يقول الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه
"حصاد الغرور":
-"إن
اليهود الذين بدأ استجلابهم من سنة 1917 لم يضيعوا ساعة عبثا، شرعوا لفورهم يحولون
اليهودية إلى عقيدة بعث، وبذل؛ بينما العرب العقيدة في بلادهم – وهى الاسلام – تذبل،
وتنكمش، وقد رأت أمتهم أن توهى صلتها بالأمة الإسلامية الكبرى لأنها أوهت صلتها بالإسلام؛
فانهزموا أمام اليهود سنة 1948 إلى سنة 1967..
فقد أفلح الغزو الثقافي في خلق شباب يقاد من غزائره الجنسية، ومن هنا فان
العرب يريدون أن يدخلوا بغير دين في معركة دينية..
ولكي تكون العودة إلى الاسلام صحيحة لابد من أمور
ثلاثة:
1)
هيمنة التربية
الدينية على مراحل التعليم..
2)
رد جميع
القوانين إلى الفقه الاسلامى..
3)
تحكيم الاسلام
في التقاليد الاجتماعية السائدة، ومحوها يخالف الدين..
ويحزنني أن يتخلى العرب عن رسالتهم العظمى، ويخشون الناس، ولا يخشون الله،
ومدى قدرة التيارات الأجنبية على التطويح بها هنا، وهناك..
ولما كان النصارى يعتقدون أن اليهود قتلة عيسى
فقد تقربوا الى الله بإذلال اليهود، واستباحة دمائهم حتى قيل:
-"لولا
ظهور الاسلام لبادت اليهودية من فوق الأرض"..
إن عمر بن الخطاب لما تسلم القدس من "بطريقها"
المسيحي اشترط عليه هذا البطريق الناصح ألا يدخل اليهود القدس..
سأتلوا عليك من كتب اليهود المقدسة "التوراة"،
أو "التلمود" ما يشرح أن فلسطين كانت ملكا لبنى إسرائيل خاصا بهم(عنوان
محاضرة عن التبصرة، والإثبات)، وإنهم أجلوا عنها عقابا إلهيا للآثام التي ارتكبوها،
وأن الإله قد تجاوزعن سيئاتهم، وقرر اعادتهم الى أرضهم الأولى كي تفيض عليهم سمنا،
وعسلا، وخمرا؛ وأن هذا الإله ندم على ما فعل بشعبه المختار، ورد إليه مجده، ووطنه كي
تتوطد سلطته، وسيادته على أنقاض غيره من الأمم، وليس اليهود وحدهم الذين يؤمنون
بهذه الوعود السماوية لبنى إسرائيل؛ بل
كثير من النصارى الذين يجعلون "العهد القديم" أجزاء من "الكتاب
المقدس" خصوصا الكنائس الإنجيلية(البروتستانت) الذين يمثلون أكثر شعوب
انجلترا، والولايات المتحدة..
1.
الإصحاح
الخامس: حزقيال 7 – 10..
2.
الإصحاح
الخامس والعشرون: حزقيال 6 – 7..
3.
الإصحاح
الخامس: ميخا 10 – 13..
4.
الإصحاح الثاني
عشر: حزقيال 11 – 16..
5.
الاصحلح
العشرين: حزقيال 41 – 42..
6.
الإصحاح
السادس والثلاثون: حزقيال 22 - 38..
7.
الإصحاح
التاسع: عاموس 8 - 15..
8.
الإصحاح
الثامن: زكريا 7 - 8 ..
وما دمنا في سياق البشارات الدينية، والوعود الإلهية فان لدينا في كتاب
الله، وسنة رسوله ما يكمل آمال اليهود في أرض الميعاد.، وإنهم سيعودون فعلا، ولكن
ليفنوا لا ليحيوا، ولتنتهي رسالتهم في هذه الدنيا لا لتتجدد، ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
-"تقاتلون
اليهود, ستسلطون عليهم, حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله" رواه البخاري..
-"تقاتلون
اليهود حتى يختبىء أحدهم وراء الحجر, فيقول:
- يا
عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله" رواية
مسلم..
(تعليق:
لا أدري لماذا لم يذكر الشيخ الآية 104 من سورة الإسراء؛ وهى:
-"وقلنا
من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا"..
وهى أية تصدق هذا الحديث إذا كيف سيحدث قتال
بين جيش، وجيش آخر متفرقا في الأرض كما أوضح الشيخ الشعراوى في خواطره حول القرآن
الكريم، ولا أدري لماذا يمر المفسرون المحدثون بالذات على هذه الآية مر الكرام وهم
الذين عاشوا أثناء، وبعد احتلال اليهود لفلسطين(أرض الميعاد)، وهم يحملون كل
المسلمين وزر هذه النكبة، أما هم فليسوا سوى متفرجين كالأطفال غير المكلفين)..
لقد أحكموا قبضتهم على المصارف المالية،
والجامعات الكبرى، ووسائل الأعلام (أجبر اليهود المصارف في كل دول العالم أن تكون أجازتهم
تشمل يوم السبت بالذات)، وسيطروا على أسواق الخمر، والقمار، والمخدرات..
والذي يزور سجون، وإصلاحيات الولايات المتحدة يجد نزلاءها من الملونين
المسيحيين، ولا يجد فيها يهوديا، إن فنون
المتع التي استوردناها من الغرب خلال الخمسين سنة الأخيرة تكفى لتدمير أمة ناهضة
فكيف بأمه عليلة، وانه ليخيل الى أن
اليهود لو كشفوا عن خباياهم لمنحوا بعض الرؤساء العرب جوائز سخية؛ لأنهم هم الذين
مهدوا طريق الغزو، وأطفأوا نار المقاومة، ودمروا روح الايمان، ومزقوا أواصر الوحدة،
وخلقوا أجيالا متنكرة لدينها، ولغتها، وتقاليدها، ومثلها، في الوقت الذي يبنى فيه اليهود كيانهم على الدين،
واللغة، والتقاليد، والمثل العبرانية..
إن التعصب المسيحي داء عياء، وقد كانت المذاهب
الدينية الكنسية يضيق بعضها ببعض، ويستبيح
بعضها بعض؛ فكيف بها في معاملة الآخرين؟!..
لنكشف الآن القوى التي تحرك إسرائيل، وتزين
للدول الاستعمارية إمدادها بالمال والسلاح لقد اجتمع "مؤتمر مسكوني" للكنائس
كلها في روما تحت رعاية البابا الأكبر، والهدف ابداء العطف على اليهود في المرحلة التي
يمرون بها من تاريخهم المعاصر..
لقد سحب الاحتلال الأجنبى جيوشه بعد أن صنع أولئك
الأمساخ وفق مواصفات ترضى ضغنه للإسلام، وتملأ بالضباب حاضره، ومستقبله، فهم عبيد الغزو الثقافي التي تمتلىء به وسائل الأعلام،
انهم نبت استعماري مغشوش الضمير، والتفكير يهمه نشر الشيوعية وحسب؛ إن كان من أذناب
الجبهة الشرقية، أو يهمه نصر الأسلوب الغربى في الحياة إن كان من أذناب الجبهة
الغربية..
إن بناء النفوس، والضمائر يسبق بناء المصانع،
والجيوش؛ وهذا البناء لا يتم إلا وفق تعاليم الاسلام..
تبعثر المسلمون على نحو سبعين جنسية؛ كل جنسية معزولة عن الأخرى، ومحبوسة وراء فواصل
مادية، وأدبية لا حصر لها، أوعز الإنجليز بتكوين الجامعة العربية التي كانوا
يريدونها عروبة مقطوعة عن الدين، متنكرة للإسلام،
إن العرب لا يزيدون عن 1|8 المسلمين..
إن المذاهب الفقهية في الاسلام يكمل بعضها
بعضا، ولا يغنى أحدها عن الآخر، لقد اختار الله العرب ليحملوا أمانات الوحي بعد أن
عبث بها بنو إسرائيل، إن الشعب الأمريكى
يتصيد له ماضيا حتى يحس أن له جذورا في دنيا الناس، وهو الآن يبسط جناحيه في حماية
الصهيونية، والصليبية ليلتصق بالتاريخ العام..
والقضاء على اللغة العربية تخطيط تبشيري مدروس
بعناية، وينفذ بتؤدة، وإصرار، وقد بدأ هجوما على الحروف العربية التي تكتب بها بعض
اللغات الإسلامية فأمكن خلال الخمسين سنة الأخيرة اماتة هذه الحروف في اندونيسيا،
وماليزيا، وتنزانيا، ونيجيريا، وغيرها، واللغة "الساحلية"، ولغة "الهوسا"
وهما اللغتان الشائعتان في نيجيريا، وماليزيا لهجات عربية، وان أكثر الكلمات منقولة
عن لغتنا العربية، انه لا توجد أمة حرة في العالم كله تمارس العلم بلغة أجنبية، لقد سمي "عصر نقل العلوم" إلى اللغات
القومية بأوروبا "بعصر إحياء العلوم"، كما سمي أيضا "عصر النهضة,
والثورة العلمية"..
لقد كنا ندرس العلوم باللغة العربية منذ عهد "محمد
على" حتى جاء الاحتلال المشئوم، فأصدر
الإنجليز قرارا سنة 1889 يرغمون فيه المصريين على أن يتعلموا باللغة الإنجليزية
بدلا من العربية..
ولما تولى "سعد زغلول" نظارة
المعارف سنه 1906 أصدر قرارا قوميا يلغى القرار الاستعماري السابق، ويقضى بتعريب
التعليم في جميع المراحل التعليمية، ولكن الإنجليز حاربوه في تعريب التعليم العالي؛
حتى أخرجوا سعدا من الوزارة؛ إذ رأوه مصرا على التعريب، ثم استطاع الزعيم المالي "طلعت
حرب" أن يعرب علوم المال حين أنشأ بنك مصر..
وعندما جاءت حكومة الثورة(23 يوليو)، ودرست
هذه المسألة، واطلعت على نظم التعليم في العالم كله لم تتمالك أن أصدرت قرارا يقضى
بتعريب ما تبقى من التعليم الجامعي، وبدأ تنفيذ القرار، وسار التعريب بطيئا حتى تم
تعريب مقرر عامين دراسيين، ولكن الحزب المتعلق باللغة الإنجليزية انتصر أخيرا؛
فارجع إلى لغة الإنجليز السيادة في الجامعة..
وقد نبه القرآن الكريم إلى أن فساد بنى
إسرائيل نشأ مع العوج، فقد أخذت عليهم
المواثيق بأمور سواء، ففعلوا بعضها،
وتناسوا بعضها لأنهم يتصرفون وفق شهواتهم، ولا يرتبطون بأمر الله، ونهيه..
يقول "د. وايزمان" في مذكراته:
-"ينسبون
إلى فضل الحصول على تصريح "بلفور"، ولكن الحقيقة أن السبب الرئيسي لفوز
اليهود بتأييد بريطانيا لهم، والموافقة على انشاء وطن قومي في فلسطين يجمع شتاتهم
هو إيمان الإنجليز "بالعهد القديم"، وتأثرهم بتعاليمه، وأن رجالا من أمثال
"بلفور"، و"تشرشل"، و"لويد"، و"جورج"
كانوا متدينين من أعماق قلوبهم، ومؤمنين بما ورد في هذا الكتاب، وقد نظروا إلينا
معشر اليهود على أننا نمثل فكرة يعتقدونها اعتقادا تاما"..
إن الإنجليز في أثناء حكمهم للسودان عزلوا
الجنوب عن الشمال عزلا تاما، ومكنوا الكنائس الغربية أن تتولى كل شيء في المجالين الثقافي، والاجتماعي، ولما استقل
السودان وجد نفسه تجاه شعور طافح بالبغضاء من تلك الجماعات التي صنعها المبشرون
الذين يخشون لو ترك الجنوب ذات العقائد البدائية الوثنية للمسلمين فلربما تحولوا الى
الاسلام، فالمسيحيون في الجنوب ثلاثمائة ألف
من جمله سكان يبلغون ثلاثة ملايين ..
وللاستعمار الحديث براعة منكرة في تزوير
التاريخ، وإخفاء بعض معالمه، وإبراز البعض الآخر، بعد تشوية المفاهيم، وقد ساعد
على نجاح هذه الخطة إلى حد ما الضعفان الخلقي،
والعلمي اللذان صارت اليهما الامة أيام العثمانيين..
عندما احتل الفرنسيون مصر كان الاسلام وحده هو
الذي أشعل نار المقاومة المسلحة، والمقاومة السلبية، وقاد الأزهر حرب الدفاع
المقدس، فحكم الفرنسيون على عشرات من
علمائه الشباب بالقتل، وحكم على "سليمان الحلبي" قاتل "كليبر"
بالإعدام بطريقة بشعة، قذرة، تليق باللصوص، وقاطعي الطريق، ويقدر عدد القتلى بنحو "نصف
مليون" قتيل في الوجهين البحري، والقبلي أثناء المقاومة، والغريب أن نجد في
هذا الوطن بعض مفكريه، وطليعته من الذيول من يعمل على إبراز الحملة الفرنسية على أنها
كانت خير، وبركة لمصر، والمصريين(تعليق: وهم الذين يكرسون حكم الاحتلال من سماسرة
الاستعمار لهذا البلد الذي أنبتهم، ورباهم، وما ينبغي على هذا الوطن هو الحكم
عليهم شنقا، أو رميا بالرصاص بتهمه الخيانة العظمى، وهم الذين أنكروا كل ما كان
موجودا في هذا الوطن من علماء، ومثقفين، ومجاهدين بالنفس، والمال، وكأن هذا الوطن
كان مواتا، أو صحراء جرداء لازرع فيها، ولا ماء، أو حتى بشر؛ بل حيوانات ترعى)..
قامت "الثورة العرابية" بدوافع إسلامية
ضد طغيان خديوى مستبد، وعصبيات جاهلية، وقد قادها علماء الأزهر، ودعوا لها رجال
الفكر الحر بقيادة "الشيخ محمد عبده"، ومدرسته، ورجال التربية، والتصوف
بقيادة "الشيخ عليش"، و"الشيخ أبو عليان"، وسائر شيوخ الطرق،
وشاءت الظروف أن تنهزم الثورة – بالخيانة
والاحتيال – وأن يحتل الإنجليز مصر لتبدأ مأساة تزوير التاريخ..
ومن
المؤرخين من يرجع هجوم التتار على الاسلام إلى تحريض الصليبيين لأولئك الهمج،
ومعاونتهم لهم في تدمير الاسلام حكومات، وشعوبا،
فقد أثبت ذلك المؤرخ الاسلامى
الكبير الأستاذ "محمد على الغتيت" بوثائق حاسمة في مؤلفه "من
الحروب الصليبية إلى حرب السويس"..
لماذا لم تتجه جهود الغرب التبشيرية إلى
اليابان الوثنية؟.. واستماتت في ضرب الاسلام وحده، والتنكيل بأتباع محمد؟!..
لماذا يخرج العمل شائها، أو تافها من أيد
كثيرة عندنا؟!.. مع أن المعارف النظرية لإكماله،
وإعلائه موفورة، والجواب هو.. فقدان الايمان
الحار، والاعتقاد الموجه..
ومع أن صفوف النساء في بيوت الله كانت أحد
معالم المجتمع الاسلامى الأول الا أن الفكرة التي سيطرت على أدمغة نفر من
المتدينين هي عزل المرأة عن الدين، والدنيا معا، وترويج أحاديث موضوعة، أو واهية،
وتكذيب أحاديث صحيحة، أو حسنة، وعلى تفسير القرآن الكريم بآراء لم يعرفها أئمته،
ولا قام عليها مجتمع الصحابة، والتابعين، أم هى الجاهلية التي ضربت المرأة المسلمة
بهذا الفكر القاصر، فجعلتها دون المرأة في
الجاهلية الاولى..
لقد ظهرت المرأة العربية في بيعة العقبة
الكبرى، وبعد فتح مكة، فكان عدد النساء المبايعات ستمائة امرأة، إن إفلات النهضة النسائية من قيود الاسلام
الحقيقية يرجع إلى هذا العجز، والغباء..
إن القرن الأول للإسلام هو أقرب الصور إلى حقيقة
ديننا، فكيف يحكم الاسلام "متن"
من متون الفقه ألف أيام "الاضمحلال" العقلي لأمتنا، أو كيف يحكم الاسلام
تصرف "تركي" في مجال السياسة، أو المجتمع ؟!..