الجمعة، 15 فبراير 2013

خواطر على هامش كتاب "القرآن.. محاولة لفهم عصرى"


                    
-   أول نص مسيحي ترجم إلى العربية هو مخطوط بمكتبة "القديس بطرس برج" كتب حوالي عام 1060م.. حيث كانت الكتب الدينية من "توراة"، و"انجيل" أسرارا عبرية لايعرفها إلا أصحابها ..
-   تقول التوراة أن أخوه يوسف استخدموا "الحمير" في أسفارهم، ويروى القرآن انهم استخدموا    "العير"؛ وهى الإبل، والحمار حيوان حضري يعجز عن اجتياز المسافات الصحراوية الشاسعة لكي يجىء من فلسطين إلى مصر..
-   لو أن محمدا صلى الله عليه وسلم فسر القرآن لفسر لنا ألغازا مثل: "كهيعص"، "طسم", "حم" الخ، ولو فسر القرآن لقدح ذلك في نزوله من عند الله "يأيها النبي بلغ ما أنزل اليك"..  ولم يطلب منه التفسير، ولو كان القرآن من عند محمد ما تناقض مع أرادته هو شخصيا في بعض التصرفات الخاصة ببعض الحوادث التي تمليها البيئة، والنشأة.. مثل التمثيل بالجثث، والتبني..
-   الأمانة فى القرآن "انا عرضنا الأمانة".. هي الأمانة؛ ولاتؤل(وقد أولت كثيرا من المفسرين وغيرهم ممن تعرضولا لتفسيرها)، لأنها لو شي آخر لأخبر عنه الله صراحة، ولا يترك لنا فيها التأويل، والأمانة شرط العلم الذي ميز به الله تعالى بنى الإنسان اللذين سيعمرون الأرض التي خلقها لهم، وحدد اقامتهم فيها، ولم يكن يجتاز السموات قبل الإنسان فى ذلك الوقت إلا إبليس الذي اختلط بالملائكة، وكانت أول مرحلة لتحديد اقامتة كبني الإنسان هي طرده إلى الأرض مع بنى الإنسان، ثم منعهم(الشياطين) بعد ذلك من اجتياز السماء عند البعثة المحمدية بعد أن كانت هناك تجاوزات قبل ذلك "وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا"..  وعندما يتخلى الإنسان عن الأمانة يصبح علمه مدمرا كما يحدث الآن، وهى الصفة التي تسلح بها الأنبياء، والصالحون..
-   يقول "مصطفى محمود" في كتابه "القران..  محاوله لفهم عصري": اختار إبليس لنفسه الغرور بغير علم، ولا حق فاختاره الله ليغرر بالناس، وقضى عليه قضاء من جنس ضميره..
-   ويتكلم عن الجبال في قصة الخلق من نفس الكتاب فيقول:"ويقدم فكرة الحركة الخفية من وراء السكون الظاهر "وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب"..  وتشبيه الجبل بسحابة هو تشبيه يقترح على الذهن تكوينا ذريا فضفاضا، مخلخلا، وهو ما عليه الجبل بالفعل؛ فما الأشكال الجامدة إلا وهم، وكل شي يتألف من ذرات في حاله حركة، والأرض كلها بجبالها في حاله حركة وما يقوله المفسرون القدامى من أن هذه الآية من مشاهد القيامة هو تفسير غير صحيح..
(تعليق: كلام الأقدمين هو عين الصح، ولكنها ظاهرة اللهاث المر وراء لوى الآيات الواضحة الظاهرة كي تطابق علم الذين لا يؤمنون بالله، واليوم الأخر؛ وهم الذين "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"..  فالسحاب حالة المادة بعد النسف كما أن الآيات هى مشاهد القيامة فعلا)..
   ويستمر في تفسيراته فبعد؛ أن يورد من الآيات المتعسفة ليثبت بها كلام المضلين الذين يقولون بخلق بشرى قبل آدم عليه السلام فيقول:
- "معنى هذا أن آدم جاء عبر مراحل من التخليق، والتصوير، والتسوية استغرقت ملايين السنين بزماننا، وأيامنا بزمن الله الأبدى "ولقد خلقناكم أطوارا"..  ومعناها أنه كانت هناك قبل آدم صور، وصنوف من الخلائق جاء هو دورة لها..
(تعليق: هل هذا يليق بالله الذي يقول "كن فيكون"..  فيجعله يخلق على نظام اليهودي المختل "دارون"؛ والذي قال فيه تعالى هو، ومن تبعه منذ الأزل في كتاب يتلى إلى يوم القيامة لعلمه تعالى الأزلى بهؤلاء المرتزقة على موائد العلم الذي جعلوه مسخرة "ما أشهدتهم خلق السموات والأرض وما كنت متخذ المضلين عضدا"..  ويواصل خدم اليهود - من حيث لايدرون -  ومروجي أساطيرهم تطبيق ما قاله داروين على كتاب الله  الذي خلق، فيقول عن الآية "والله أنبتكم من الأرض نباتا" ربط وثيق بين الإنسان، الحيوان، والنبات.. والتشبيه هنا بالحياة الدنيا كنبات ازدهر، ثم اصفر، ومات..  كذلك الإنسان كهذا النبات على الأرض..  وفى آيات أخرى يشبه تعالى بعث الإنسان بإحياء الأرض بالنبات، بعد موتها..  يعنى موت النبات الذي يترك بذورا)..
   ويقول:
-"هناك مرحله متوسطة بين الإنسان، والطين.. هي سلالات عديدة متلاحقة كانت تمهيدا لظهور نوع الإنسان المتفوق"..
(تعليق: نعجب من سذاجة الذين اتبعوا، والذين اتبعوا..  فلماذا يفعل الله كل هذا اللف والدوران؟!.. ألم يكن متأكدا من صنعته؟!.. أم أنه تعالى كان يجرب كالبشر؟!..  وينتقى السلالات كالطبيعة الخرساء؟!.. هل كانت روح الله في الإنسان هي مناط تكريمة، وتفضيله على كثير ممن خلق؟.. وهل الملائكة أجسام نورانية، والجن طاقة خالصة وهى النار، وكلاهما بلا روح؛  "شجرة الخلد" وهى ما قاله الشيطان عن الشجرة المحرمة لآدم، وحواء - وهو الأسلوب الابدى للشيطان في التلبيس - فخلود الجنة ليس كخلود الأرض.. لقد كان قدر الإنسان أن تكون له الجنة دار بلاء، وجعلت له الأرض كذلك.. فترك الله تعالى الباب مفتوحا دائما لخلقه كي يقتربوا منه..  فاقترب إبليس، ورسب..  ثم اقترب آدم - بلا عناء - ورسب أيضا)..
   يقول المؤلف عن استفسار الملائكة "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" يقول الملائكة ذلك الكلام لأنهم رأوا هذا الآدم، وشاهدوا نشاطه، ومراحل تخليقه من أسلاف تسفك الدم، وتتصارع بالمخلب، والناب..
   ويقول:"ونعود فتطالعنا آيات أخرى غامضة في القرآن نفهم منها أننا - نحن ذرية آدم - كانت لنا حياه سابقة قبل حياتنا الأرضية "وإذ أخذ  ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم".. آدم عليه السلام أول البشر كان في منيه كل ذريته حتى يومنا هذا..
   ثم يقول - في رأيه - عن الشجرة المحرمة:
-"كان التلاقح الجنسي هو الشجرة المحرمة التي أكلت منها الحياة فهوت من الخلود إلى العدم .. وبالمثل كان زواج ادم وحواء هو زواج اثنين من الخالدين في الجنة..  وفى مثل هذا الزواج لم تكن توجد وظيفة للنكاح، والتلاقح الجنسي..  فالخلود حقيقة قائمة ولا حاجه للنسل لاستمرار الحياة.. وكان الشيطان يعلم أن شجرة النسل هي ايذان ببدء الموت، والطرد من جنة الخالدين..  فكذب على آدم، وسول له أنها شجرة الخلود بعينها، وأغراه بأن يخالط زوجه بالجسد"..
-  "اهبطوا بعضكم لبعض عدو"..  فيقول إن الآية هذه انتقلت إلى خطاب الجمع؛ بعد أن كان الخطاب لاثنين مما يدليل على التكاثر..  ولكن هل تم التكاثر في الجنة؟..  الجمع هنا جاء لأضافة الشيطان اليهما بعد الخطيئة اذاء وضع آدم نفسة مع الشيطان.. فاستحق الطرد كما طرد إبليس من قبل، ومن هنا ندرك أن إبليس طرد مرتين..
   ثم يفسر هنا الهبوط اعتمادا على التوراة التي سممت الفكر الاسلامى بالأساطير من أن الجنة كانت على الأرض، ولكن آدم كان في الجنة العليا عند الله تعالى فعلا، وهبط إلى الأرض هبوطا فعليا حيث أن الشيطان تلبث آدم، وحواء للوسوسة، وهو مطرود من الجنة العليا، ولا يليق ببشر يحيا في الجنة أن يتلبسه شيطان للوسوسة..
   ثم يعود المؤلف ليقول إن هناك نظريات تقول إن الإنسان هبط الأرض بمركبة فضائية في الأزمان البعيدة، وأنه لايمت بصلة إلى السلسلة التطورية الموجودة من حيوانات الأرض..
(تعليق: لا نملك سوى العجب كيف يلعب الملحدون، واليهود بأذهاننا بأن يذهبوا بنا في أقصى اليمين، والى أقصى اليسار ونحن نملك العلم الالهى الخاص، والصادق من الشوائب المادية، والوهمية التي ملأوا بها كتبهم لصرف أذهاننا عن التقدم، وتطوير حياتنا)..
   يقول المؤلف إن القران موجه إلى قلب الفرد ليخلص الفرد، ويهديه فهو لا يدق على باب السياسة ليغير مجتمعا "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"..  إن قتل إنسان واحد ظلما، وعدوانا ولو كان في سبيل إنجازات، وإصلاحات مادية عظيمة هو انهدام للناموس، وقتل لكل لإنسانية.. ولكنا نقول أين هذا مما يدعونه تقدما، وحضارة سوى مؤسسات عسكرية تواقة للملذات التي منها سفك الدماء، والنفوذ..  وعليه فكل تقدم، ومدنية يصب في النهاية فى معين المؤسسات العسكرية..
   يقولون: كتب الله على آدم علية السلام، وذريته سكنى الأرض ليس أمرا، أو قدرا مقدورا حاشا لله أن يكيد لخلقه، ولكن ما حدث أن ضمن أشجار كثيرة كانت تحتوى عليها الجنة خلقها الله  شجرة تحتوى الشهوة البطنية، والفرجية التي تخلف فضلات ليس مكانها الجنة..  والملائكة لا تأكل، ولا تشرب..  فهل أكل منها إبليس قبلهما؟..  فقد أورث الله الأرض للجن من قبل آدم، ومنهم الشيطان بآماد طويلة، فما كان من آدم بدوره هو، وحواء زوجته إلا الميل بغريزتهما الأرضية نحو تذوق هذه الشجرة التي فيها صفات الأرض؛ وليس فيها صفات الجنة، وما كان الشيطان ليؤثر عليهما كل هذا التأثير؛ ففي القرآن يخبرنا الله تعالى بالقوانين الأزلية التي منها "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"..  فليس للشيطان تأثير مباشر على بنى ىدم إلا أن "دعوتكم فاستجبتم لي"، وهو صادق في ذلك كل الصدق الذى سوف لا ينفعه حينها، وكان الشيطان أيضا ملبسا عندما قال لهما "مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما"..  فهل لم يكن آدم، وزوجته يعلمان طبيعه الملائكة؟..  وطبيعه الخلود؟..  نعم كانا يعلمان خير علم لأنه "فدلاهما بغرور" .. ولكن كيف؟..  هل كانا يعانيان من مشكلة؟..  وهى أنهما غير راضيان عن طبيعتهما الجديدة بين الخلق الآخرين؟..  فتمنيا صفة الملائكة الخالدين؟..  واعتقدا أن فى هذه الشجرة حلا لهذه المشكلة المؤرقة التى ضرب لهما الشيطان على وترها، ووجدت فى نفسيهما ارتياحا وقبولا؟..  أم هو الغرور، والطمع، وعدم الرضا بما أعطاهما الله سبحانه وتعالى؟..
   كان الخلود من ميزات هذه الشجرة، ولكنه بالمعنى الأرضى من جنس، وحمل، وتناسل..  فهو خلود على مستوى الذرية، وليس على مستوى الفرد كما فى الملائكة، وكما حصل الشيطان على هذه الميزة من الله مباشرة..  وكانت سوءاتهما قد وريت عنهما من الله تعالى فلم يرياها، ولا حتى فكرا فيها..  وحتى عندما نزلا الى الارض أرسل لهما ما يوارى هذه السوءة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق