدوات الزينة، فاذا كانت تفعل ذلك
قبل البلوغ لتقليد الكبار فهى بعده تفعله كى تبدو جميلة، وهى ان بدت قبل البلوغ
تحاول أن تجعل جسمها، وصدرها كبيرا الا أنها بعد البلوغ تبالغ فى اخفاء مظهر
أنوثتها حسب طبيعة الفتاة، وبيئتها فمنهن من كانت تسلك سلوك الصبيان قبل البلوغ
فهى تخجل من ذلك بعده، ومنهن من تسلك هذا السلوك بعد البلوغ، ومنهن من يسرن سيرا
طبيعيا فى صورة منتظمة من النمو حتى ليقال انها منذ مطلع حياتها "امرأة
صغيرة"..
يؤدى
النمو النفسى الطبيعى للفتاة الى الاتجاه الجنسى الغيرى فى فترة المراهقة؛ بمعنى
التفكير فى الجنس الآخر، وحيالها تفتر العلاقة مع الجنس المماثل؛ فالرجل، أو الفتى
يشد انتباه البنت أكثر من مثيلتها، وأكثر من الأب، والأم ويدفعها الى ذلك شدة
الدافع الجنسى، وعدم وجود هدف محدد مباشر لهذا الدافع من جانب آخر، وهو من أهم الأخطار
التى تواجه الفتاة فى تلك الفترة؛ وقد تعود عليها بأفدح الأضرار خاصة مع القيود
التى يفرضها البيت على حرية البنت فى ممارسة ألوان النشاط المختلفة من عمل، ورياضة،
ورحلات تجمع بين الثقافة، والتسلية لافراغ نشاطها، وعدم تركيزه فى الاتجاه الجنسى
كلية..
وفى
المرحلة المتوسطة من فترة المراهقة ينمو فى المرأة الشعور بالأنا اذ تتضخم قليلا
كى تحد من الدافع التقمصى الذى استولى عليها قبيل المراهقة وهو ما اصطلح عليه النفسيون
بالنرجسية، وهو شعور معزز لاستقلال الفتاة فى مرحلة المراهقة الأولى، ويعطيها دفعة
قوية فى مواجهة العالم، والبيئة بشكلها الجديد الذى قد تلقى فيه بعض صور الخيبة،
والاحباط فهو دافع تعويضى بالدرجة الأولى، وأحيانا قد تتضخم الأنا كثيرا عن اللازم
فتظهر صفة التعالى الأمر الذى لايطيقه الأفراد المحيطون بها فيتجنبوها فتصاب
الفتاة بالعزلة، والشعور بالوحدة، وبأن أحدا لايحبها؛ بيد أن هذه الحالة قد تمضى
لحالها بعد انتهاء فترة المراهقة، وقد تتوقف عندها الفتاة..
تزداد
نزعة الفتاة فى فترة المراهقة المتوسطة الى العزلة، والانفراد، وكثيرا مايدفع هذا
الشعور بالفتاة الى أن تعيش فترة من الزمن فى برج عاجى تطل منه على الناس من عل
فيملؤها ذلك بالتعاظم، والتعالى، ولهذه النزعة جانبها المظلم فى حياة الفتاة اذ
تحس بضغط، أو توتر شديد فى نفسها لا يصدر عن حاجتها الى أن يحبها الغير فقط؛ بل عن
حاجتها الى أن تحب هى غيرها أيضا، وهذا الضغط الداخلى هو الذى يدفعها الى التحول
نحو علاقات جديدة بشغف، وولع، واندفاعها الى التضحية بكل شى فى سبيل من تحب، ولكن
هذه العلاقات يطرأ عليها دائما التبديل، والتغيير رغم ما يبدو من ثبات هذه العلاقة
كل على حده، وهى تحب فى هذه الفترة أن تجمع حولها أكبر قدر من القلوب المحبة،
ويكون هذا بدافع المباهاة أمام أمها، وأبوها لكسب احترامهما، واعتقادها أن ذلك
يغير نظراتهما اليها على أساس أنها كبرت، وتخطت مرحله الطفولة، وأنها قد أصبحت
قادرة على أن تكون علاقات بمفردها، وهذه العلاقات قد تنم عن طاقة الحب التى تملأ
نفس الفتاة فى هذه الفترة، وقد يجد هذا منصرفا فى علاقة ليس لها وجود فعلى كحب
انسان يتعذر الوصول اليه، أو الايمان بفكرة عامة، أو مثل أعلى..
يدفع
المجتمع اليوم الفتاة دفعا للخروج الى الحياة، والتعليم، والعمل، ولم تعد عاطلة،
خاملة فى انتظار يوم خروجها الى بيت زوجها، ولكنها قبل أن تستقر فى عمل معين تجدها
لاتستقر فى خيالاتها التى تسبح فى غير الواقع؛ فنجدها تفكر فى أعمال تحقق لها
الشعور بالأهمية كالتمثيل، والصحافة، والتأليف، وغيرها؛ بل تتقمص هذه الأدوار وهى
تعمل جاهدة لاكتساب الخبرة فى العمل عن رغبة فى أن تكون، وناضجة، وذات أهمية
كالفتى تماما، وفى أثناء ذلك تتخيل وقوع الاضطهاد، والضغط عليها ممن حولها خاصة
البيت؛ وهى عملية اسقاط لاشعورية تلومهم عليها بدلا من توجيه اللوم لنفسها، وهذا
القلق، والصراع بين نفسها، وبيئتها فى شعورها بأن من حولها لايفهمونها، وبأن من
حقها أن تتجه بحياتها كما تشاء انما يترجم عجز الفتاة عن فهم نفسها، وهذا الشعور
من أكثر سمات المراهقة ذيوعا، وانتشارا فان عجزت عن التوفيق بين عالمها الداخلى،
والخارجى فانها تلجأ الى العزلة، وهجران المجتمع، وقد تصاب بالانقباض؛ بيد أن هذا
الانقباض يزول لدى عدد كبير من الفتيات بشعور مفاجىء بالنشوة يؤدى بالفتاة الى
حالة واضحة من المرح، ومن خصائص تلك الفترة أيضا القابلية للانجراح لشدة ارهاف
الحساسية لدى الفتاه أثناء المراهقة مما يجعلها سريعة التأثر بما يصادفها من أذى
حتى لو كان تافها..
-
ما هو الشعور الجنسى للفتاة المراهقة وعلاقة
هذا الشعور بتفكيرها وسلوكها على حد سواء؟..
ترتبط
المراهقة فى تفكير الناس بوجه عام بالنشاط الجنسى، ولكن هذا الارتباط اما غامض
مبهم لا حدود له، أو خاطىء لا يستند الى شىء من الحقائق العلمية المميزة لهذه الفترة،
ان الفتاة فى مطلع حياتها المراهقة تستبعد الأعضاء الجنسية من حياتها، ونرى كثير
منهن حتى هؤلاء المتعلمات يخلطن فى الربط بين الأعضاء الجنسية، ووظائف الاخراج،
ولايرين أى علاقة بين هذه الأعضاء، والحب، وحسب أبحاث التحليل النفسى الذى يرى أن
الحماس الشديد فى اندفاع بعض الفتيات نحو الدعوة الى تحرير المرأة، والحصول على
حقوقها السياسية يعتبر تمسكا بالخيالات اللاشعورية الطفلية بصدد الجنس، وهى التى
تنطوى على انكار الفروق التشريعية بين الجنسين، وعلى النظر الى الولادة كأنها
عملية اخراجية، والى الاتصال الجنسى كأنه
عملية عدوان تتسم بالقسوة، والعنف..
وتظل
الفتاة فترة غير قصيرة من حياتها غير قادرة على ادراك العلاقة بين مشاعرها الشهوية،
وحياتها الجنسية، ولاتكتشف العلاقة بين أعضائها الجنسية، وشعورها بالحب الا بعد
فترة وفقا للعوامل التى تصاحب الفتاة فى حياتها، فهى فى ذلك عكس الفتى الذى يربط مباشرة بين
الحب، والدافع الجنسى..
وتسلك
الدوافع الجنسية المثالية لدى الفتاة المراهقة الطريق الآتى:
-
تبدأ الفتاة صداقة حارة وثيقة بفتاة أخرى فى
مثل سنها، ثم تنتقل منها الى التعلق الحار بفتاة أكبر منها سنا، أو باحدى مدرساتها،
ثم تفتن بعد ذلك افتتانا غامرا بامرأة ناضجة لا تعرفها الامعرفة عابرة، ولا تستطيع
الوصول اليها، ويتسم هذا الافتتان بكل سمات الحب الحار، الشديد الايلام، ولكنه فى
الوقت نفسه يشير الى ابقاء التعلق القديم بالأم، وهذا بطبيعة الحال معطل لنضج
الدوافع الجنسية لدى الفتاة الذى ينبغى أن يمهد لها سبيل الارتباط بشخص مناسب من
الجنس الاخر..
على
أن هذا الاتجاه لا يعنى بالضرورة أنه هو الاتجاه الصحيح لأنه بالنسبة لها خطرا يجب
التوخى منه، ليس هذا الا من قبيل الدفاع اللاشعورى ضد الدوافع النفسية الغيرية
التى بدأت تنشط فى نفسها لكى تصل بها فى نهاية الأمر الى القدرة على اقامة علاقة ناضجة
بفرد مناسب من الجنس الآخر..
وبهذا
الصدد يوجد نوعان من الفتيات النوع الأول يبقين على علاقة حب واحدة سنوات طويلة،
والنوع الثانى يضم الفتيات اللآتى ينتقلن من علاقة الى أخرى فى سرعة توحى بظمأ لا
يرتوى الى الحب، هل هذا نموذجان مختلفان من الوجهه السيكولوجية؟..
والجواب بالنفى لأن كلا النوعين يسعى الى ارضاء رغبة ملحة فى اقامة علاقة
بديلة لتعلقاتها القديمة بأسرتها، فتجد الشخص فعلا ولكنه برغم ذلك يظل من الوجهة
الانفعالية غريبا عنها، فاذا لم توفق الفتاة لهذا الشخص لجأت فى اشباع حاجتها الى أحلام اليقظة..
ويتميز
نوعان من الفتيات هذه الأيام نوع نشأ، وتربى فى جو خلقى شديد، وتزمت لا مرونة فيه،
ولا تسامح، ويحاسب على الهفوة الصغيرة، ويعتبرها خطأ كبيرا، وهذه التربية تفرض على
الفتاه الشعور بالرهبة، والجزع، والخوف من المستقبل، وعدم الانطلاق، والتعطش الى
الحب؛ فتراها تنسحب من الواقع، وتفقد مرونة شخصيتها، ويصحب هذا نشاطا ذهنيا لا يمت
بصلة الى الواقع، ولكنها اذا جاوزت هذا وخرجت الى الحياة بحكم العمل، أو غيره، أو
بحكم رغبة أهلها فى زواجها أصيبت بعصاب الوسواس والتى تبدو فى صورة أفكار متسلطة
لا سبيل الى ضبطها، والسيطرة عليها، والتميز بشخصية صلبة، جامدة، لا مرونة فيها،
ولا مجال الا للمقاييس، والأحكام المطلقة فى التافه، والكبير من الأمور على حد
سواء..
والنوع
الآخر يتميز بضعف القيود، والنزعة الى الانطلاق الطفلى فى اقامة العلاقات العاطفية،
والتمتع بمباهج الحياة؛ فهى لا تقيم للقيم الذهنية وزنا كبيرا، وقد تثير قدرا غير
قليل من المتاعب لأسرتها..
وعلى
الرغم من تشابه الظروف الحضارية التى تنشأ فيها الفتيات، وتماثل العوامل البيولوجية فان نمط الشخصية
يختلف من واحدة الى أخرى؛ فهناك تلك التى تتحدى البيئة فى ثورة، وعنف، وهناك التى
تستسلم للتوجيه فى ضعف، ورخاوة، وتخضع لما يجىء به القدر، وهناك تلك المسرفة فى
النشاط التى يتعذر عليها الجلوس انتظارا للمستقبل فتهب ساعية اليه، جاهدة فى رسم
خطوطه بنفسها، وتلك التى لا تعرف حدودا لرغباتها، وتتعدى خيالاتها الجياشة كل نطاق
مألوف، وهناك أخيرا تلك التى تعرف لها أهدافا محدودة، ورغبات مرسومة ومثل هذه
الفتاه تكن عادة من الطراز الذى ينضج فى سن مبكرة، ومستقبلها يسير فى الأغلب وفقا
لخطة مرسومة لا سبيل لها الى تغييرها، وهى قد تبدو فى مطلع شبابها خيرا من الفتاة
العادية التى تستخفها نزوات الشباب، ويعوزها الاتزان، ولكنها قلما تنضج دون ذلك لأن
فرص النمو، والارتقاء لديها تستهلك فى سن مبكرة، وأينما كانت هذه النماذج فانها جميعا
تشترك فى الشعور بعدم الطمأنينة، ونقص الثقة بالذات، والقلق الداخلى، والنزعة الى
الهرب من الواقع، والاستغراق فى أحلام اليقظة، ومما يساعد الفتاة فى ذلك أن
نزعاتها الجنسية قلما تنصرف الى الخارج كما يحدث للفتيان، بل تتجه الى الداخل
فيؤدى بها ذلك الى التأمل الذاتى الذى يلازمها مدى حياتها، ويقرر لها هاتين
الصفتين المميزتين للمرأة وهما صفة الحدس (أى القدرة على ادراك الأمور ادراكا
صحيحا دون وجود الأدلة الكافية لذلك)، وصفة تمثيل الحياة، وتقديرها تقديرا دقيقا
عن طريق الشعور الذاتى بها، ولا شك أن هاتين الصفتين تجعلان المرأة أوثق اتصالا
بالحياة من الرجل، وأعمق اعتبارا لها..
والقدرة
الحدسية التى تتميز بها المرأة على فهم ما يجرى فى نفوس الغير هى نتيجة عملية لا
شعورية تتحول فيها الخبرات الذاتية للغير الى خبرة شخصية للمرأة، وهى قدرة ليست
مطلقة، مجردة من العوامل التى تفسد نتائجها التطبيقية وهى التميز، والميل وهذا من
شأنه يفسد على المرأة استخدام حدسها فى فهم الناس، والحكم عليهم ولذا يرفض بعضهم
الانتفاع بهذه الخاصية، وتنميتها، ويعملن جاهدات على استبدالها بخصائص اخرى، وقد نجح هؤلاء الرجال من الكتاب، والأدباء الذين
كتبوا عن المرأة متعمقين فى فهم نفسيتها بخاصية الحدس التى لديهم - وهى صفة أنثوية
بالدرجة الأولى - والتاريخ حافل بالآثار الأدبية النابغة لنساء متميزين بفضل هذه
الخاصية؛ أما اذا تطرقن الى موضوعات أخرى سياسية، أو ذات استقصاء ذهنى كالفلسفة
نلاحظ هبوط الانتاج؛ فضلا عن خلو الميدان أصلا من السياسية، والفيلسوفة..
كانت
المرأة قبل الحرب العالمية الأولى مكفولة تماما من أبيها، أو أخيها حتى تنتقل هذه
الكفالة الى زوجها، فكانت من الوجهة الاقتصادية تعتمد كليا على الرجل حتى لو نالت
أى قسط من التعليم من أى نوع، ولم تكن تستطيع توظيف هذا العلم، ولم يكن أصلا مسموح
لها، ولكن التحول الحادث هو اتجاه تعليم المرأة بغرض العمل الذى حقق لها الآن
استقلال اقتصاديا؛ ترى هل حقق لها هذا السلوك الشعور بالاستقلال، والاستغناء عن
الرجل؟..
ان
الجانب الأكبر من الفتيات العاملات لا ينظرن الى العمل كوضع مستقر، دائم لحياتهن،
ولا يقبلنه الا كمشغلة مؤقتة تنتهى بانتهاء الحاجة اليها؛ بل ان منهن من تنتظر
بفارغ الصبر يوم زواجها لكى تقطع علاقتها بالعمل، والرجوع الى البيت، والعمل
للفتاة بعد العامل الاقتصادى، والاستقلال المالى هو شعور الفتاة بالمساهمة فى
الحياة العامة، والخروج من سلبيتها، وعدم أهميتها التى قد تشعر بها، وقلة معارفها،
وخبرتها بالناس، والحياة؛ فالأنوثة هى نواة المرأة، ولكن هناك طبقات، وطبقات فوق
هذه النواة ذات قيمة ثمينة فى حفظ هذه النواة، وتنميتها وهى من المقومات الذكرية
فى شخصيتها؛ فهى عندما تنجح فى حياتها العملية خارج البيت تطمح فى الزواج رغبة
منها فى تحقيق الكمال فى حياتها، فاذا ما
تزوجت تواجه المرأة صراعا عنيفا بين الشعور بضرورة التفرغ لرعاية الأسرة، والأمومة
من ناحية، وتحقيق الطموح فى العمل، وتحقيق ذاتها فيه من ناحية أخرى..
وينتقل
بنا الدكتور "يوسف مراد" فى حديثه عن سيكولوجية المرأة فى كتابه
"سيكولوجية الجنس" الى صفات معينة تفسر لنا شخصية المرأة، ونفسيتها،
وأول هذه الصفات تطلع المرأة للكمال، وهو أن المرأة تستهدف مثلا أعلى يفوق فى
صرامة مطالبه، وفى سموه المطلق - المثل الأعلى - الذى يستهدفه الرجل، فان المرأة
تتطلع أكثر من رفيقها الى المطلق، والى استكمال النقص؛ ولهذا السبب كان طريق
الأنوثة أشد وعورة من طريق الرجولة، وازاء هذه الصعوبات التى تعترض تحقيق رسالتها
كاملة كثيرا ما تلجأ الى التضحيات الضخام، والى انكار ذاتها، الى البطولة الصامتة،
المستترة وراء قناع من الرضا المصطنع، وهو يؤيد كلامه ببحث نشره "فرويد"
عام 1931 عن الوظيفة الجنسية عند المرأة فاذا أردنا أن نفهم تطلع المرأة الى
المطلق، والكمال على حقيقته يجب علينا أن نفهم طبيعتها الجسمية، ودراسة العوامل
التى تعين نموها من الوجهة التشريحية، والفسيولوجية، والبيولوجية، وعلى ضوءها
ننتقل الى دراسة العوامل التى تعين نموها النفسى، والاجتماعى، ويتوقف استقرار
النمو النفسى، وثباته على مدى استقرار الوظائف الفسيولوجية، وثباتها؛ وبما أن
التوازن الفسيولوجى فى المرأة أشد تعقيدا، وأدق تركيبا، وأكثر تعرضا للتغير،
والاختلال منه فى الرجل فلا شك أن التوازن السيكولوجى لدى المرأة سيكون أعسر
تحقيقا، ومن هنا ينتقل الى الصفة الثانية لتحليل طبيعة المرأة من الوجهة التشريحية؛
فالبنت منذ طفولتها تبدى اهتماما أكبر فى ملاحظة الفرق بين جسمها، وجسم الولد بحيث
تعتبر أن بها نقصا فى جسمها عن جسم الولد، ويضاعف هذا الشعور بالنقص التقليل من شأن
البنت، ورفع شأن الولد خاصة فى بيئتنا الشرقية، وهو مايولد لدى البنت عواطف الحسد،
والعداوة، والحقد نحو الجنس الآخر، والملاحظة الدقيقة لبعض ضروب السلوك لدى
المراهقة، والمرأة البالغة وكذلك المشاهدات الاكلينيكية تدل بصفة قاطعة على بقاء
هذه الانطباعات المؤلمة فى اللاشعور، وعودتها من جديد خلال الحياة الزوجية، وعندما
نتناول بالتشريح الجهاز التناسلى نجده لدى المرأة أكثر تعقيدا، وأدق تركيبا، وأشمل
أثرا من الجهاز التناسلى للرجل، فالمرأة بحكم تركيبها التشريحى، وبحكم وظيفة الحمل
مركزة أكثر من الرجل حول نفسها، وحياتها الجنسية مرتبطة بعدد أكبر من الوظائف أهمها
وظيفة تكوين الجنين، والرضاعة، ويترتب على ذلك صراع نفسى تتقاسمه قوتان؛ الاندفاع
الجنسى من جهة، والخوف من الحمل من جهه أخرى، وقد تتغلب القوة الثانية على الأولى
فتؤدى الى بعض المتاعب النفسية، والقلق، والانحراف..
وأخيرا
نلاحظ فى تركيب جسم المرأة اذا نظرنا اليه فى شكله العام أنه يمتاز بوحدة البناء،
وبقوة الترابط بين اجزائه، وبدرجة عالية فى الانسجام، والرشاقة، وحتى أن صورة الشكل
الكلى تخفى الاجزاء التى تكون هذا الشكل، او بعبارة اخرى يمتاز جسم المرأة باندماج
الأجزاء بعضها ببعض كأنه أقرب الى اللحن الموسيقى منه الى الشكل الجامد، المجسم،
وكما هى فى المجال الجسمى فهى أيضا فى المجال النفسى؛ فكما أن أجزاء جسمها تتناسب
بعضها على بعض كذلك نجد أنه من حيث التركيب العقلى لاتوجد فواصل قاطعة بين عالم
الفكر، وعالم الحس، وعالم العاطف، وعالم الحكم الأخلاقى، والاجتماعى فكل هذه
العوامل مندمجة بعضها البعض، ومصبوغة كلها بصبغة عاطفية، فاذا كان منطق الرجل
يتميز بالنزعة العقلية، الاستدلالية فمنطق المرأة هو فى صحيح منطق العاطفة، واذا
كان ذكاء الرجل ذكاء تحليليا فان ذكاء المرأة أميل الى التأليف، والشمول فهو قائم
على نوع من الحس، والالهام هو ضرب من الفراسة السريعة، والبصيرة التى تستشف بواطن
الأمور دون أن تدرك تماما كيفية هذا الاستبصار، والاستشفاف..
أما
الصفة الثالثة لتحليل طبيعة المرأة من الوجهة الفسيولوجية، والبيولوجية أى من وجهة
وظيفتها بصدد الحياة، وبقاء الجنس أى وظيفة الأمومة فحالة المرأة بصدد وظيفة
التناسل، وبقاء الجنس أكثر تعقيدا من الرجل؛ فالمرأة تقع تحت تأثير هرمونين
مختلفين؛ هما "الفليكوين" ويسمونه "هرمون الحب"، و"اللوتيين"
ويسمونه "هرمون الأمومة"، وقد يكونا فى حالة تضافر، وتعاون أحيانا، وفى
حالة تنافر، وتضاد أحيانا أخرى وكأنها تتذبذب بين الحب من جهة، وبين الأمومة من
جهة أخرى فتقوم بدور الزوجة نحو زوجها، وبدور الأم نحو أبنائها..
فالزوجة
التى تنشد الحب عليها أن تلعب دورا ايجابيا؛ فميلها الطبيعى الى التجمل، واستخدام
أساليب الاغراء، والجذب يساعدها على القيام بهذا الدور، ثم عليها فى نهاية الأمر أن
تستسلم، وأن تقبل طيعة راضية فى الظاهر أنه هزيمة فى حين أنه فى الواقع تلبية نداء
الحياة فى البقاء، فهى ترغب، وتخشى فى آن واحد كأن هناك غريزة مضادة لغريزة الجنس،
ولاتتم غريزة الجنس الا اذا ضحت المرأة بأنانيتها، وحبها لذاتها، وهذه التضحية أشق
على المرأة المتمدنة منها على المرأة الساذجة، على أن سعادتها الحقيقية تتوقف فى
نهاية الأمر على مدى اخلاصها، وعمق تضحيتها، ولا يظهر الميل الى البذل، والتضحية،
ويقوى الا عندما تصبح الفتاة قادرة على تأدية وظيفتها البيولوجية؛ فالطفلة حتى
السنوات الأولى من مرحلة المراهقة تكون من الوجهة العاطفية مركزة حول نفسها كأنها
فى حاجة الى كل طاقتها النفسية لتدعيم شخصيتها الناشئة، واثبات ذاتها..
ثم
يظهر أثر البيئة واضحا عندما نتأمل تطور المرأة من الوجهة العاطفية؛ فالعواطف من أهم
دوافع السلوك، ومن العوامل الفعالة التى تعين نوع العلاقة بين الأفراد، وشدة هذه
العلاقة، ويجب أن نذكر أن تكون العواطف لا يرجع الى أثر البيئة فحسب؛ بل هى تقوم أولا
على ما زود به الانسان من ميول فطرية تمتزج جذورها النفسية بالجذور الفسيولوجية من
احساسات متنوعة، ومن ضروب الاستجابات التى تؤديها العضلات، والغدد..
ويسير
التطور الوجدانى فى مجالين متميزين أحدهما عن الآخر فى بادىء الأمر، ثم يتم المزج،
والتكامل بينهما كلما تقدم المرء نحو النضج العاطفى، وهذان المجالان هما حسب تاريخ
تنشيطهما المجال الحسى أولا، ثم المجال العاطفى الذى يقوم فى بعض أساسه على المجال
الأول..
ويختتم
الدكتور يوسف مراد هذا الفصل بقوله:
-"واننا لانبالغ اذا قررنا أن بعض
الحركات التحريرية التى تدعو اليها بعض زعيمات الأحزاب النسائية المتطرفة صادرة عن
عقد نفسية لم تجد حلها الطبيعى فصارت تبحث عن وسائل التعويض فى ميادين تفرض على
المرأة أعباء لا تتلاءم مع طبيعتها؛ فهى وسائل تعسفية للتعويض ان أرضت المرأة فى
بادىء الأمر فانها لا تلبث طويلا حتى تضيف ألوانا جديدة من الشقاء الى الشقاء الذى
تعانيه نتيجة لجهل المربين، أو لما يعانونه أنفسهم من انحرافات نفسية"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق