الأحد، 10 فبراير 2013

التاريخ الرومانى


أقصى اتساع للدولة الرومانية فى عصر "تراجان"

يقسم المؤرخون التاريخ الرومانى عادة الى ثلاثة أقسام:
1.    عهد الملوك..
2.    عهد الجمهورية..
3.    عهد الإمبراطورية..
-  تأسست روما عام 753 ق.م.
-  طرد آخر الملوك منها عام 510 ق.م.
-  بدأ عهد الجمهورية من 509 ق.م، وحتى 27 ق.م.
-  يعتبر القرن الأخير قرن اضطراب سياسي, وتوسع تجارى, ومالي، وحيرة خلقية، وفيه برزت الأسماء الشهيرة:  
جراكخى – سوللا – بومبى – كراسوس – يوليوس قصير – بروتس – أنطونيو – شيشرون..
-  الفترة الثالثة تبدأ من القائد "أغسطس" عام 27 ق .م. والذي سمي نفسه "بالمواطن الأول"..
-  يعتبر القرن الأول، والثاني الميلادي عهد الإنشاء..  وهما ينتهيان بعصر الأباطرة الانطونيين(38 – 193 م)..
-  ثم جاء قرن الاضطراب الذي استمر حتى 306 م  حين صار "قسطنطين" إمبراطورا، وأصبحت "بيزنطة" التي أطلق عليها اسم "القسطنطينية"(استانبول حاليا) عاصمة النصف الشرقي من الإمبراطورية سنة 330م.
-  كان ملوك روما الثلاثة الأول من "اللاتين"؛ وهم الذين استعمروا روما، والثلاثة الأخيرون من "الأتروسكيين"؛ وهم أصحاب الإمبراطورية الواقعة شمال نهر التيبر، والذين استقروا خر الأمر في "أتروريا"، أو "توسكانيا"..
-  تعلم اللاتين الحروف الأبجدية من الإغريق في كوماى (Cumae)الواقعة على خليج نابولي؛ وهى أقدم مستعمرة إغريقية في القرن الثامن، وربما عرفت ايطاليا أيضا آلهة الإغريق مثل: "هرقل"، و"أبوللون".. غير أن مستعمرات الإغريق الرئيسية كانت تقع أقصى الجنوب من ايطاليا، وهى: "تارنتوم"، و"سيباريس"، و"كروتون"، و"ريجيوم"..  كما تقع "سراقوسة"، و"أجريجنتوم" في "صقلية"..
-  سكن باقي ايطاليا قبائل تمت بصلة القربى إلى اللاتين.. تتجمع في مستعمرات سكنية فوق التلال ترعى القطعان، وتحرث الأرض..
-  إلى الجنوب الشرقي من السهل اللاتيني، ومن مصب "نهر التيبر" بنت القبائل الإيطالية Alba longa  أول مدينة أسسها (Ascanius) بن (Aeneas) الطروادى فيما روته الأساطير، ومنه ادعى الرومان نسبهم الطروادى ويعد (Romulus)، وكذلك (Remus)  من ذريته..
-  نزل ساكنو التلال الإيطاليون إلى السهول، واستقروا في موقع التلال السبعة حيث قامت روما، وكانوا من الرعاة..  بينما ظل السابليون  (Sabellion)، والسابين (Sabine)  يتنقلون فوق السهل، ويستقلون فوق الهضاب، ثم اندمجت هذه القبائل في "روما" الناشئة..


                                                           
-  ظلت روما حتى سنة 270 ق.م.  تحارب باستمرار من أجل البقاء في ايطاليا، وأخذت تتغلب على القبائل التي حولها حتى اندمجت كلها في الدولة الرومانية، ونشأ ما يسمى "بدولة المدينة" حتى قام "الغاليون" بسلب روما، ونهبها سنة 390 ق.م. فتوقفت المدن عن مساعدتها، وطالبت بالاتحاد الفيدرالي معها، ولكن روما قامت بغزو هذه المدن حتى تزعمت المدن الإغريقية في جنوب ايطاليا فاحتكت "بالقرطاجيين" الذين كانوا يشاطرون الإغريق جزيرة صقلية، والذين كانوا يتحكمون في تجارة غرب البحر المتوسط، ويحتلون مساحات واسعة في أفريقيا امتدت إلى "جبل طارق", و"سردينيا", و"جنوب أسبانيا"..
-  كان القرطاجيون "فينيقيين" واسمهم (Poeni) باللاتينية، ومنها                 (Punicus)  التي اشتق منها اسم "الحروب البونية" في اللغة الإنجليزية  (Punic Wars)  حيث بدأت الأعمال العدائية بين الرومان، والقرطاجيين..  فانهزم الرومان على أيديهم في البحر مرارا حتى انتصروا أخيرا، واضطر القائد القرطاجى "أملكار" إلى الانسحاب من صقلية..
-  ساد السلام بينهم فترة ضمت أثناءها روما سردينيا وكورسيكا وصقلية فوضعت بذلك نظام الأقاليم – خارج ايطاليا – التابعة لروما؛ كما صدت غارات القبائل الغالية، وأخضعت ايطاليا حتى أصبحت زعيمة لها..  في ذات الوقت مد املكار القرطاجى سيطرته على أسبانيا حتى هدد "ماسيليا"(مارسيليا) حليفة روما القديمة؛ فكان ذلك نذ ير بالحرب "البونية الثانية"..
-  عبر "هانيبال" القائد القرطاجى "جبال البرانس"، و"الرون"، و"الألب" حتى هبط ايطاليا، واستقر بجيشه في ريفها أربعه عشر عاما في محاوله يائسة لاستثارة حلفاء ايطاليا ضدها..  فعين الرومان أحد القواد للقضاء على الغزاة لكن جيشه أبيد عن آخره في "كاناى" عام 216 ق.م.، وعمل الرومان بعد ذلك على استدراج هانيبال للزحف على روما، ولكنه آثر التحول عنها أخيرا وهو على بعد ثلاثة أميال منها فانسحب فى سلام ولكن أخاه "هاسدروبال" الذي أسرع بـــالمجىء إلى ايطاليا من أسبانيا هزم، وقتل..  فقام بعدها الرومان بغزو أفريقيا فانتصروا على القرطاجيين عند "زاما" سنة 202 ق.م.
-  أدى انتقال مسرح العمليات الحربية على يد هانيبال من أسبانيا إلى داخل ايطاليا إلى اندماجها، وتوحيدها..  بيد أن الانتصار الذي حققه الإيطاليون في أفريقيا حدا بها إلى مواصلة الحرب عدة سنين داخل أسبانيا لمنع تكتل القرطاجيين حتى قسمت إلى قسمين خاضعين لها سنه 197 ق.م.، ولكن هجوم القرطاجيين على "نوميديا" حدا بروما إلى التفكير بضرورة تدمير "قرطاجة" فقامت بذلك سنه 146 ق.م.، وأصبحت أفريقيا بذلك إقليما خاضعا للرومان بعد حرب دامت خمس وستين عاما صمد فيها القرطاجيون ضد الدولة الفتية..
-  وإذا ما تركنا جانبا ما واجهته روما من حروب نشبت في أسبانيا، وأفريقيا، وثورة الأرقاء في ايطاليا؛ أمكننا حصر اتجاهات السياسة الحربية الرومانية في أربع نقاط سيرتها إليها الإحداث:
1.    سلامة الطرف الغربى لجبال الألب..
2.    العلاقة بين ايطاليا، وروما..
3.    فتوحات يوليوس قيصر، وسياسته الإقليمية..
4.    الطرف الشرقي للحدود الألبية..
1-   سلامـــــــــة الطــــــــرف الغـــــربـــــــي لجـــبــــال الالـــــــــــــب:
-  ظهرت القبائل الجرمانية سنة 113 ق.م. إلى الشرق من جبال الألب مكتسحة أمامها قبائل أخرى وقعت في قبضتهم؛ فهزمت جيشا رومانيا في (Illyria)، واستمروا في زحفهم غربا دون الاتجاه إلى ايطاليا والى هنا لم يكن بالأمر شي حتى عادوا إلى الظهور عام 109 ق.م. في جنوب الغال التي ضمتها روما منذ ثلاثة عشر عاما مكتسحين أمامهم كل شيء حتى قام "ماريوس" بتدريب أول جيش روماني نظامي محترف على مدى ثلاث سنوات لهزيمة هذه القبائل، وإجبارها على الاتجاه غربا..
2-   العــــــلاقـــــــــة بين ايطــــــــاليــــــــا ورومـــــــــا:
-  قام حلفاء روما بثورة علنية عام 91  ق.م . بعد أن تحملوا مخاطر الحرب قرنين من الزمـــان مطالبين بحق العضوية كمواطنين رومانيين، وقاموا بإعلان (Italica)عاصمة جديدة في "كورفينيوم" حتى أخمدت الثورة بمعركة سريعة بقيادة سوللا .(Sulla).
3-   فتوحــــــــات يوليـــــــــــوس قيــــــصر وسيــــــاستـــــه الاقلــــــــــيميــــــة:
-  فتح يوليوس قيصر "بلاد الغال"(فرنسا حاليا)، وقام بتنظيمها خلال الفترة من 58 – 49 ق.م. حتى صارت إقليما يضم "فرنسا"، و"بلجيكا" كما أنه مهد الطريق إلى "بريطانيا"..
-  عاد "بومبى" من الشرق عام 62 ق.م.، وقام بإقرار أعماله، واعتمادها فى "مجلس الشيوخ"(Senate)، ولكنه قام بتسريح الجيش؛ فلم يحظ عمله هذا بالإقرار إلا عندما جاء يوليوس قيصر لنصرته، والضغط على الحكومة؛ فكان حصول قيصر على قيادته الطويلة لبلاد الغال مكافأة له على ذلك بحجة تقوية الحدود..  بيد أن طول بقائه هناك أفزع مجلس الشيوخ؛  فقام بمناورات لسلب تلك السلطة منه لم يبن أثرها إلا عندما ضم المجلس بومبى لصفه فقام قيصر على الفور بعبور "نهر روبيكون" في شمال ايطاليا، وبذلك أعلنت "الحرب الأهلية" فبدد جيش بومبى، وتعقب جزءا منه حتى أسبانيا، وهزم بقيته عام 48 ق.م.
-  ظل قيصر يسيطر على الدولة أربع سنوات حتى قتل عام 44 ق.م. وخلفه "أوكتافيانوس" حفيد أخيه، وابنه بالتبني الذي هزم "ماركوس انطونيوس"، و"كليو باترا" هزيمة نهائية في "موقعه أكتيوم" سنه 31 ق.م.،  وأوكتافيانوس هذا هو المعروف باسم أوغسطس الذى أعلن نفسه مواطنا أولا كما ذكرنا..
4-   الطــــــــــرف الشـــــــرقـــــــى للحــــــــــدود الالــــــــــــــبية:
-  انقسمت إمبراطورية الاسكندر بعد وفاته سنه 323 ق.م. إلى ثلاث وحدات كبيرة هى مقدونيا، وسوريا، ومصـــــــــر..
ا.  بلاد الإغريق تتبع "مقدونيا"..
2.  بابل، وأشور تتبع "سوريا"..
3.  فينيقيا، والجزر اليونانية تتبع "مصر"..
4.  بونتوس، وبرجاموم في "أسيا الصغرى"، وكذلك "الهند" عادت إلى تأكيد استقلالها..
-  كان الإغريق يسكنون شاطى أسيا الصغرى؛ فاكتسبوا بعض العادات الشرقية، والتفكير الشرقي..
-  أخذ المقدونيون الحضارة الراقية عن المدن الإغريقية..
-  كانت "الإسكندرية" حين ذاك مدينه عالمية، وصارت مركزا للدراسات العلمية، والأدبية والفلسفية الجديدة..
-  انتشرت بغزو "الاسكندر" للعالم ثقافة جديدة تدعى "الهيلينستية" جمعت ثقافة الحضارات، وعاشت ألف سنة في صور مختلفة جمعت عناصر الأصالة،  ولكنها حوت الفكرة الشرقية الفاسدة من الوجهة السياسية؛ حيث كانت الممالك في الشرق تقوم على فكرة "الحاكم المطلق" الذي كان يقدسه الناس، ويؤلهونه، وقد امتلأ بلاطهم الملكي بالنبلاء الطموحين، والمعايير المنحلة..
-  أما في الغرب فقد منحت روما الإيطاليين، والأسبان، والغال، والأفريقيين، وغيرهم حضارة أسمى من حضارتهم..
-  على هذا الأساس اختلفت سياسة الرومان في الشرق عن الغرب؛ فأحاطت نفسها بحلقات من الدول المحايدة كي تكون درعا واقيا لها من غارات الأعداء حتى حفزها إعجابها الأصيل بثقافة المدن الشرقية على تحريرها كما فعلت في مقدونيا عام 167 ق.م.، وفى بلاد الإغريق عام 146 ق.م. واعتمدت على إقامة محميات من الدول المتحالفة في أسيا الصغرى على حدود أرمينيا، ونهر الفرات،  كما اعترفت مصر لها بالسيادة وهى التي أنقذها تدخل روما فيها..
-  أدى اتحاد "مثريداتيس" ملك "بونتوس", و"تيجرانيس" ملك "أرمينيا"، وإغارتهما على آسيا الصغرى، وقتلهم الألوف من التجار الرومانيين، وكذلك سيطرة "الأسطول البونتى" على منطقه "بحر ايجه"، ونزول القوات بلاد الإغريق إلى لجوء الرومان إلى استعمال القوة العسكرية بطريقه سافرة في الشرق حيث جرد "سوللا" جيشا هزم به البونتيين سنه 85 ق.م.،  ولكن أعمال القرصنة اشتدت في كافة أنحاء البحر المتوسط مما ضايق الأساطيل الرومانية فقضى عليها بومبى بالعمل المنظم منذ عام 67ق.م. بدأ من جبل طارق، وغزا بونتوس، وأرمينيا، وفرض الحصار على "أورشليم"..  فبدأ اتصال الرومان "باليهود"،  ثم قام بومبى بتنظيم الشرق إداريا، وتجاريا..
-  قام "تيبريوس" الذي صار إمبراطورا فيما بعد بإقفال الطرف الشرقي لتأمين تلك المنطقة.. فقضى سنوات من القتال على "الراين"، و"الدانوب" الأسفل فأصبح إقليم (Reatia) شرقي سويسرا، والتيرول،  وإقليم (Noricum) النمسا،  وإقليم (Pannonia) كارنثيا، وهنغاريا الغربية في آخر الأمر قلعة الدفاع الشمالية الشرقية..
-  كانت الإمبراطورية تزداد اتساعا كلما دعت الضرورة فمن أجل حماية "شبه جزيرة البلقان" أصبحت المناطق الواقعة جنوب الدانوب الأدنى سنه 46 ق.م. تكون إقليم تراقيا       (جنوب بلغاريا، وتركيا، والساحل الاغريقى عند رأس بحر ايجه)، وإقليم موويسيا(الصرب، وشمال بلغاريا، ودبروجة)، وأضيفت إليها كذلك إقليم بريطانيا، وفى عام 107 م. أنشأ "تراجان" إقليم "داشيا"(رومانيا) ليكون حصنا يحمى موويسيا؛ ولكنها أخليت عام 270 م.، وقام "دقليانوس" 284 – 305 م. بإعادة تنظيم الإمبراطورية كلها بما فيها ايطاليا فجعلها 120 قسما إداريا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق