السبت، 19 يناير 2013

عرض موجز لكتاب قصة الخلق من العرش الى الفرش للأستاذ عيد وردانى الطبعة السابعة


اعتماد المصادر:
- الكتاب- السنة - الإجماع، ومن السنة الأحاديث الصحيحة..
- تاريخ الحضارات البشرية الذى هو عبارة عن تأثير الأنبياء، والمرسلين..
- تعرضنا لكيد عالمى؛ يقوده إبليس لتغيير الحقائق(تعليق: مستعيناَ على ذلك بمن أطلقوا على أنفسهم الماديين، أو العقلانيين، أو الطبيعيين الذين ألهوا المادة، والعقل، والطبيعة، وهم أيضاَ لم يستطيعوا التخلص من فكرة الاله، وهى مغالطة، وغباء، ورغم أنهم وضحوا لنا هذا إلا أننا اتبعناهم).. وقد تعرض الكتاب على هذا الأساس للموضوعات الآتية:
1.     قصة الخلق..
2.     خلق الكائنات العاقلة..
3.     ثبات الأرض..
4.     الشمس..
5.     القمر..
6.     زينة السماء..
7.     النظرية الجديدة عن الضغط..
    يقول تعالى:
-"ونزعنا من كل أمة شهيداَ فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ماكانوا يفترون"..
 ويتضمن المدخل عدة أسس هى:
- جعل رزقهم، وما وعدهم به فى السماء، وليس فى يد بعضهم البعض..
- راح الإنسان يتعرف على كل المخلوقات، وترك الخالق، ولم يكن مطلوباَ منه أكثر من النظر للاعتبار، وللتعرف على الصانع، لا المصنوع.. الخالق، لا المخلوق.. الرب لا المربوب(تعليق: إنه يفعل ذلك كى يسيطر على الطبيعة، والمخلوقات، ويسخرها لنفسه من دون الله، وليستغنى بها عن الله)..
- اكتشف الانسان - بماديته - أن الزلازل، والبراكين، والسيول، والعواصف، والأعاصير ليست آيات ربانية؛ بل ظواهر طبيعية..
- والسماء، والأرض لايمسكهما الله..  بل الجاذبية، والفلك تجرى فى البحر ليس بأمر الله؛ بل بقانون الطفو، والمطر لاينزل بأمر الله.. بل بأمر البحر، والسماء ليست محفوظة بحفظ الله..  بل محفوظة "بخط فان ألن"، والله ليس بيده الأمر، ولا يقلب الليل، والنهار، وليس هو الدهر؛ بل يحكمنا قانون "النسبية لأينشتين"، وحفظ الأشياء ليست من الله..  بل "بقانون لويس باستير"، واستقرارنا على الأرض ليس بتمكين الله..  بل "بقانون نيوتن" (تعليق: وقد استفاد الإنسان من ذلك باستعباد، واستعمار أخيه الإنسان، وابادته؛ ونهب ثرولته الطبيعية؛ حتى ظهرت "نظرية السوبر مان" التى مات صاحبها "نيتشه" بالخلل العقلى)..
- كان هذا حال الإنسان عموماَ أما المؤمنين بالله فقد وصلوا الآن إلى ماهو أعجب، وأغرب.. فقد أصبح إيمانهم بالله مزيج من الشرك، والإيمان؛ إيمان مهجن، وعقيدة مختلطة، كما قال تعالى:
-"ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون"..
   وتحت عنوان محاولات التحريف يقول:
-"هجر كتاب الله – الذى تكفل بحفظه – المؤمنون به، وبالرسول الذى جاء به، واتبع المؤمنون به من دونه أولياء، ونظم، وقوانين، وتسابق في هجر آياته، واتباع مادونه أشد الناس إيماناَ به، واندماج يؤدى إلى الاضمحلال، وشخصيات سهلة الانطواء والانقياد..
- ففى "نظام الحكم" اتبعوا النظم الديمقراطية، والرأسمالية، والاشتراكية..
- وفى "القانون" اتبعوا القوانين الوضعية من أنفسهم، ومن الشرق، والغرب دون كتاب الله..
- حتى علماء المسلمين فى شتى العلوم – الانسانية، والمادية – تناقلوا مايقوله الغرب لمجرد أنهم قالوا.. والله تعالى الذى أكمل لهم دينهم، وأتم عليهم نعمته، وأمرهم باتباع الصراط المستقيم:
-"ولاتتبعوا السبل فتفرق بهم عن سبيله"..
- أرسل الله الأنبياء، والرسل منذ وجودهم على الأرض ليعلموا الناس كل مايحتاجون إليه فى حياتهم، ومعايشهم، وكيفية الاستفادة مما سخر الله لهم..
- أخبرنا القران عن حضارات بادت لم يخلق مثلها فى البلاد فيما يسمى بالعصر الحجرى..
- حتى بعد أن بين الله فى كتابه قصة الخلق بالتفصيل (تعليق: تركوا كتاب الله وراءه ظهورهم، واتبعوا ماتتلوا الشياطين من نظريات النشوء، والارتقاء على أمثال دارون، وهيكل، وغيرهما؛ رغم شكوك علماء الغرب أنفسهم فى النظرية، وعمل بعضهم على فرض تفسيرات أكثر منها عقلانية، حتى دارون نفسه كان يشك فى نظريته التى افترض فيها حلقات مفقودة، وظلت مفقودة حتى الآن؛ مما يدل على عدم وجودها بالمرة)..  ورغم ذلك تبنى هذه النظرية، ودافع عنها، وحللها، وناقشها، واذاعها، ودرسها، وعلمها، وايدها علماء يؤمنون بقوله تعالى:
-"لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم"..
    وغيرها من الآيات، ثم خرجت نظريات من حاملى القرآن عن النشوء، والارتقاء فى الأديان(تعليق: وراح آخرون يلوون عنق الايات القرآنية لتوافق دارون الملحد، وأتباعه من اليهود الذين دأبوا على الطبل، والرمز لكل ما هو يهودى، حتى لو كانت نظرية ستهدم كتابهم نفسه – التوراة – ولكنه إذا كان سيهدم ما جاء فى القرآن، ويشكك أتباعه فلتذهب التوراة إلى الجحيم.. اللهم إلا إذا ضحكوا بها على الغرب المسيحى، وسفهاء المسلمين من الحكام بشرعية الأرض المقدسة، وتبرير احتلالهم لها)..
- أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع سنن من قبلها شبراً شبراً، وذراعاً بذراع؛ حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه..
    تحت عنوان تزوير التاريخ يقول :
- "بداية الإنسان الساذجة التى تقترب من حياة الحيوان، بينما يصور لنا القرآن، والسنة أن آدم أول الخلق البشرى كان يزرع الأرض، ويصنع بعض الأدوات(تعليق: يروى ابن كثير أن المطرقة، والسندان من الحديد نزلت مع آدم عليه السلام)، ويحيك الملابس، وبدأت حياته على الأرض فى أسرة قوامها هو وزوجته، ثم أولاده، وعلمه الله تعالى كيف يعيش على الأرض، وكيف تحدث تعالى عن حضارة عاد، وثمود.. أن أكبر تاريخ سجل بادق التفاصيل هو تاريخ قدماء المصريين، والقارئ لهذا التاريخ لن يجد أى ذكر ليوسف، أو موسى عليهما السلام فهل يتصور ذلك ؟!..  يوسف الذى تولى حكم مصر فى فترة من أهم فترات التاريخ الإنسانى، وموسى الذى كان لخروجه من مصر ببنى اسرائيل شأن غير مجرى تاريخ مصر بعد أن أغرق الله فرعون، وجنوده فى اليم، هل يتصور عاقل أن المصريين القدماء الذين سجلوا أتفه الأشياء يغفلون عن تسجيل أكبر حدثين؟!..
- وهل يتصور عاقل ألا يذكر التاريخ لبلاد مابين النهرين أى ذكر لنوح عليه السلام،  وقد كان له حدث يعتبر الأكبر، والأعظم فى تاريخ البشر فى كل الارض قاطبة؟!.. ألا يذكر التاريخ شيئاً عن خليل الله إبراهيم، وعن معجزة القائه فى النار، وعن إسحاق، ويعقوب حتى أن طه حسين شكك فى وجوده أصلاً حين قال فى كتابه الشعر الجاهلى:
-"للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم، وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين فى التوراة، والقرآن لايكفى لاثبات وجودهما التاريخى، فضلاً عن ثبات القصة التى تحدثنا بهجرة إسماعيل بن ابراهيم إلى مكة، ونشأة العرب المستعربة فيها، ونحن مضطرون  الى أن نرى فى هذه القصة نوعا من الحيلة، فى اثبات الصلة بين اليهود، والعرب من جهة، وبين الاسلام، واليهود، والقران، والتوراة من جهة أخرى"..
   هل هذا تنوير من أحد المبشرين بهذا، وهل يخلوا التاريخ من ذكر شعيب، أو لوط، وما حدث لسدوم، وعمورة ؟!..
- هل قرأ أحد فى تاريخ الحضارة الفينيقية ذكر لأعظم ملك كان فى الأرض، وهو سليمان، أو ذكر لأبيه داود، وهل قرأ أحد فى تاريخ الجزيرة العربية القديم ذكر لأنبياء كرام كصالح، وهود، وإسماعيل؟!.. فلا يوجد أى ذكر فى التاريخ لنبى مهما بلغ شأنه، ولا حدث ايمانى مهما بلغت قيمته، وهل يعقل أن يخلو تاريخ الصين من نبى، أو رسول؟!.. أو لروسيا.. فاذا كان التاريخ مزوراً وهو أثبت العلوم، وأوقعها فما بالنا بباقى العلوم..
القرآن والعلم:
-"انما يخشى الله من عباده العلماء"..
    ويقول الرسول الكريم:
-"العالم أشد على الشيطان من ألف عابد"..
    والعلم، والعلماء صفة لمن يخشى الله، ويؤمن به، ولم يطلق المسلمون القدماء كلمة العلم، والعلماء الا لمن يتبعون هذه الاية الكريمة، ولكن كانوا يسمون الفلكيين مثلا أهل الهيئة، ولم يقولوا عنهم علماء..
    قال تعالى:
-"اقرأ باسم ربك الذى خلق".. 
-"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون".. 
- "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات".. 
    وقد أنعم تعالى على البشر بالعلم متمثلاً فى أبيهم:
-"وعلم آدم الأسماء كلها"..
    عدا الأدعية، والأحاديث التى تحض على العلم، وفضله..
-"يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا"..
    فهم علماء فى الماديات المتعلقة بالحياة الدنيا، ووسائل عمرانها، وزخرفها، فهم عالمون فى الهندسة، والرياضة، والمواصلات، والاتصالات، والكيمياء، والكهربائيات، والادوات المنزلية، وقد وصفهم تعالى بأنهم:
-"عن الآخرة هم غافلون".. 
    وقسم المؤلف العلماء إلى علماء الدين اتباعا لأمر الله، والتجريبيين من أهل المعامل، والتجارب المعملية، وأهل التفكير العقلى؛ وهم الفلاسفة..
- فإذا كان على عهد الرسول أربعة فقط يحفظون القرآن، ولكنهم جميعاً علماء؛ نجد أن الأمر انقلب الآن، فكم من آلاف.. بل ملايين يحفظون القرآن فى ربوع العالم الاسلامى، ولكنهم يتبعون برتراند راسل، وهيكسلى، وجيمس جينز، وجاليليو، ونيوتن، واينشتاين، فما فائدة القرآن الذى يحفظونه ؟!..
- يقول تعالى:
-"فأمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا"..
    وحرم هذا النور على من كفر به:
-"ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لايبصرون"..
    ثم يقتدى الذين يحملون النور بمن تركهم الله فى ظلمات لايبصرون.. وحدد الله مصيرهم من أن أعمالهم:
-"كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنه فوفاه حسابه والله سريع الحساب"..
أو
-"كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور"..
    وذهاب العلم من علامات الساعة؛ روى البخارى عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"ان من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، يظهر الزنا"..
وروى أيضاً:
-"ان الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد؛ ولكن يقبض الله العلم بقبض العلماء، حتى اذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا،ً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"..
تلفيق لا توفيق:
-"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا فيما قضيت ويسلموا تسليماً"..
   أقنع الغربيون - أتباع الشيطان - أهل الأرض أن الكون مرتبط بقوانين ثابتة، هو "قانون الطبيعة".. ولذا لايحتاج إلى اله يحكمه، ويحركه.. يقول العالم المسلم وحيد الدين خان فى كتابه "الاسلام يتحدى":
-"أنه كان يحاضر فى احدى الجامعات باستعراض نظرية علمية أراد اثبات توافق الدين معها، وأشار إلى مقال لفرويد، فوقف أستاذ لعلم النفس أثناء فترة الأسئلة وقال: لقد أشرتم إلى مقال لفرويد تأييداً لنظرية دينية على حد يعارض فرويد معارضة كاملة، تلك النظرية التى تمثلونها"..                              ولم يترك علماؤنا نظرية من النظريات الا أتوا بها وعرضوها كثبت علمى، ثم جاءوا بآيات ما على أنها سبق دينى، وهكذا توافقت جميع النظريات ماثبت منها، وما لم يثبت مع قرآنهم..
يقول وحيد الدين خان:
-"هناك من علمائنا من يدركون موقف الفكر الحديث من قضية الدين ولكنهم لشدة تأثرهم بالفكر الحديث، يرون أن كل ما توصل إليه أئمة الغرب يعد من "المسلمات العلمية" ومن ثم تقتصر بطولاتهم على أساس أن هذه النظريات التى قالها علماء الغرب هى نفس ماورد بالقرآن الكريم، وكتب الأحاديث الأخرى، وهذه الطريقة فى التوفيق، والتطبيق بين القرآن وغيره، هى نفس الطريقة التى تتبعها شعوب الحضارات المقهورة تجاه الحضارات القاهرة، وأية نظرية تقدم على هذا النحو يمكنها أن تكون تابعة، ولكنها لا يمكن أن تكون رائدة ولو خيل إلى أحدنا أنه يستطيع تغيير مجال الفكر فى العالم بمثل هذه المحاولات التوفيقية، ليشرق على البشرية نور الحق فهو هائم ولا شك فى عالم الخيال، لا يمت إلى الحقائق بسبب، فان الأفكار والمعتقدات لا تأتى من طريق التلفيق بل عن طريق الثورة الفكرية"..
الكتب المقدسة والمعطيات العلمية:
    يقول "موريس بوكاى" عالم فرنسى شهير فى مقدمة كتابه "دراسة الكتب المقدسة فى ضوء المعارف العلمية الحديثة":
-"إن الدراسة التى نقدمها الآن تختص بما تنبئنا به الكتب المقدسة فيما يتعلق بالظواهر الطبيعية الكثيرة، ولا بد من الملاحظة أن الوحى القرآنى غنى جداً فى تعدد هذه المواضع، وذلك على خلاف ندرتها فى العهد القديم والجديد"..  ويقول بوكاى:
-"أما بالنسبة للأناجيل فما تكاد أن تفتح الصفحة الأولى فيها حتى نجد أنفسنا دفعة واحدة فى مواجهة مشكلة خطيرة، ونعنى بها شجرة أنساب المسيح، وذلك أن نص انجيل "متى" يناقض بشكل جلى انجيل "لوقا"، وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمراً لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض"..
    ويقول عن دراسته للقرآن:
-"وتناولت القرآن منتبهاً بشكل خاص إلى الوصف الذى يعطيه عن حشد كبير من الظواهر الطبيعية.. لقد أذهلتنى دقة التفاصيل الخاصة بهذه الظواهر وهى لا يمكن أن تدرك إلا فى النص الأصلى، أذهلتنى مطابقتها للمفاهيم التى نملكها اليوم عن نفس هذه الظواهر، والتى لم يكن ممكناً لأى إنسان فى عصر محمد صلى الله عليه وسلم أن يكون عنها أدنى فكرة".. ويقول:
-"ان أول ما يثير الدهشة فى روح من يواجه هذا النص لأول مرة هو ثراء الموضوعات المعالجة، فهناك الخلق، وعلم الفلك، وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان، وعالم النبات، والتناسل الانسانى، وعلى حين نجد فى التوراة أخطاء علمية ضخمة لا نكتشف فى القرآن أى خطأ، وقد دفعنى هذا لأن أتساءل:  لو كان كاتب القرآن إنساناً، كيف استطاع فى القرن السابع الميلادى المسيحى أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة".. أما أن يكون القرآن يقرأ فى السرادقات على الأموات، أو يعلق على صدور الكاسيات العاريات، أو على جدران البيوت، والمحلات، أو خلف الراكبين فى السيارات، أو يترنم ببعض آياته فى الافتتاحيات، أو يتبرك به فى المناسبات، أو حتى تردد آياته فى الصلوات، أو يثبت صدقه بتطابقه مع النظريات.. كل هذا ليس دور الكتاب، ولا لأجله نزل..
    وقد حدد الله تعالى سبعة أصناف إذا وجدت فسيكون كل شئ مفصلاً لهم، وهم:
1- العلماء.. العلم..
2- الفقهاء.. الفقه.. 
3- المؤمنون.. الايمان..
4- المذكرون.. الذكر..
5- المفكرون.. الفكر..
6- العاقلون.. العقل..
7- المتقون..  التقوى.. 
1-"لقد فصلنا الآيات لقوم يعلمون"..
2-"لقد فصلنا الآيات لقوم يفقهون"..
3-"بكتاب فصلناه على علم وهدى رحمة لقوم يؤمنون"..
4-"لقد فصلنا الآيات لقوم يذكرون"..
5-"كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون"..
6-"كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون"..
7-"إن فى اختلاف الليل والنهار وماخلق الله فى السموات والارض لآيات لقوم يتقون"..
    ويورد الكتاب بعض من أقوال علمائنا، وآراءهم فى مسألة الخلق، وما يقولونه عن توافق هذه النظريات الحديثة مع القرآن، وكيف يعرضونها كحقائق ثابتة على جماهير الناس، بينما أصحاب النظريات أنفسهم لا يقولون بثباتها.. بل يفترضون..  فنظريات بدء الخلق قال بها كثيرون: كانت، بيير لابلاس، لمولتون، تشامبرلين، جينز، هايل، ليتليتون، أتوشميث، فيسينكوف، إمبارسومبان ، وغيرهم، لكل منهم نظريته، وكلهم لم يتفقوا على رأى، وكل منهم وضع تصوراً يراه لبدء الخلق لا شأن له بالنظرية الدينية، ولم يضع أحد منهم فى اعتباره وجود إله خالق، ولا يمكن تلخيص هذه الآراء، وجمعها فى نظرية واحدة، فعلى أى أساس يوفق الموفقون بين ما لم يؤكده أحد، وبين القرآن..
    كما قام البعض بتجميع هذه النظريات المختلفة المتباينة وولفوا بينها، وألفوا، وقالوا لنا أنها قد ثبتت علمياً، وأن القرآن قد نص عليها من فوق سبع سموات، ومنذ أربعة عشر قرناً من الزمان، ولا ندرى أياً من هذه النظريات الثلاثين، أو أكثر التى نص عليها القرآن، وأيدها، والطامة أن الكل يقول ذلك حتى علماء الشرع، والدين..
    ويقولون كما يقول الماديون نفس التعبيرات أن الكون حدث نتيجة انفجار، وليس خلق، وأنهم لا يقولون خلق.. بل ظهور، وأن الخلق لم يتم فى ستة أيام كما قال تعالى، ولكن الظهور تم  خلال بلايين السنين، وكذلك الإنسان ظهر – وليس خلق – حسب هذه المقولة نتيجة نشوء، وارتقاء، بدء من خلية واحدة، إلى كائن متعدد الخلايا، أى أن الإنسان وجد نتيجة مصادفة، وليس خلقاً..
    كما أن الكل يجمع على أنه قد ثبت، ولم يقل أحداً من التجربيين أن شيئاً قد ثبت، ولكنهم جميعاً  يفترضون فقط.. فمن الذى قال من التجريبيين أن الأرض انفصلت عن السماء؟!.. فمن أين أتى علماؤنا بهذا الكلام؟!..  لم يذكر أحد من أصحاب نظريات الكون شيئاً عن السموات، والأرض التى تتحدث عنها الآية، ولم يقل أحد أن السموات، والأرض كانتا كتلة واحدة..
    بل ان غاية نظرياتهم أن نجماً اصطدم بالشمس، وأن الشمس انفجرت من ذاتها، بمعنى أن الأرض، والشمس، وبقية الكواكب التسعة كانوا جميعاً شمسا..ً فانفجرت، أو نجما..ً فاصطدم، ولم يذكروا سموات أبداً فى كلامهم، والآية التى يعلقون عليها بكلامهم لم تذكر أبداً شمسا،ً ولا نجماً، ولا كوكباً، وانما تقول أن السموات التى فوقنا كانت كلها ملتصقة بالأرض التى تحتنا ففتقهما الله، أما الشمس، والقمر، والنجوم، والكواكب فقط خلقهم الله بعد ذلك، ولا علاقة لهم بمسألة الفتق، أو الرتق هذه، وأن الشمس، والقمر، والنجوم ليست من الأرض، ولا من السماء..  بل خلق مستقل..
    ان النظريات التى طرحها أصحابها لم تأتى كما قال علماؤنا نتيجة تحليل، أو تجريب، أو رؤية، أو مشاهدة..  ولا حتى بحث..  بل أنهم يفترضون، ومن الظلم مقابلة ما قالوه مع كلام الله عز وجل..
    ثم ما هو وجه المقابلة بين "الرتق" الذى قالت عنه الآية للسموات، والأرض، وبين "السديم"، أو "النجم"، أو "الشمس" الذى قالت عنه النظريات، وما علاقة "الفتق" الذى تقول عنه الآية،
و"الانفجار" الذى تفترضه هذه النظريات، فى أى تفسير من التفسيرات يكون معنى "ففتقناهما"= "الانفجار"؟!..
    وبأى لغة، وبأى عقل، وبأى منطق يبدأ الكون بالانفجار، والدمار؟!..
- ماذا يقصد علماؤنا بذلك؟!..
- أيريدون أن يسلم الكافرون؟!..
- أم يريدون توثيق إيمان الكافرين؟!..
    الحق أننا لا نرى هذا، ولا ذاك، ولكنه الافتتان بأصحاب هذه النظريات الذين يؤيد القرآن كلامهم..
    وتكثر النظريات، وما تعددت وكثرت إلا لأن كل نظرية تجد من الانتقادات، والتناقضات ما يدفع آخر بأن يأتى بكلام مغاير، ثم بعد ذلك ينتقد هو الآخر، وهكذا والله الحق يقول:
-"ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وماكنت متخذ المضلين عضدا"..        وللأسف يملأ هذا الهراء كتب الدراسة المدرسية، والجامعية فى أنحاء العالم، والأدهى، والأمر البلاد الاسلامية، وفيهم كتاب الله، وسنة رسوله..
قصة الخلق فى الحضارات:
    فى كتاب "معجم الحضارة المصرية القديمة" تأليف مجموعة من علماء الغرب يذكر أهم الحضارات التى قامت على الأرض فى مادة "أساطير الخليقة" فى عدة نظريات قديمة لبدء الخلق؛ تحتوى غالبيتها على العناصر الآتية مع اختلاف الأماكن التى روت الأساطير، والأزمنة التى قد تضفى هذه الأحداث، والصفات على الاهها:
-"فى البدء سطح مائى متسع؛ انعدمت فيه الحياة أطلق عليه المصريون اسم "نون"؛ ورغم انعدام الحياة على سطح الماء الا أنه كان يحوى كل عناصر الخليقة التى ستأتى بعد.. أتى الرب خالق المستقبل ذات يوم، فى جوف هذه المياه ليدرك نفسه، وأضفى شكلاً مادياً على فكرة نفسه التى تكونت فى روحه.. بدأ خلق نفسه دون مساعدة خارجية، ثم وجه اهتمامه إلى العمل الضخم لخلق العالم"..
    ويعلق الكاتب بأنها لا تبعد كثيراً عن النظرية الاسلامية للكون، وذلك لأن مصر وجد فيها أنبياء كثيرون، وقد كان "إدريس" أول الرسل إليهم، ويقال انه – أزوريس – المعروف أسطورته مع التحريف فى الاسم، والتحريف فى القصة، والأحداث..
    كما جاء "ابراهيم" عليه السلام إلى مصر، وتربى بها "موسى" عليه السلام، وجاءها "يوسف" عليه السلام صغيراً، واعتلى فيها منصب رئيس الوزراء، وغيرهم الذين تذكرهم المصادر الاسلامية، ويطمس ذكرهم التاريخ المزور؛ ولا بد أنهم ذكروا للمصريين قصة الخلق، وكيف بدأ، ولكنها حرفت على مر السنين؛ الا أن خطوطها العريضة متفقة مع الكتب السماوية، ومختلفة تماماً مع النظريات الحديثة، فلم يقل المصريون أن هذا كشفاً، أو اختراعاً، أو افتراضاً، أو رأياً، ولكنه وحى لحقه التحريف، كما لحق الكتب السابقة على القرآن..
    ثم يستعرض آيات الخلق فى القرآن..  فيقول:
-"ان المتأمل لآيات الله تعالى سيجد فيها تفاصيل لاتوجد فى أى علم، أو فن، أو تاريخ، وتكرر أن هذه الأيات لقوم يعلمون.. يفقهون.. يؤمنون.. يذكرون.. يتفكرون.. يعقلون.. يتقون..
    قال تعالى فى سورة فصلت(9-12):
-"قل أانكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلون له انداداً ذلك رب العالمين(9)  وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين(10)  ثم استوى الى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض أئتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين(11)  فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم(12)"..
    ومن سياق الآيات يوجه الكاتب النظر أن الحديث موجه للكافرين الذين يقولون أن الأرض خلقت من انفجار الشمس، أو اصطدم نجم بها، ولهؤلاء الكافرين يفصل لهم قصة الخلق؛ فيقول تعالى:
-"أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانت رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون(30) وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلاً لعلهم يهتدون(31) وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن أياتها معرضون(32) وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون(33)"  الأنبياء..
   وقوله تعالى:
-"أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها(27) رفع سمكها فسواها(28) وأغطش ليلها وأخرج ضحاها(29) والأرض بعد ذلك دحاها(30) أخرج منها ماءها ومرعاها(31) والجبال أرساها(32) متاعاً لكم ولأنعامكم(33)"  النازعات..
   فصل الله تعالى الخلق فى هذه السور الثلاث للكافرين الذين لا يؤمنون بقدرة الله، ولابوحي القرآن، ولايؤمنون بالغيب، وأن ما عبده الكافرون من آلهة طوال تاريخ البشرية لم يكن لهم يد فى الخلق، ولا قدرة على ذلك "بل هم يخلقون"..
   أخرج ابن جرير، والنحاس، وأبو الشيخ، والحاكم، وصححه مردويه، والبيهقى أن اليهود أتت النبى صلى الله عليه وسلم تسأله عن خلق السموات، والأرض، فقال:
-"خلق الله الأرض يومى الأحد، والاثنين، وخلق الجبال، وما فيهن من منافع يوم الثلاثاء، وخلق الشجر، والحجر، والماء يوم الأربعاء، وكذلك المدائن، والعمران، والخراب؛ فهذه أربعة أيام.. فقال تعالى:-"قل ائنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين وتجعلن له أنداداً ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين*"، وخلق السماء يوم الخميس، وخلق النجوم، والشمس، والقمر، والملائكة يوم الجمعة إلى ثلاث ساعات بقين منه فخلق الآجال فى أول ساعة، وفى الثانية ألقى فيها من كل شئ ينتفع به، وفى الثالثة خلق آدم، وأسكنه الجنة، وأمر إبليس بالسجود له، وأخرجه منها فى آخر ساعة"..
قالت اليهود: ثم ماذا يامحمد؟..
قال: "ثم استوى على العرش"..
قالوا: قد أصبت لو أتممت.. ثم استراح؛ فغضب النبى صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً؛ فنزلت: -"ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون*"  ق..
   وعن أبى هريرة قلت يا رسول الله:
-انبئنى عن كل شئ، قال:
-"كل شئ خلق من الماء"..
    وقال صلى الله عليه وسلم تبياناً لقوله تعالى:-"هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات"(البقرة 29):
-"أن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً ارتفع فوق الماء فسما عليه.. فسماه سماء، ثم أيبس الماء فجعله أرضاً واحدة، ثم فتقها فجعل سبع أراضين فى يومين"..
   هذه باختصار النظرية الاسلامية (تعليق: اتفقنا انها الحقيقة، وليست نظرية، ولا فرضية) لبدء الخلق، ليس فيها شمس، ولا نجم، ولا انفجار، ولا اصطدام، ورغم أنها النظرية الصحيحة الوحيدة التى تتوافق مع الكتب المقدسة، وتاريخ الحضارة البشرية الا أنها الوحيدة التى لا تذكرها الكتب العلمية، ولو حتى بجوار نظريات كانت، وألفريد هايل..
تفصيل (النظرية الاسلامية):
   تم الخلق فى ستة أيام، وعلى ثلاث مراحل.. يومان مشتركان تم فيهما ايجاد السماء، والأرض، ويومان لدحو الأرض، ويومان لتسوية السماء، ورغم ذلك فقد التبس الأمر على بعض المفسرين للقرآن لا لشئ الا لكثرة التفاصيل المبهرة، ولعجزهم عن متابعة الأحداث، وأيضاً لعدم استعانتهم بالأحاديث المبينة لبعض الدقائق..
    وقد توزعت الآيات عن بدء الخلق فى كثير من سور القرآن، وان كانت سورة "فصلت" قد جمعت مراحل الخلق الثلاثة فى أربع آيات، وذلك لأن مراحل الخلق تخللها حدث هام لم يفطن إليه قراء القرآن تحكيه الآية(11) من هذه السورة..
المرحلة الأولى: مرحلة خلق السموات، والأرض.. والتى تمت يومى الأحد، والاثنين..
المرحلة الثانية: مرحلة الدحو.. والتى تمت يومى الثلاثاء، والأربعاء..
الحدث المتخلل: ثم بعد اكتمال الأربعة تماما..ً
المرحلة الثالثة: مرحلة السموات.. والتى تمت يومى الخميس، والجمعة..
والآية(11) من السورة توضح أن الله تعالى بعد أيام خلق الأرض الأربعة استوى إلى السماء وهى دخان..  نفهم منها أن السماء كانت موجودة فى اليوم الخامس، ولكنها كانت دخان، وعلى ذلك فقد خلقت السماء قبل اليوم الخامس؛ وبقراءة آيات بدء الخلق فى سورة "النازعات" نجد أن السماء ذكرت أولاً.. يقول تعالى:
"أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها(27)  رفع سمكها فسواها(28)  وأغطش ليلها وأخرج ضحاها(29) والأرض بعد ذلك دحاها(30) أخرج منها ماءها ومرعاها(31) والجبال أرساها(32) متاعاً لكم ولأنعامكم(33)".. وظاهر السورتان التناقض؛ حيث تبدأ فصلت الخلق بالأرض، وتبدأ النازعات بالسماء، وانقسم الناس، وانتصر كل فريق لرأيه، ولكن من السورتين يتضح أنه تعالى خلق السماء، والأرض معاً..  فيقول عن خلق السماء أنه "بناها"، وأن "الأرض بعد ذلك دحاها".. أى أن الدحو كان بعد الخلق، والايجاد، ولم يذكر تعالى أنه خلق هذه، أو تلك أولاً، ولا يوجد حديث نفهم منه أن أحدهما خلق قبل الآخر(تعليق: يبين الله تعالى ذلك فى سورة أخرى:-"أولم يرى الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما")..
    أما الفصل الثانى فهو ماأخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم:
-"ثم أيبس الماء فجعله أرضاً واحدة ، ثم فتقها فجعل سبع أرضين فى يومين"..
    انه الفتق الذى تم للأرض المكونة من( يابس، وماء) فتم فتق هذا اليابس الذى كان فى البدء كتلة واحدة إلى سبع أراض؛ أى سبع قارات، يتخللها الماء بالبحار، والمحيطات(تعليق: قد يتفق هذا مع النظرية الجيولوجية عن تقارب القارات، بمقارنة الأرصفة القارية، وتشابه تكوينها، وتشابه الحياة عليها)..
    ويحدد الحديث أن فتق الأرض إلى سبع أراض تم فى يومين، لعلهما يومى الدحو، يومى المرحلة الثانية، وقد كان العرب يطلقون على هذه الأراضى(الأقاليم السبع).. بينما نطلق عليها نحن الآن(القارات الست) مع أنها فى الحقيقة(سبعة)..
    وتوضح الآيات فى سورة النازعات كيفية تكون السماء، وتسويتها بعد إيجاد مادتها(الدخان)، بالتكثيف، والتغليظ،  وسواها الله تعالى فلم يجعل فيها اعوجاج، أو فتوق، أو فروج..
خلق الليل والنهار: 
    يعتقد البشر أن الليل والنهار جاءا مع خلق الشمس، والقمر؛ ولكن المتأمل للقرآن يجد أنه تعالى خلق الليل، والنهار قبل الشمس، والقمر..
أولاً: يقول تعالى:
-"ان فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب" آل عمران 19..  ويقول:
-"ان فى اختلاف الليل والنهار وماخلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون"  يونس 6،  فلا وجود لذكر الشمس، والقمر..
    ان آيتى الليل، والنهار أعظم بكثير من آيتى الشمس، والقمر؛ بل لم يذكر تعالى أن الشمس، والقمر آية الا مرة واحدة فى كل القرآن، بينما ذكر الليل، والنهار كآية سبع مرات، حتى الآية التى قال تعالى أن الشمس، والقمر آية ذكر الله معها الليل، والنهار، بل وقدم ذكر الليل، والنهار فيها..
آيات الليل والنهار:
1-"ان فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون" البقرة 164..
2-"ان فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب" آل عمران 190..
3-"ان فى خلق السموات والأرض وماخلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون"  يونس 6..
4-"وجعلنا الليل والنهار آيتين" الاسراء 12..
5-"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار"  يس 37..
6-"ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر"  فصلت 37
7-"واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون"  الجاثية 5..
    هكذا ذكر الله الشمس، والقمر مرة واحدة كآية تلت ذكر آية الليل، والنهار.. بينما تتحدث باقى الآيات السبع عن(الليل والنهار) فقط..  بل ان الله تعالى لم يذكر خلق الليل، والنهار، والشمس، والقمر الا فى آية واحدة تقدم فيها ذكر الليل، والنهار على ذكر الشمس، والقمر أيضاً..
    فالليل، والنهار ليسا فقط آيتين مستقلين كالشمس، والقمر؛ بل يسبقا ذكرا، ويسبقا عدداً فى آيات القرآن..
ثانياً: ذكر الله تعالى لليل، والنهار أحوال كتلك التى للشمس، والقمر سواء بسواء؛ فقال تعالى:
-"وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار" ابراهيم 33، ويقول:
-"وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره" النمل 12.. 
    وقد ذكر لهما جريا مستقلا عن جرى الشمس، والقمر:
-"يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى" فاطر 13..
-"ألم ترى أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى"  لقمان 29..
-"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى" الزمر 5..
    كما بين لنا الله تعالى حالات خاصة لليل، والنهار.. ليست للشمس، والقمر:
-"يقلب الله الليل والنهار ان فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار" النور 44..
-"يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً" الأعراف 54..
-"ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل" الحج 61..
-"ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى" الزمر 5..
ثالثاً: خلق الله الليل، والنهار قبل أن يخلق الشمس، والقمر، ولم يفطن المفسرون لذلك حتى فى التوراة  التى بأيدى الناس الآن، والأحاديث..  يقول تعالى:
-"أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها* رفع سمكها فسواها* وأغطش ليلها وأخرج ضحاها*"..
    والآية صريحة فى أن خلق الليل، والنهار كان بمجرد أن رفعت السماء عن الأرض فى اليوم الأول، وقبل خلق الشمس بأيام، وقبل تهيئة الأرض اذ يقول تعالى بعدها:
-"والأرض بعد ذلك دحاها"..
    اذا ليس اخراج النور هنا بالشمس..  ولكن نوره عز وجل حيث أخبر عن نفسه:
-"نور على نور"..  وأنه نور السموات والأرض:
-"الله نور السموات والأرض"..
    وتؤكد سورة الشمس ذلك:
-"والشمس وضحاها(1) والقمر اذا تلاها(2) والنهار اذا جلاها(3) والليل اذا يغشاها(4)"..    فالنهار هو الذى يجلى الشمس، ويوضحها، وليس الشمس كما يظن الناس، والليل هو الذى يغشى الشمس أى يغطيها، ويسترها..
رابعاً: ورد بسورة طه(130):
-"فاصبر على مايقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها  وأطراف النهار"..          مما يعنى أن هذا غير ذاك؛ كما ذكر القرآن حدوداً لوقت النهار غير متعلقة بطلوع الشمس، أوغروبها.. فيقول تعالى:
-"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل" البقرة 187..
    فالصوم يكون فى نهار رمضان، وهو لا يبدأ من طلوع الشمس بل من بداية ظهور أول خيط للصباح، وينتهى بالليل كما جاء فى الصحيحين:
-"اذا أقبل الليل من هاهنا وأدبرالنهار من هاهنا فقد أفطر الصائم"..
    وكان من السهل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول:
-"اذا غربت الشمس"..  ويقول تعالى أيضا:ً
-"وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفاً من الليل"..
خامساً: قوله تعالى عن الملائكة:
-"يسبحون الليل والنهار لايفترون"  الأنبياء 20..
    بمعنى أن لديهم ليل، ونهار..  ليس بالضرورة كليلنا، أو نهارنا لأنهم جميعاً نور..
سادساً: يقول تعالى:
-"ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا" مريم 12..
    عن أهل الجنة ليس كبكور، وعشى أهل الأرض الذى كان متأثراً بالشمس، وغيابها، وهى سوف لا تتواجد فى الآخرة:
-"لايرون فيها شمساً ولا زمهريراً"  الإنسان 13..
سابعاً: روى الامام أحمد فى مسنده عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"الشهداء على بيارق نهر بباب الجنة، فى قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة، وعشيا، وهم يعرفون مقدار الليل، والنهار بالحجب فيكون الليل بارخاء الحجب، واغلاق الأبواب، والنهار برفع الحجب وفتح الأبواب"..
    كما ثبت فى السنة أن الليل ضوء، والنهار نور، كما أن هناك أياماً فى الجنة أفضلها يوم المزيد(الجمعة).. فيها يلتقى أهل الجنة بربهم ويرونه، ويفيض عليهم بنوره، وبهائه..
المرحلة الثانية :
    يومى الثلاثاء، والأربعاء..  تحدثت عنها الآًية(10) من سورة فصلت:
-"وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"..          وهى التى سماها سبحانه، وتعالى(الدحو) فى سورة النازعات:
-"والأرض بعد ذلك دحاها* أخرج منها ماءها ومرعاها* والجبال أرساها*"..
    كما فصلت سور كثيرة ماأجمل هنا، وهو:
1-    جعل رواسى فى الأرض..
2-    جعل البركة فيها(الماء، والمرعى)..
3-    تقدير الأقوات فيها.. 
    وقد تقدم ذكر الجبال فى سورة فصلت، وتأخر فى سورة النازعات، وتم فى هذه المرحلة كل شئ متعلق بالأرض فقط، وليس السماء لتهيئتها لمن سيسكن فيها من تقسيم الأرض إلى قارات، وبسطها، وفرشها، وتمهيدها، واخراج الماء، وانبات المرعى، وتقدير الثروات المعدنية، وموارد الأرض، وخلق الكائنات الحية من حيوانات، وأسماك، وطيور، ومايسر لكل دابة من رزق..
   ويقول تعالى:
-"والأرض وماطحاها"  الشمس 6..
-"والله جعل لكم الأرض بساطا"  نوح 19..
-"لتسلكوا منها سبلاً فجاجا" نوح 20..
-"الذى جعل لكم الأرض مهداً وجعل لكم فيها سبلا"ً  الزخرف 10..
-"الذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء" البقرة 22..
-"والأرض فرشناها فنعم الماهدون"  الذاريات 48..
   وفى سورة فصلت يقول تعالى: 
-"وبارك فيها"..  وفى النازعات: 
-"أخرج منها ماءها ومرعاها".. 
    فنرى أن تفسير "البركة" هنا يعنى اخراج الماء، والمرعى عدا البركة المعنوية التى أضفاها الله على الأرض.. ويقصد بالماء هنا الماء العذب وليس الماء المالح الذى خلقه فى المرحلة الأولى مع اليابس، يقول تعالى:
-"ثم شققنا الأرض شقا" عبس 26..
-"وهو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهارا"  الرعد 3..
    وهذا يعنى أن الأنهار مخلوقة وليست متكونة، هذا غير العيون التى فجرها الله من الأرض..
فحتى جرى الماء فى نهره بفعل الله عز وجل، وكل الآيات التى تتحدث عن الأنهار قد وردت مع آيات الجبال:
-"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم وأنهارا"  النحل 15..
-"وجعلنا فيها رواسى شامخات وأسقيناكم ماء فراتا"  المرسلات 27..
    وجعل الله الأنهار من منافع الدنيا، ومتع الآخرة، وتصرح سورة النازعات بأن أول خروج الماء العذب كان من الأرض:
-"أخرج منها ماءها"..
    وكان من حكمته تعالى أن يجعل الأنهار جارية، والبحار ساكنة لتصب فيها الأنهار، كما أن من نعمة الله تعالى فى الأنهار أنه يسوق الماء من الأماكن التى يكثر فيها المطر إلى الأماكن التى يقل فيها كما فى مصر:
-"أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجزر فنخرج به زرعاً"  السجدة 27..
خلق النبات :
-"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج"  ق7..
    ويقصد به الانبات الأول فى بدء الخلق، الذى تم فى يومى الدحو، وهو ما تم بواسطة الله وحده، ومباشرة، ولا علاقة له بالمطر..
    ومن قبل فسرت سورة النازعات: 
-"أخرج منها ماءها ومرعاها"..  ما جاء فى سورة فصلت: 
-"وبارك فيها"..  وفى سورة الرعد(3): 
-"هو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين"..   وفى سورة الرحمن: 
-"والأرض وضعها للأنام (10) فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام (11 ) والحب ذو العصف والريحان(12)"..
    ولعل هذه العملية تحديداً يوم الثلاثاء، فقد أوجد الله المرعى، والأشجار، والغابات، والورود، والرياحين، ومن كل زوج من الفاكهة، والحبوب..      
    كما يتحدث القرآن عن قدرة الله على انزال الماء من السماء، وما ينبت به من زرع، ونبات فى آيات كثيرة..
تقدير الأقوات:
-"وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام"  فصلت 10..
    أى أن البركة، وتقدير الاقوات تم فى يومين، فتم للأرض أربعة أيام كاملة، وهو كل ما يصلح لمعايش سكان الأرض من موارد طبيعية وهى كلها(ربانية)، من تقدير الله الذى خلقه فى يوم واحد من يومى الدحو، ولم يتكون على مدار ملايين السنين كما يقول التجريبيون الكافرون وأتباعهم من المسلمين.. يقول تعالى:
-"ولقد مكناكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون" الأعراف 10..
    فهذه الآية تؤكد أن ما قدره الله فى الأرض مثل "البترول" ليس من صنع الطبيعة كما يقولون، ولا تكون من تعفن أعضاء حيوية، وكائنات ميتة على مدار ملايين السنين؛ ولا وجه للتشابه بين البترول، وهذه المواد المتحللة (تعليق: اذ لو كانت كائنات اندثرت فأين ذهبت باقى العناصر، اذ أن البترول عبارة عن عنصرين يسمونهما هيدروكربونات؟!).. اذ المعروف أن كل ما يموت من الكائنات الحية، أو يتخلف من الشجر، والنبات يتحلل فى الأرض، ويعود تراباً.. يقول عز وجل: "ألم نجعل الأرض كفاتاً(25) أحياءً وأمواتا(26)" المرسلات..
    أى جعلها الله كافية لكل المخلوقات التى توجد عليها، وتخلق فيها من بدء الخلق الى يوم القيامة، مهما بلغت لأنها عندما تنمو من الأرض، وعندما تموت تعود اليها، وتتحلل فيها، فلا تتكوم، وتتراكم لكى تتعفن وتتحلل، ولو كان البترول يأتى من هذا العفن.. فمن أين أتى الذهب، والأحجار الكريمة، والمعادن المعروفة فى باطن الأرض؟!..
خلق الدواب وبثها:
-"ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذ يشاء قدير" الشورى 29..
    فالدواب من المعايش التى خلقها الله يومى الدحو، ووزعها، ونشرها، وبثها فى بقاع الأرض، وبثها فى التراب، والطين، والصخور، والحجارة، وفى البحار، والأنهار، والغابات، والبرارى، والقفار، وفى جو السماء.. كما جعلها تعالى تتناسب مع المكان الذى أودعها فيه.. وقد ذكرت كلمة "دابة" 14 مرة موزعة بين سبع سموات، وسبع أرضين، ومايدب فى السماء هم الملائكة، وفى الأرض الأنعام، والأسماك، والطيور، والوحوش، والحشرات، والزواحف، فضلاً عن الإنس، والجن..
خلق الجبال:
    تم خلق الجبال يومى الدحو "الثلاثاء، والأربعاء"، ولا تذكر الجبال الا وتذكر معها الأنهار، وذلك لأن الأنهار تجرى مبتدئة من فوق الجبال التى ينزل عليها الماء بغزارة؛ بيد أن الماء الذى ورد بسورة النازعات، والذى جرى فى الأنهار قد خرج من الأرض، أما الجبال التى ذكرت فى سورة فصلت فقد جاءت من فوق الأرض.. وهذا الالقاء تفسره باقى الآيات:
-"وألقى فى الأرض رواسى"  لقمان 10..
وأيضاً الحديث الذى رواه أحمد عن أنس بن مالك عن النبى قال:
-"لما خلق الله الأرض جعلت تميد(تتمايل) فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فتعجب الملائكة من خلق الجبال(أى من قوتها)"..
فائدة الجبال
   لولا الجبال لما أقرت الأرض على ظهرها أحد، كما ذكر تعالى لها دوراً آخر فقال:
-"وجعل لكم من الجبال أكناناً"  النمل 81..
    والأكنان جمع كن؛ وهو مايستكن به من المطر، وهى المغارات فى الجبال جعلها الله للخلق يأوون إليها، ويتحصنون بها..  كما ذكر تعالى دوراً آخر للجبال:
-"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتاً"  النمل 68.. 
    أى سكنى للنحل.. كذلك أودع الله فى الجبال المعادن التى توزن ذات الفوائد للانسان:   "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل شئ موزون"..
    ويعيد البعض الضمير "فيها" على "الرواسى"..  والمعنى: أنبتنا فى الجبال من كل شئ موزون، يعنى كل ما يوزن من الذهب، والفضة،  والنحاس، والرصاص، والحديد، وغير ذلك..
 يقول تعالى:
-"ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود"  فاطر 27.. 
    أى طرائق، وخطوط مختلفة الألوان، أى اختلاف الجبال فى ألوانها، وصخورها، وتأتى الصخور من باطن الأرض(كالصخور النارية)، والبعض من عوامل التعرية(كالصخور الرسوبية)، وليس لقولهم دليل من الصحة..
    ويؤكد القرآن أن الجبال خلقت خلقاً خاصاً، وأنها ليست من الأرض، ولذا فمكونات الجبال تختلف تماماً عن مكونات الأرض، حيث أن الجبال بعد خلقها ألقيت على الأرض من فوقها.. فصخورها ليست من الأرض فى شئ، ولكن الكافرون يقولون أنها جزء من الأرض التى أوجدتها بظروف طبيعية ( تعليق: يدعون أنها نتوءات تظهر بطى الأرض، أو تكوينات بحرية انحسر عنها الماء مثل جبل المقطم، ولم يحدث أن ذكر أحد تاريخيا أن جبلاً ظهر أمامه، أو انحسر عنه الماء، وهى من الأحداث الغريبة التى يحرص الانسان القديم، والحديث على تسجيلها لغرابتها، وقلة حدوثها، ولكنها لم تحدث بالكيفية التى يدعونها لقدم وجودها على الأرض قبل الانسان)..
الأرض بعد الدحو:  
   يذكر علماء التفسير، والمتكلمون عن العروض، والأطوال، والبحار، والأنهار من علماء العرب القدامى أن الأرض بعد دحوها، وتهيئتها أخذت الشكل الحالى لها، وأصبحت عبارة عن كرة من الماء العظيم الا مقدار الربع ، أى أن اليابس 90 ْ، والماء 27 ْ؛ وشاءت العناية أن ينحسر الماء عن هذه المساحة لتعيش عليها الحيوانات، وتنبت فيها الزروع، والثمار كما قال تعالى:
-"والأرض وضعها للأنام" الرحمن 10..
    وقالوا ان المعمور من هذه الدرجات التسعون اليابسة البادية من الماء قريب من الثلثين؛ أى 65 ْ، والباقى غير معمور..
اتيان السماء والأرض:   
   اكتملت الأيام الأربعة، وحدث حادث فى بداية اليوم الخامس على درجة كبيرة من الأهمية، ورغم حدوثه مرة واحدة فى تاريخ الكون، ورغم أنه تعالى ذكره فى كتابه بايضاح شديد؛ الا أن علماء التفسير لم يدركوا المعنى الصحيح لهذا الحدث، فقالوا:
-"ان الله تعالى أمر السماء، والأرض بأن تأتى كا منهما مابداخلهما من أمور، أى قال تعالى للسماء: أطلعى شمسك، وقمرك، ونجومك،  وللأرض: أطلعى نباتك، وأخرجى ثمارك، وشقى أنهارك"..
    وهو كلام غير معقول، ولا مقبول؛ أيأمرهما هذا الأمر بعدما أخبر أنه خلق الأرض فى أربعة أيام، والسماء فى يومين..
   كما تذكر الأحاديث الصحيحة أن أصل الخلق الماء الذى كان العرش عليه؛ بدأ الخلق بارتفاع الدخان منه؛ ثم توالت الأحداث حتى اذا ما اكتمل بناء السماء، وتهيئة الأرض للحياة عليها انتقلتا من مكان خلقهما الى مكانهما الحالى؛ تحتل الأرض فيه المركز..  فلم يتم الخلق بداهة فى المكان الذى نحن فيه الآن..  بل تم فى مكان آخر،  ثم صدر أمره تعالى لهما بالاتيان للمكان الذىنحن فيه الآن، وكانت هذه هى الحركة الوحيدة التى قامت بها السموات، والارض، وقد صدرت منهما أيضاً الكلمة الوحيدة التى نطقا بها:
-"قالتا أتينا طائعين"..
   ويقول المؤلف عن معنى الالقاء فى سورة النحل(15):
-"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم"..
    فيقول على لسان ابن عطية فيما ذكره ابن حبان عن تفسير الآية:
-"يقول المتأولون "ألقى" بمعنى "خلق"، و"جعل"..  وذلك أن ألقى تقتضى أن الله أوجد الجبال ليس من الأرض، ولكن من قدرته، واختراعه، ويؤيد هذا النظرما روى فى القصص"..
المرحلة الثالثة:   الخميس والجمعة..
   تكتمل المرحلة الثانية بانتهاء الأيام الأربعة، ومع بداية المرحلة الثالثة أتى الله تعالى بالسماء، والأرض الى مكانهما الحالى، وتتميز هذه المرحلة بأن الخلق أتى فيها بالأمر من أولها الى آخرها:
-"ائتيا طوعا أو كرها"..   الى خلق ما فى السموات السبع، وليس الخلق هنا كما فى المرحلتين الأولتين كأن يقول تعالى:
-"والسماء بنيناها بأيد"..  ويخبرنا تعالى بأنه فتق الأرض الى سبع(القارات السبع)، فانه فتق السماء الى سبع (السموات السبع)..  
عدد السموات:
   فى سبع آيات لاغير من آيات القرآن يذكر الله تعالى عدد السموات التى خلقها، وهى سبع سموات؛ يقول تعالى:
1-"ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات" البقرة 29..
2-"ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين" المؤمنون 17..
3-"فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها" فصلت 12..
4-"الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن" الطلاق 12..
5-"الذى خلق سبع سموات طباقا" الملك 3..
6-"ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا" نوح 15..
7-"وبنينا فوقكم سبعا شدادا" النبأ 12..
    ذكرت السماء فى القرآن 120 مرة، والسموات 190 مرة، ومن كل الآيات ذكر الله "سبع سموات" 7 مرات فقط فى كل القرآن الكريم..
   ان التجريبيين لا يعترفون بالسموات، ولا حتى سماء واحدة، وهم يطلقون على السماء الدنيا (الفضاء) (تعليق: وهى تسمية غير دقيقة لأنه مملوء بالنجوم).. فهم يستبدلون آيات الله بالنظريات، ويستبدلون الكتب المنزلة بكتبهم المؤلفة، وقد طبقت نظرياتهم حرفياً، وترك كتاب الله حتى فى بلاد المسلمين، واقتصروا على مجرد حفظه، وتلاوته، أما الاتباع، والتطبيق فكان من نصيب نظريات التجريبيين..
سبع أراضين:
    حار العلماء فى تفسير الآية:
-"الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن"..
    وهذه الآية تخبر أنه تعالى خلق سبع سموات، وخلق من الأرض مثلهن، ومثلهن تعنى أنها مثل الارض تماما ليس فى العدد، ولكن فى الشكل، والتطابق، والتسوية،؛ فالله تعالى عندما استوى الى السماء وهى دخان سواهن سبع سموات، أى فتق السماء وجعلها سبعا، وأصبح بين كل طبقة وأخرى من هذه السبع فراغ، وهو فراغ متساو لكل طبقة، هذا الفراغ هو السماء، والطبقة دائما هى أرضية لهذه السماء، فتكون بعد هذا الفصل، أو التسوية، أو الفتق سبع سموات من ضمنها السماء التى فوقنا، فهى السماء الدنيا، وأيضا سبع أرضيات لهذه السموات من ضمنها أرضنا، وهى السابعة..
   أما من ناحية الشكل، والخلقة، والصنعة فلا يوجد مثيل لأرضنا لا فى السموات السبع، ولافى غيرها، ولا يشبه أى كوكب أرضنا.. فالجبال، والبحار، والأنهار، والأشجار، والحيوانات، والغلاف الجوى، والزروع، والثمار، والمعادن، والثروات، والمعايش، والأقوات لا توجد الا فى هذه الأرض، وفوقها ست أراض أخرى تقل الملائكة..
   ويقول تعالى فى سورة التين:
-"لقد خلقنا الانسان فى أحسن تقويم* ثم رددناه أسفل سافلين"..  وهى أرضنا أسفل كل الأرضين..
   ذكرت السموات بالجمع 190 مرة، ولم تذكر الأرض بصيغة الجمع ولا مرة، فقد ورد ذكرها فى القرآن 450 مرة بصيغة المفرد حتى آية سورة الطلاق..
نظرية تمدد الكون:
   يرى التجريبيون فرضاً – ومن ورائهم علماؤنا جزما – أن المجرات حدثت منذ عشرين ألف مليون سنة نتيجة دوى(انفجار) هائل، وبشئ أقرب الى السباق، من نقطة بدء واحدة، ومن مادة واحدة، ضغطت بشدة حتى صارت كرة ساخنة للغاية، ثم حدث الدوى الهائل الذى أطلق المادة فى كل الاتجاهات، ثم بردت المادة بمرور الوقت، وتكونت المجرات التى مازالت تسرع، وتبتعد؛ لذلك فالكون يتمدد، ويتوسع، ويقحم علماؤنا الآية الشريفة:
-"والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون"..   لاثبات ادعاءات الكفرة بالله، واليوم الآخر.. فهناك 7 آيات فى القرآن تقرر أن السموات لم تعد دخانا كما كانت(لتتمدد) وانما تحولت الى بناء متين بناه الله بيده، بلغ من قوته ومتانته أن الله تعالى جعله من غير أعمدة، أوأن له أعمدة، ولا نراها كما فسرها ابن عباس:
1-"والسماء ومابناها" الشمس 5..
2-"أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها" النازعات 27..
3-"وبنينا فوقكم سبعا شداداً" النبأ 12..
4-"أفلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها" ق 6..
5-"والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون" الذاريات 47..
6-"الذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء" البقرة 22..
7-"الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء" غافر 64..
   وتجمع كل التفاسير على أن معنى الآية:
-"والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون"..   أن السماء أحكمناها بقوة، وجعلناها سقفا محفوظا، وانا لقادرون على أكثر من ذلك؛ فقد وسعنا أرجاءها، ورفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هى، وهو ما ينفى أى تغيير فى السماء بالتوسع، أو الانكماش؛ اذ كيف يكون ذلك وكل قوانين الكون ثابتة لينتفع الناس بما فى الكون:
-"وكل أمر مستقر"..   فماذا لو تغيرت درجة غليان الماء، أو قانون الطفو، أو قانون التبخير والتكثيف، والاحتكاك؛ يقول تعالى:
-"ان الله يمسك السموات والأرض أن تزولا" غافر 41..   فكيف تتفلت السماء وتهرب من امساك الله لها..
النظرية الاسلامية والنظريات المعاصرة:
   يستبدل المسلمون نظرية تكوين الأرض التى تقول أن الارض تكونت فى خمسة ملايين من السنين بقوله تعالى:
-"خلق الأرض فى يومين"..   وأنها ظلت مليون عام آخر حتى بردت، وأصبحت بحالتها الراهنة بدلا من قوله تعالى:
-"وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"..       وهم وقعوا فى الجهالة، والعمى التى وقع فيه التجريبيون؛ فأى عقل يقبل أن الأرض كانت جزءا من الشمس، ثم بردت، والسؤال اذا كانت الارض قد بردت فلماذا لم تبرد الشمس حتى الآن.. وأى نجم ذلك الذى انفجر وخرجت منه تلك الكواكب المختلفة فى الشكل، والحجم، والتكوين، والسرعة، والاتجاه؛ فكيف أصبحت الأرض بهذا التذليل، والتزيين، والتمهيد، ولم تصبح باقى الكواكب كذلك؟!..
   أيقول الله ان الجبال أتت للأرض "من فوقها"، ونقول مثلهم أنها تكونت من باطن الأرض؟!..  ولكن تظل الآية الدامغة لادعاءات هؤلاء، وأتباعهم:
-"ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا"  الكهف 51..
غيب السموات والأرض:
   لا يوجد فى خلق السموات، والأرض غيب مهما كان، والا ما كان الله ليأمر عباده بقوله:
-"انظروا ماذا فى السموات والارض" يونس 10..  اذا كان ما فيهما مجهول، وغامض، وغيب وسر؟!..   بل آيات واضحات بينة، ولقد أنفق فى سبيل ما أسموه بالغموض بلايين الجنيهات، ولأن الله قد حكم عليهم بالجهل فانهم لم يعملوا، ولن يعملوا شيئا؛ قال تعالى:
-"سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين" الأعراف 146..  ويقول:
-"ان الله لا يهدى من هو كاذب كفار" الزمر 30..  ولكن:
-"قد بينا الآيات لقوم يوقنون" البقرة 118..
-"واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم" البقرة 282..
    فكيف يقف المدعون هؤلاء على آيات الله وقد صرفهم عنها، فهل يأخذ المؤمنون عن هؤلاء مثلما يحدث الآن؟!.. وهل ننتظر من هؤلاء نورا، وهم فى الظلمات؟!..  وكيف ننتظر منهم علما؛ وقد حكم الله عليهم بالجهالة؟!..  وننتظر منهم هدى؛ وهم فى ضلال..  فمهما ادعوا لأنفسهم علما من رحلات الفضاء فهم لم يخرجوا علينا بجديد، ولا نافع يذكر:
-"ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء" البقرة 255..(تعليق: ولكنه تكبر واستعلاء على عباد الله فى الأرض.. وللأسف رغم انهم حتى الآن - بصراحة - لم يقطعوا بشئ، ولا قالوا أنهم موقنون من شئ اللهم الا افتراضات، ونظريات يضرب بعضها عنق بعض؛ الا أن كبراؤنا - والمفروض أنهم علماؤنا وعقلاؤنا - يؤكدون ما افترضوا هم كحقائق علمية، واثباتات اختبرت فعلا، فجهلوا مثل جهلهم، وخاضوا معهم فيما لا يعنيهم ولا يعود عليهم، وعلينا بفائدة)..
   قال ابن عباس رضى الله عنهما:
-"يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله، وتقولون قال أبو بكر وعمر؟!.. (تعليق: رغم أن أبو بكر وعمر لا يقولان ما يتعارض مع قول رسول الله).. ونحن نقول قال نيوتن، وآينشتاين..  والذى خلق يقول:
-"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" النور 63..  ويقول تعالى عن القرآن:
-"تبيانا لكل شئ" النحل 89..
-"وما فرطنا فى الكتاب من شئ" الأنعام 38..
-"ولقد ضربنا للناس فى هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون" الزمر 27..
   أخبر تعالى عن كل شئ فى القرآن بالتفضيل من شمس، وقمر، وكون، ومخلوقات شتى متنوعة، ولم يجعل هناك غيباً الا أشياء اختص بها نفسه تعالى ذكرها فى آخر سورة لقمان:
-"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت ان الله عليم خبير"..  ويقول تعالى أيضا:ً
-"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً"  الجن 26..
-"وما كان الله ليطلعكم على الغيب"  آل عمران 179..
-"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها آل هو"  الأنعام 59..    ويقول على لسان رسوله:
-"ولا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب"  هود 30..
    غير أن هناك غيباً أطلع الله عليه رسوله صلى الله عليه وسلم بينها فى ثلاث آيات هى:
-"وتلك من أنباء الغيب نوحيها اليك"  هود 49(وردت مرة)..
"ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك"  آل عمران 44،  يوسف 102(وردت مرة فى كل)..
    وقد أعقبت هذه الآيات قصصاً لثلاث شخصيات..  الأولى عن نوح مع قومه، والثانية عن يوسف مع أخوته، والثالثة عن مريم مع زوج أختها النبى زكريا؛ فهى أحداث غيب لم يعلمها رسول الله..
   وقد وصف الله الصالحات بحفظ الغيب:
-"فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله" النساء 34 ؛ ويعزى الكاتب الغيب بغيبة الزوج(تعليق: ولكن الزوج ليس غائبا دائما ولكن الآية تبدأ بقوامة الرجل التى سوف لا تقبلها سوى المرأة الصالحة التى وصفها الله تعالى بالقنوت له وحفظ الغيب، وهو غيب البيوت وأسرارها، وقد جعلها الله غيباً، وحفظاً منه تعالى)..
    وعليه فليس هناك غيب فى السموات والأرض غير ما ذكرنا، وليست هناك أسرار، ولا مجهول يستحق أن يبذل البشر فى سبيله المال، والجهد، والروح، ومع ذلك فهؤلاء المدعون لا يعلمون شيئاً الا بإذنه:
-"ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء" البقرة 255..  ولكى يبرروا انفاق أموال الشعوب على حفنة من العلماء المتهورين الذين لا ينفعون البشرية بشئ سوى الاعلان كل حين عن كشف تافه بين حين، وآخر يلهون به البشر عن اضاعة أموالهم فيما لا طائل منه سوى ارهاب الشعوب المتخلفة من مسلمين تائهين، والزهو عليهم، وفتنتهم عن دينهم، وخالقهم..
آيات خلق السموات والأرض:        
    ذكر الله تعالى السموات، والأرض فى أكثر من 500 آية..  بحيث تتناغم كل(7) آيات لعلم من العلوم..  ومن اعجاز القرآن الكريم فى ذكر الرقم(7) أنه ذكر مافى السموات، والأرض من آيات متنوعة..  فجمع كل نسق مترابط مع بعضه بعضاً برابط معين فى(7) آيات، فذكر تعالى خلق السموات، والأرض بلفظ "خلقنا" فى(7) آيات، ولفظ "خلق" بتسكين اللام فى(7) آيات، ولفظ "خلق" بفتح اللام ومع كل آية معلومة جديدة فى(7) آيات، ولأنه تعالى رب السموات السبع، والأرضين السبع، ولا رب لهما سواه فقد وردت "رب السموات، والأرض" (14) مرة فقط فى كل القرآن الكريم..
    وكان ينبغى على علماء المسلمين أن يبحثوا فى كتابه تعالى وفى كونه إن أرادوا، ولا يتركوا آيات الله فى كتابه دون تبرير، ولا اتباع، ويتركوا آياته فى كونه دون بحث، واطلاع؛ تاركين البحث فيها للتجربيين وحدهم، معلنين استسلامهم التام لكل مايقولونه، وكل مايفترضونه بأسلوب مخز، قانعين فى خنوع بأن لهم دور الذنب، بينما يريد الله لهم أن يكونوا شهداء على الناس..
أيام الخلق:   
    تنص الكتب السماوية صراحة على أن الخلق تم فى ستة أيام؛ لكن النظريات المعاصرة تخالف ذلك مخالفة فجة..  حيث يقدرون أن الكون تكون – وليس خلق – فى بلايين السنين، وما يدفعهم لهذا التقدير أن هذا الكون تكون من تلقاء نفسه، وليس بفعل قوة قادرة، حكمية، فكان لا بد لكى يصل إلى هذه الحالة التى هو عليها الآن أن يمر بعدة مراحل تستغرق ملايين السنين..
مقدار الأيام:
    خلقت السموات، والأرض فى ستة أيام كما تقرر الأديان السماوية؛ غير أن هناك من يقول أنها ليست أياماً بقدر أيامنا المعروفة، وحجتهم أن هذه الأيام مقدرة بحركة الشمس حول الأرض؛  والشمس خلقت بعد الأرض..  ويرى جمهورعلماء المسلمين أن الأيام هذه بقدر أيامنا هذه، وان لم يكن الشمس، والقمر قد وجدتا بعد.. 
    ولترجيح أحد الرأيين يجدر بنا العودة الى نصوص القرآن، والسنة؛ فذكر تعالى أيام الخلق فى (7) آيات لاثامن لها:
1-"ان ربكم الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى الى العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره"  الأعراف 54..
2-"ان ربكم الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثن استوى على العرش يدبر الأمر مامن شفيع الا من بعد اذنه"  يونس 30..
3-"الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فسأل به خبيرا"  الفرقان 59..
4-"الله الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون"  السجدة 4..
5-"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"  هود 7..
6-"ولقد خلقنا السموات والأرض فى ستة أيام وما مسنا من لغوب"  ق 38..
7-"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم مايلج فى الأرض ومايخرج منها وما ينزل من السماء ومايعرج فيها وهو معكم أين ماكنتم والله بما تعملون بصير" الحديد 4..
    ثم نأتى لمقدار اليوم؛ فالجمهور على أنه يوم كيوم من أيام الدنيا، والبعض على أنه يوم من أيام الآخرة التى مقدارها ألف سنة، فيكون الخلق قد استغرق 6000 سنة، وقول الجمهور هو الأولى، والأصوب، ويؤيده القرآن، والسنة، والكتاب المقدس؛ أما القول الآخر فلا حجة له الا أن الشمس لم تكن موجودة أثناء خلق السموات، والأرض كما يستدلون بالآية:
-"ان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون"  الحج 47..
    يقول ابن تيمية:
-"لم تكن الأيام مقدرة بحركة الشمس، بل مقدرة بحركة أخرى"..
ومقدار اليوم لا تحدده الشمس بل حدده تعالى وقبل خلق الشمس، والسموات، والأرض بخمسين ألف سنة كما ورد فى حديث بدء الخلق، وكتب تعالى مقداره فى الكتاب الذى عنده فوق العرش..
أما الشمس بالنسبة لليوم فهى فقط علامة، ودليل على بداية، ونهاية مثل ساعة اليد اليوم الذى لم يمنع تأخر ظهورها من تحديد اليوم بعلامات أخرى قديمة مثل: الساعة الرملية، الأسطرلاب، والمزولة، وظل الشمس..
ليلة القدر
    فى حديث بدء الخلق؛ روى البخارى فى صحيحه:
-"كان الله ولم يكن شئ غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب فى الذكر كل شئ، وخلق السموات، والأرض"..
وفى مسلم:
-"كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات، والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء"..
    فخلق تعالى السموات، والأرض بعد كتابة مقادير الخلائق بخمسين ألف سنة؛ وهو بداية الزمن بالنسبة للخلائق، ومن ثم فهو كالتقويم بالنسبة للكون الذى كان قبل خلق الشمس، والقمر، وقبل خلق السموات، والأرض بخمسين ألف سنة.. ثم بدأ تعالى خلق السموات، والأرض فى ستة أيام؛ خلق بعدها القمر مكملا دورة كاملة فى 354 يوما حيث أن درجات الدائرة 360، ولقدر هذه الأيام الست انقصت من السنة لتصبح دورة القمر 354 يوما فقط ..
    فلا شك أن يكون وقت تمام كتابة مقادير الخلائق والذى بدأ فيه خلق السموات، والأرض هو وقت مبارك، وهو الذى سماه الله تعالى "ليلة القدر"، وهو الوقت الذى أنزل فيه تعالى آخر رسالته الخاتمة على البشر؛ فيقول فى ذلك:
-"حم* والكتاب المبين* إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين* فيها يفرق كل أمر حكيم* أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين* رحمة من ربك إنه هو السميع العليم"  أول الدخان..  وقال أيضاً:
-"انا أنزلناه فى ليلة القدر* وما أدراك ماليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر* سلام هى حتى مطلع الفجر"  القدر..
    فقوله تعالى يدل على أن هذه الليلة كانت موجودة قبل ذلك، ولم يوجدها نزول القرآن، وأن القرآن بلغ من قدره عند الله أن أنزله فى هذه الليلة المباركة، التى يتنزل فيها كل عام ما يكون مما سيقضيه الله فى خلقه هذا العام، واعتبارها خير الليالى..
الأيام الستة:       
    حدد مقدار الأيام فى اللوح المحفوظ، وسجل مقداره قبل خلق السموات، والأرض بخمسين                 ألف سنة، أى مقدار اليوم فى ليلة القدر، وخلقت السموات، والأرض فى أيام حدد مقاديرها                     
سلفا..  يقول تعالى:
-"ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم"..  ثم بعد خلق الشمس، والقمر جعلهما الله للسنين،
والحساب(بالنسبة لنا نحن البشر)؛ فقال تعالى فى ذلك:
-"ولتعلموا عدد السنين والحساب"..  فلا يكون الزمن بالشمس، ولا بالقمر؛ ولكنها دليلاً عليه، وعلامتين له؛ وفى الحديث القدسى:
-"لا تسبوا الدهر، فأنا الدهر، أقلب الليل والنهار"..   فتقليب الليل، والنهار بالله، وليس للشمس، والقمر شأن بذلك..   وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع:
-"ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض"..   ولم يقل يوم خلق الله الشمس، والقمر(تعليق: السبب ليس فى حساب اليوم الذى هو عند الله كألف سنة "مما تعدون"، ويبحث المؤلف عن حرف "الكاف" فى القرآن ليجده للتشبيه، وليس للمساواة، والا لقال تعالى بألف سنة و"الباء" تعنى المساواة فى القرآن، وأيضاً فى الكلام الجارى على ألسنة الناس)..  فليست العبرة والقياس بالمقدار، ولكن بالسرعة والنفاذ..  فاليوم عندنا بوسائلنا الأرضية 24 ساعة، وهى تتغير بتقدم الانسان؛ فالذى يقضى اليوم على حماره، غير الذى يثضيه على حصانه، أو سيارته، أو طائرته، أو صاروخه هكذا؛ وهذه السرعة تبلغ بقدرة الله تعالى ألف سنة(مقدار السرعة للقدرة الآلهية):
-"ويخلق مالاتعلمون"..    وهل يجوز على هذا اعتبار يوم القيامة بألف سنة بالنسبة لنا مع ما فيه من هول، وفزع، وسرعة:
-"وماهى الا واحدة كلمح بالبصر"..
    ويؤيد ابن تيمية هذا الرأى، ويقول بأنه ستكون أيام أيضاً فى الجنة:
-"ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا" مريم 62..  ويقول الرسول بأن الله تعالى سيتجلى لعباده المؤمنين يوم الجمعة(فى الجنة) بالرغم من عدم وجود شمس، ولا قمر، ولا حركة فلك:
-"لايرون فيها شمسا ولا زمهريرا"..   بل زمان مقدر بحركة أخرى؛ وذلك بأنوار تظهر من جهة العرش كما ورد فى الأثر..(تعليق: حتى أن للموتى زمن أيضاً بلا شمس، ولا قمر كما  قال تعالى:-"وحاق بأل فرعون سوء العذاب(45) النار يعرضون عليها غدواً وعشيا(46)"  غافر.. المسافة بين السموات والأرض: 
    صرح القرآن، وتواترت الأحاديث، وأجمع العلماء المسلمون على أن المسافة بين السماء والأرض حوالى 7000000 كم،  والمسافة بين كل سماء، وماتليها 7000000 كم  أيضاً..  بينما تقول وكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية بأن الشمس تبعد عن الأرض 150 مليون كم  بفرض أن الناس لا عقول لهم؛ بل استطاعوا أن يغيبوا عقول الناس، وهذا يفهم من المصطلحات والأرقام التى يتكلمون بها..
   لما أعيتهم المسافات بالكيلومترات لجأوا إلى السنة الضوئية، وقالوا ان الضوء ينطلق بسرعة 300000 كم/ث..  بمعنى أنه ينطلق بسرعة 18 مليون كم/ ق، وفى الساعة 108 كم، وفى اليوم 25920 مليار كم، وفى السنة 9460800 مليار كم، تلك هى السنة الضوئية؛ ثم يقولون ان أقرب نجم الينا يبعد عنا مسافة  4 سنوات ضوئية، وأقرب مجرة(المرأة المسلسلة) يمكن رؤيتها بالعين المجردة، أو حتى أقوى المجاهر، والأجهزة ؟!..
    ثم يقسم المؤلف علماء الاسلام هذه الأيام الى ثلاث فرق بعد ذهاب الخلافة الاسلامية، ولكل فرقة أتباعها، فريق راح يناوئ الحكام، وآخر يساندهم، والثالث ترك هؤلاء، وأولئك وراح يتتبع خطى التجريبيين حذو القذة بالقذة حتى دخلوا وراءهم جحر الضب، وتتفرع من هذه الفرق جماعات، وقلة قليلة اعتزلت كل تلك الفرق، وآثرت السلامة، واكتفت بالحديث عن اللحية والجلباب، والاسبال، والنقاب، وماشابه؛ زعما بأن هذا هو الهدىن ودين الحق الذى أرسل الله تعالى له رسولا ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون..
أحاديث المسافة:     
  روى المؤلف أحاديث عن رواة أحدهم عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"بين سماء الدنيا والتى تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وغلظ كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسى خمسمائة عام، وبين الكرسى وبين الماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شئ من أعمالكم"..  ويقول تعالى فى سورة السجدة:
-"الله الذى خلق السموات والأرض ومابينهما فى ستة تأيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"..   ان الله تعالى يخبرنا فى هذه الآية بأن أمره ينزل من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه مرة آخرى فى يوم، هذا اليوم مقداره بأيامنا نحن ألف سنة، أى ما يقطعه الأمر ذهابا، وايابا فى يوم نقطعه نحن فى ألف سنة ذهابا خمسمائة سنة وايابا خمسمائة سنة كما أخبرنا الرسول الكريم..
   وهو ما تذكره تفاسير "ماقبل عصر الالحاد" مثل:"ابن كثير"، "ومجمع البيان"، "والنكت والعيون"..  يقول تعالى فى سورة المعارج:
-"سأل سائل بعذاب واقع* للكافرين ليس له دافع* من الله ذى المعارج* تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة*"..
    يقول الشوكانى فى تفسيره: أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال:
-"غلظ كل أرض(أرضية) خمسمائة عام، وغلظ كل سماء خمسمائة عام، وبين كل أرض الى أرض خمسمائة عام، ومن السماء الى الأرض خمسمائة عام، فذلك أربعة عشر ألف عام، وبين السماء السابعة والعرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام فذلك قوله:
-"فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"..
   وهناك حديث صحيح رواه البخارى، والطبرانى:
-"أن الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض"..  وهو لفظ البخارى، أما لفظ الطبرانى:
-"ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام"..  ورواه الترمذى بزيادة:
-"لو أن العالمين اجتمعوا فى احداهن لوسعتهم، فاذا سألتم الله فسألوه الفردوس، فانه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوق عرش الرحمن"..
  يبين الحديث أن الجنة منتهاها تحت العرش، وبدايتها ستكون من فوق الأرض لأن النار ستكون تحت الأرض، وليس بين الاثنين الا حجاب، كما بين تعالى فى سورة الأعراف:
-"وبينهما حجاب"..  أى سور:
-"فضرب بينهم بسور لهم باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب" الحديد 13..   فهذا الحديث يحدثنا صراحة عن المسافة التى بين الأرض الى العرش، وأنها مائة درجة، فى الدرجة خمسمائة عام..  فيكون المجموع "خمسين ألف سنة"..
   وقال العلماء المتحدثون، والمفسرون في صفة العرش:
-"ان بعد ما بينه وبين الارض خمسين الف سنة، وبعد ما بين قطريه أى اتساع خمسين ألف سنة"..
   ويقيس المؤلف المسافة التى افترضها 7000000 كم بين السماء، والأرض ببعض الثوابت المعروفة حيث يسير الانسان العادى بسرعة 5 كم/س؛ ويوم المسير للانسان 8 ساعات يعنى يستطيع السير 40 كم/يوم:
- اذن السنة القمرية 354 يوما = 14160 كم/سنة  × 500 سنة  = 7080000 كم..
  وافترض أيضا أن قريشا كانت تقطع الرحلة الى الشام فى شهر كما أخبروا بذلك رسول الله فى رحلة الاسراء، والمعراج، والمسافة بين مكة، والشام 1200 كم يعنى فى السنة = 14400..  اذن × 500 عام  يقطعون مايساوى 7200000 كم..
   ومن القرآن الذى اتخذ "مسيرة الشهر" وحدة قياس فيقول تعالى:
-"ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر"..   وقد اتفق المفسرون على أن الريح تسير بالغداة مسيرة شهر،  وتسير بالعشى مثلها يعنى شهرين "غدوا وعشيا" فاذا كان مسيرة شهر تقدر بحوالى 1200 كم,,  فتكون الحسبة كالسابق تماما..
   وفى سورة النمل سرعتان ذكرهما تعالى واحدة لعفريت من الجن، والثانية لمن عنده علم من الكتاب.. يقول تعالى:
-"قال ياأيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وانى عليه لقوى أمين قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربى غنى كريم"..
   يقول المفسرون: يجلس سليمان فى مقامه لقضاء الأحكام حوالى نصف يوم، وهى سرعة عفريت الجن من اليمن التى تبعد عن مملكة سليمان فى فلسطين حوالى 2400 كم، أما العرش فقد جئ به فى غمضة عين، أو ارتداد جفن العين أى حوالى 5  ثوان  تقريبا بمعدل 486 كم/ث، وهى "سرعة الأمر" وهى تساوى سرعة الأمر الذى ينزل من السماء الى الأرض، ثم يعود مرة أخرى فى يوم.. حيث نقطعه نحن فى 100 سنة..
   اذن فسرعة الأمر فى اليوم = 14000000 كم (ذهابا، وايابا) ÷ 8 ساعات مسيرة اليوم للانسان = 17500000 كم/س = 29167 كم/ق = 486 كم/ث..
   ويحسب المؤلف بعد السماء بصورة تقريبية من رحلة عروج الرسول الكريم إلى سدرة المنتهى، وهى فى السماء السابعة، ثم نزوله مرة أخرى، وذلك فى ليلة واحدة فقدر لها المؤلف 7 ساعات من بعد صلاة العشاء، والعودة قبل الفجر، ولا يوجد أى أثر لتحديد وقت العروج، أو النزول بالضبط، وأن السرعة التى صعد بها الرسول هى سرعة الملائكة، والروح:
-"خمسين ألف سنة" المعارج 4..   فاذا كانت المسافة مقدارها 7 مليون كم  ×  مائة درجة = 700000000 كم يسيرها الملك فى يوم، ففى الساعة 87500000 كم، 1458333 كم/ق، 24305 كم/ث، وصعود السموات السبع(14 طبقة) استغرق ساعة، وفى النزول مثلها، وباقى الليل(5 ساعات) استغرقت فى المقابلات، والمحادثات، والرؤى..
   (تعليق: لم يذكر تعالى الملائكة والروح فى سورة السجدة:-"يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون" التى ذكرها فى مسيرة 50 ألف سنة يعنى سرعة الملائكة، والروح مع الأمر تبلغ 50 ضعفا سرعة الأمر لو سار وحده، ومنه تتضح سرعة الملائكة الفائقة، وهى تزكية مسافة كما زكى زمن، وهو ليلة واحدة فى شهر رمضان(ليلة القدر)..  فجعلها تساوى ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة والروح أيضا)..
   نزل القرآن ليتواءم مع كل عصر لأنه الرسالة الأخيرة، وأنه لابد أن يتحدث فى كل عصر بلغته، وأنه قد جاء بلغة مشتركة بين كل العصور، وآياته وأدلته مشتركة لكل زمان، ولكل مكان.. ان هذا العصر الذى كثر فيه الجهل، وانتشرت فيه البدع، وصدق فى أهله قول الرسول الكريم فيما رواه الترمذى عن ابن عمر رضى الله عنهما:
-"ليأتين على أمتى كما أتى على بنى اسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى ان كان منهم من أمة علانية..  لكان فى أمتى من يصنع ذلك، وان بنى اسرائيل تفرقت على ثلاث وسبعين ملة كلهم فى النار الا واحدة.. ما أنا عليه وأصحابى"..
  وقال:
-"أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وان عبدا حبشيا فانه من يعيش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتى، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"..
خلق الكائنات العاقلة:
خلق الملائكة:
   قال النبى صلى الله عليه وسلم برواية مسلم:
-"خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم"..
   وقال بعض علماء التفسير:
-"ان أصل خلق الكائنات من الماء الذى قلب نورا فخلق منه الملائكة، وقلب نارا فخلق منه الجان، وقلب الى طين فخلق منه من خلق، وما خلق"..
   ويقول تعالى عن الملائكة:
-"والسابحات سبحا" فى حركتهم..
-"الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء ان الله على كل شئ قدير"  فاطر..
-"فالمدبرات أمرا".. اتفق العلماء على أنهم الملائكة لكل ما فى الكون بتكليف من الله تعالى..
-"كرام بررة" فى أخلاقهم..  ويقول فيهم الرسول الكريم:
-"ان من خلقهم الحياء"..
   وهم لا يأكلون، ولايشربون، ولا يتعبون، ولا يملون..
   أما عددهم:
-"وما يعلم جنود ربك الا هو"..   لا يوجد فى السموات السبع موضع قدم الا وفيه ملك، وقد أخبرنا أن البيت المعمور فى السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون اليه..
أسماؤهم:
   ذكر فى القرآن جبريل عليه السلام رئيس الملائكة:
-"الروح الأمين"  الشعراء 193..
-"روح القدس"  النمل 102..
-"رسول كريم(19) ذى قوة عند ذى العرش مكين(20) مطاع ثم أمين(21)"  التكوير.. 
-"ذو مرة فاستوى"  النجم..  وله ستمائة جناح ما بين كل جناحين كما بين المشرق، والمغرب..
   ومن الملائكة "ميكال"، أو "ميكائيل"..  وهو أشرف الملائكة، وكل بالمطر ،والنبات وله ملائكة معاونون يصرفون الرياح، والسحاب كما يشاء الله ويأمر..  ومنهم - فى القرآن - "مالك" خازن النار:
-"وقالوا يامالك ليقض علينا ربك قال انكم ماكثون"  الزخرف..  وخزنة النار:
-"عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون"  التحريم 6..  وعددهم: --"عليها تسعة عشر"..
-"وما جعلنا أصحاب النار الا ملائكة"  المدثر..  ومنهم هاروت وماروت:
-"وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت"  البقرة 102..   ومنهم من أخبرنا بأسمائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كاسرافيل" الذى ينفخ فى الصور، و"رضوان" خازن الجنة، و"منكر" و"نكير" الموكلان بسؤال القبر، و"عزرائيل" ملك الموت..
   وأعطى تعالى للملائكة القدرة على التشكل بغير أشكالهم:
-"فأرسلنا لها روحنا فتمثل لها بشراً سويا" مريم 17..   وهم منظمون، ويصطفون حتى أخبر الرسول الكريم عن ماامتازت به أمته عن الأمم، وجعلت صفوفا كصفوف الملائكة كما روى مسلم؛ كما أنهم يأتون يوم القيامة:
-"وجاء ربك والملك صفاً صفا"  الفجر 22..
-"يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا"  النبأ 38..
وظيفة الملائكة:
-"يسبحون بالليل والنهار لايفترون"  الأنبياء 20..
-"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا" غافر 7..
-"وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون"  الصافات 165..
-"تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم"  الشورى..
   ويقول تعالى عن خشيتهم له:
-"وهم من خشيته مشفقون"  الأنبياء 38..
وعن حفظهم لنا بأمر الله:
-"إن كل نفس لما عليها حافظ"  الطارق 4..
-"وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون"  الأنعام 61..
-"سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله"  الرعد..
-"وإن عليكم لحافظين. كراماً كاتبين. يعلمون ماتفعلون"  الانفطار..
-"إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد* ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد"  ق..
   يقول ابن عباس:-"مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد"..  يكتب كل ما تكلم به من خير، أو شر حتى أنه ليكتب قوله: أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فاقر فيه ما كان فيه من خير، أو شر وألقى سائره، وذلك قوله:
-"يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده أم الكتاب"  الرعد 39..
   روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة"، وهذا تبيان قوله:-"وهديناه النجدين" البلد 10، "ونفس وماسواها* فألهمها فجورها وتقواها"  الشمس..
-"ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون"  الأنعام 93..
-"ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق" الأنفال50..
   هذا عن الكافرين أما بالنسبة للمؤمنين:
-"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون* نحن اولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون* نزلا من غفور رحيم"  فصلت..
   عن البراء بن عازب عن الرسول الكريم:
-"ان المؤمن اذا نزل فى قبره يأتيه ملكان شديدان الانتهار فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟..  ما دينك؟..  من نبيك؟  وهما آخر فتنة تعرض على المؤمن، وذلك حين يقول تعالى:-"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة" فيقول ربى الله الإسلام دينى، ونبيى محمد صلى الله عليه وسلم، وينادى مناد من السماء: أن صدق عبدى"..
   ويوم القيامة يقول تعالى:
-"ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد* وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد"..  فالسائق الشهيد من الملائكة..  السائق دليل لمكان الحساب، والموقف؛ أما الشهيد فيقدم دليلا موجزا عن حالتك.. ويبدو أن الشهيد هو نفسه القرين(من الملائكة).. "وقال قرينه هذا ما لدى عتيد القيا فى جهنم كل كفار عنيد* مناع للخير معتد مريب* الذى جعل مع الله الها آخر فألقياه فى العذاب الشديد"؛ أما قرينه الآخر (من الجن).. "قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد"..
   وعن مؤمنى الجنة:
-"وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون"  الأنبياء 103..
-"والملائكة يدخلون عليهم من كل باب* سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"  الرعد..
الجن:
   من خلق الله يسكنون فى الأرض معنا، ولكنهم يستطيعون صعود السماء؛  يملئون البر، والبحر ولكن لانراهم، ولهم قدرات تفوق الانسان، ولكنهم مع ذلك ليسوا مفضلين عليه؛ بل هو أعلى مرتبة منهم، وسموا جناً لاستتارهم عن العيون:
-"انه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم"  الأعراف 27..  وعن خلقهم يقول الخالق:
-"والجان خلقناه من قبل من نار السموم"..  لبيان أصل الخلق، وموعده، والسموم هى الريح الحادة النافذة فى المسام، ويقول أيضاً:
-"وخلق الجان من مارج من نار"..  قال ابن عباس:
-"أى أطراف اللهب"..
   يقول الرسول الكريم فيما رواه الحاكم، والطبرانى، والبيهقى:
-"الجن ثلاثة أصناف؛ فصنف يطير فى الهواء، وصنف حيات، وكلاب، وصنف يحلون، ويظعنون"
   وهم يفضلون الأماكن الخالية من الانس..  كالصحارى، والمزابل، والخرابات، ومنهم من يسكن فى جزائر البحور، ومع الانس؛ روى ابن حجر:
-"ما من أهل بيت من المسلمين الا وسقف بيتهم من الجن من المسلمين، اذا وضع غداؤهم نزلوا فتغدوا معهم، واذا وضع عشاؤهم نزلوا فتعشوا معهم يدفع الله بهم عنهم"..  وروى ابن ماجة، والنسائى، وأبو داوود، والامام أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
-"ان هذه الحشوش محتضرة فاذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: اللهم انى اعوذ بك من الخبث والخبائث"..  وروى النسائى:
-"لا يبولن أحدكم فى جحر حيث أخبر النبى بسكناهم فى الشقوق، والجحور"..
   وهم يأكلون، ويشربون، يقول النبى الكريم:
-"اذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، واذا شرب فليشرب بيمينه فان الشيطان يأكل، ويشرب بشماله"..     وقال وهب ابن منبه:
-"ليس كل الجن يأكلون، فمنهم صنف من الريح لا يأكلون، ولا يشربون"..
   وروى ابن حبان، والطبرانى عن النبى صلى الله عليه وسلم:
-"الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة، والخنازير من بنى اسرائيل"..  وقال ابن تيمية:
-"السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة حرارة"..
   وهم كالانس تماما من حيث الأديان، والملل، والمذاهب، وهم مكلفون مثلهم يقول تعالى: "يامعشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا" الأنعام 120..   وليس منهم رسل، ولكن منذرين(تعليق:-"واذ صرفنا اليك نفر من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين" الأحقاف 29)..  والغاية من خلقهم أيضاً العبادة:
-"وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"..
   ويقول وهب ابن منبه: "هم أجناس يأكلون، ويشربون، ويموتون، ويتناكحون؛ أما خالص الجن فهم ريح لايأكلون، ولايشربون، ولايموتون، ولايتوالدون"..
   روى البخارى ومسلم عن الرسول الكريم:
-"عن أم سلمة أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى فى بيتها جارية فى وجهها سفعة فقال: استرقوا لها فان بها نظرة"..  والسفعة هى نظرة من الجن..
   ومن الجن "ابليس" بمعنى من لاخير فيه، و"أبلس" يأس، وتحير، واسمه "الشيطان" بمعنى العات المتمرد، واسمه "الطاغوت":
-"الذين آمنوا يقاتلون فى سبيل الله والذين كفروا يقاتلون فى سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا"  النساء 76..
   يقول تعالى:
-"واذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا الا ابليس أبى"  البقرة 34..  التبس الامر على البعض فى هذه الآية، وحسبوه من الملائكة، ولكن الله أزال هذا اللبس صراحة:
-"ان ابليس كان من الجن"..   حتى ابليس نفسه لم ينكر أنه من الجن فقال:
-"خلقتنى من نار"..  وهم الجن، ولكن ليس محدداً ان كان ابليس هو أبو الجن، أو أحدهم..
خلق الانسان:
   كان ذلك يوم الجمعة، وكان الأصل ذكورا،ً واناثاً "آدم" عليه السلام
-"يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيباً"  النساء 1..
   روى مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم:
-"خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة"..
   يخبرنا القرآن عن خلق الانسان بدقة من خلال (70) آية، وفى (7) أطوار؛ يقول:
-"مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا" نوح..  وهذه الأطوار جمعها تعالى فى سورة الحج:
-"يأيها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر فى الأرحام ما نشاء الى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد الى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً".. وفى سورة المؤمنين:
-"ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله احسن الخالقين"..
   فالآيات الأولى تقرر أن أصل الانسان من "تراب"، والثانية تقرر أن الأصل هو "الطين"، والطين يتكون من التراب والماء، فهناك 3 آيات فى القرآن للماء هى:
1-"وجعلنا من الماء كل شئ حى"  الأنبياء 30..
2-"والله خلق كل دابة من ماء"  النور 45..
3-"وهو الذى خلق من الماء بشراً"  الفرقان 54..
   فالآية الأولى تشتمل على النبات، والحيوان، والانسان، والثانية تنحصر فى الحيوان، والانسان، والثالثة خاصة بالانسان وحده، وتقرر 4 آيات أخرى أن خلق الانسان من تراب:
"ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم اذا أنتم بشر تنتشرون" الروم 20..
-"ياأيها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب" الحج 5..
-"يأيها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا" فاطر 35..
-"هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة"  غافر 40..
   وعليه تكون نسب آيات الماء للتراب 3 : 4 حتى كانت درجة تماسك الطين، ولزوجته كما قال تعالى عنها:
-"انا خلقناكم من طين لازب"  الصافات 11..   يعنى تلصق، وتلزق باليد عند الامساك، فلو زاد الماء لما تماسك الطين، ولو زاد التراب لزاد تماسك الطين فلا يلتصق باليد، وهذه النسبة 3 : 4، أو ¾ هى نسبة تواجد الماء فى الجسم وهى ثلاثة أرباع..
   ثم يخبر ربنا عن التشكيل الطينى للانسان فى (7) آيات أخرى:
1-"ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين" المؤمنون 12.. 
2-"هو الذى خلقكم من طين ثم قضى أجلا" الأنعام 6..
3-"الذى أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين" السجدة 32..
4-"انا خلقناهم من طين لازب" الصافات 37..
5-"اذ قال ربك للملائكة انى خالق بشرا من طين" ص 71..
6-"قال انا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين" الأعراف 12..
7-"قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين" ص 76..
   ثم تطور الأمر فأصبح الطين:
-"ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون" الحجر 26..  أى صار الطين أسودا،ً وتغير ريحه بعد أن يبس وأنتن، ثم:
-"صلصال كالفخار" الرحمن 14..  طين يابس لو طرقت عليه لأصدر صوتاً؛ وكان الأمر بالسجود بعد التسوية، والنفخ ولم يصدر الأمر دون النفخ:
-"فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"..  فلما دخل الروح رأسه عطس، ولما دخل رجليه قام عجلان الى ثمار الجنة
-"خلق الانسان من عجل" الأنبياء 37..
   هذا ويأتى من المسلمين من يقول، ويكتشف أن آدم ليس أبو البشر..  بل أبو الانسان، لانهم فرقوا بين البشر، والانسان..  فقالوا ان البشر ظهروا قبل آدم مجرد مخلوقات حيوانية متحركة، وظلوا كذلك ليس بينهم وبين الانسان سوى انتصاب القامة، والسير على قدمين ملايين السنين حتى تزود بملكات، وقدرات عليا جوهرها العقل، والحياة الاجتماعية، وبدأ بعد ملايين أخرى يتكلم، ويمشى على قدمين..  فأصبح جاهزا من الناحية الفسيولوجية، ومؤهلا لتزويده بنفحة الله الروحية ليكون عندئذ الانسان، ولكنهم:
-"يضاءهون قول الذين كفروا"..  ويبحثون فى كتاب الله ليفهموا فهما شيطانيا كما تلقوا من شياطينهم الذين علموهم هذا الهراء، وذلك من قوله تعالى:
-"واذا قال ربك للملائكة انى خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفجت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"..  ولكنهم لم يقرأوا آية أخرى، أو لم يفهموها وكأن الله سبحانه علم بهؤلاء الجهلة المتبعون..  فيقول:
-"الذى أحسن كل شئ خلقه وبدأخلق الأنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين" السجدة..
   ثم كانت الخطيئة الكبرى بعد هذا الأمر، وسجود الملائكة مرتين(كما نسجد فى الصلاة احياء لهذه الذكرى..  ذكرى أول معصية من أحد الثقلان بدأها ابليس وتمرد رغم المراجعة، ثم تبعه آدم بغوايته بعدما شاهد وعيد الشيطان لبنى آدم أمام الله، ولكنه كما كرمه الله لعلمه، وحكمته بادر بالتوبة، والانابة إلى الله، ورضى بعقابه المؤقت)..
  يراجعه الله تعالى ويناقشه فى الأمر:
-"قال يا إبليس مامنعك ألا تكون من الساجدين" الحجر 32.. 
-"قال مامنعك ألا تسجد اذ أمرتك" الأعراف 12..
-"وقال يا إبليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدى استكبرت أم كنت من العالين" ص 75..
   أن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر، ويكره أن يتعذبوا لأن عذابه شديد أليم، وهو يفعل كل مامن شأنه أن يعيدهم اليه بارادتهم، والى أن يرفع مقته، وغضبه عنهم، حتى اذا ما بدا منهم ألا سبيل الى الرجوع كان:
-"أخذه أليم شديد" هود 102..   ورغم كل هذا لا يستدرك ذلك الأحمق، ويرد بكل بجاحة:
-"قال أأسجد لمن خلقت طينا" الاسراء 61..
-"قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين" ص 76..
-"قال لم أكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون" الحجر 33 ..
   ثم صدر الحكم الدامغ، الذى لا رجعة فيه:
-"مايبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد" ق 29..   يقول الحكم:
-"قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين" الأعراف 13..
-"قال فاخرج منها فانك رجيم(34) وأن عليك اللعنة الى يوم الدين(35)" الحجر ..
-"قال فاخرج منها فانك رجيم(77) وأن عليك لعنتى الى يوم الدين(78)" ص..   (تعليق: ولعلمه الذى اطلع عليه من قبل كان يعلم ان هناك يوم الدين، ويوم يبعثون، ويوم الوقت المعلوم؛ فيطلب فسحة من الوقت لاصراره على المعصية الى آخر الشوط، وحنقه على هذا المخلوق الجديد الذى فضله الله بسجود الملائكة، وفهمه الخطأ أنه سجود لأدم وليس لروح الله، وعظمة خلقه فى آدم؛ فعماه حقده، وغيرته، وحسده، وضغينته - لاحظ مايتميز به العصاه من قدر الغباء الهائل الذى يحكم تصرفاتهم وعقلياتهم –  فيطلب إلى الله تعالى مستغلا حلمه، وكرمه، ويستجيب الله له ليستنفذ نصيبه من الدنيا التى لا تساوى عند الله جناح بعوضة كما ترك الكافرين لنعيم الدنيا فيقول:
-"قال انظرنى الى يوم يبعثون(14) قال انك من المنظرين(15)"  الأعراف ..
-"قال رب انظرنى الى يوم يبعثون(79) قال فإنك من المنظرين(80) الى يوم الوقت المعلوم(81)"ص..   (تعليق: ورغم هذا الكلام وهذا التسامح وهذا الانظار كل هذه المدة ربما يراجع نفسه أيضا، ولكنه يبادر الله تعالى باستكمال حقده، وضغنه لهذا المخلوق الجديد فيعلن بصلافة، وكبرياء حربه على بنى آدم متوعدا اياه أمام خالقه..  فيقول شارحا خططه بالتفصيل الممل):
-"قال فبما اغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لاملان جهنم منكم أجمعين" الأعراف 16-18 ..
-"قال رب بما اغويتنى لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط على مستقيم ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وان جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم"  الحجر 39-44..
-"أرأيتك هذا الذى كرمت على لئن اخرتنى الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤهم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الاموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا"  الاسراء 62-65..
"قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين لا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول لاملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين"  ص..
   وينفذ ابليس وعده كما يفعل الان ببنى آدم حتى وصلوا الى النار يوم القيامة حيث يعاتبهم ربهم:
-"ألم أعهد اليكم يابنى آدم أن لاتعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدونى هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون هذه جهنم التى كنتم توعدون اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون" 60-64..
خلق حواء :
  شاءت الارادة الالهية أن يقوم الكون على الزوجية لينفرد تعالى بالوحدانية، وقد ورد لفظ الذكر فى القرآن 12 مرة، والأنثى 18 مرة بنسبة 3:2 يقول:
-"ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون"  الذاريات 49..
-"ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين"  الرعد 3..
-"سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون" يس 36..   حتى فى الانسان:
-"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها" الأعراف 89..
-"ومن آياته خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها" الروم 21..
-"ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء" النساء 1..  أما هو:
-"قل هو الله أحد"..
   وفى الصحيحين:
-"المرأة خلقت من ضلع أعوج"..  يعنى ضلع آدم عليه السلام (ت: حواء من الشئ الحى، وأعتقد أنه من حوى وهو السكن للرجل)..
مسكن الزوجية:
-"وقلنا ياآدم اسكن انت وزوجك الجنة" البقرة 35..
-"وقلنا يآدم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى(117) ان لك ألا تجوع فيها ولا تعرى(118) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى(119)" طه.. (تعليق: الكلام موجه لأدم المسئول عن حواء)..
-"فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتاع الى حين"  البقرة 36..
-"فدلاهما بغرور"..
"قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو"  الأعراف..   ولقد اجمع الجمهورعلى أن جنة الخلد فى السماء، والا لما قال تعالى:
-"اهبطوا"..  حيث خالف المعتزلة، والقدرية من أن الجنة كانت على الملأ الأعلى الذى كان سيداً فيه، ولكن الهبوط كان مع آدم الذى تبعه الى حين، كما أن الاسستقرار فى الأرض الى حين، وكانت المعصية:
-"ولاتقربا هذه الشجرة"..  بعد أن أباح لهما الجنة:
-"وكلا منها رغدا حيث شئتما"  البقرة 35..  (تعليق: ومن الغريب أن الشيطان لم يعلن أمام الله تعالى أنه سيجعل البشر يعبدونه رغم أنه يفعل ذلك الان لنعرف كم هو جبان رغم صلافته، وغروره)..
   ولكن الشيطان لم يمل(تعليق: يتساءل المؤلف عن كيفية دخوله الجنة؛ وأعتقد أنه لم يدخل، ولا يجرؤ على ذلك، اذ يوسوس لبنى آدم حتى الآن، وهو لا يدخل عليهم؛ فله قدرات أنه يجرى منهم مجرى الدم:-"ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيد له شيطانا فهو له قرين"  الزخرف 36..  ويقول تعالى على لسان الشيطان:-"ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم" الأعراف 17..  وآدم نسى الله عند المعصية، ونسى ما نهاه عنه هو وزوجته؛ فاقترب منه الشيطان الذى يجعل من نفسه دائما نداً لله تعالى من أجل الشهرة، والكبر، والغرور، رغم علمه بحول الله وقوته، وخلقه اياه:-"خلقتنى من نار")..
   فأتاه الله ماأراد ليصبح من أشهر الخلق من ملائكة وأنبياء حتى أن كثيرا من الخلق يعرفون الشيطان، ولا يعرفون الله الذى خلقهم، وخلق الشيطان أيضاً، ويهتدون له، ولا يهتدون لله..
وبعد الخطة بدأ التنفيذ، والتدرج بهذه المعانى: "وسوس".. "قال".. "أقسم"..
-"فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما ورى عنهما من سوآتهما وقال مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين" الأعراف..  وغاية ابليس فى هذه الآية هو السخرية من آدم، وزوجته ليس الا:
-"ليبدى لهما ماورى عنهما من سوآتهما"..  انه هدف غريب أن يعرى العورات التى أمر الله بسترها، وليس الهدف هو خروج آدم من الجنة كما خرج هو..  فهو يعلم أنه سينزل، ولكن ليعتبر نفسه منتصراً على البشر
-"ينزع عنهما لباسهما"..  وزيادة فى القهر ننزعه بأيدينا لنكشف عوراتنا أمام بعضنا البعض
-"ليريهما سوآتهما"..  وأنه استطاع أن يقربهما من الشجرة بعد أم كان الأمر:
-"لاتقربا"..   وهناك أسلوب آخر:-"فوسوس" إليه الشيطان:
-"قال ياآدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلى"..  كما أن ابليس لجأ كالعادة - وحتى الآن - الى تغيير اسم الشجرة من "المحرمة" الى "شجرة الخلد"..  فهو يغير للبشر "الخمر" الى "مشروبات روحية"،  ويسمى "الربا" "فوائد"،  والمجون، واقتراف الرذائل "حرية"، والراقصة الداعرة "فنانة"، وفى النهاية يقسم بالله، ولا يقسم أحد بالله كذبا؛ فانطلت الحيلة على آدم،  وزوجته، واختفى من المشهد بعد أن انتهى كل شئ فى العادة..
   وهناك من يحذو حذو التوراة،  وتابعيهم من النصارى من أن الغواية كانت لحواء التى أغرت آدم بالأكل حتى أكل على خلاف نصوص القرآن الصحيحة الصادقة، وحيث لا اجتهاد مع النص:
-"قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"  الأعراف 32..  وهذا هو الفرق بين آدم، وحواء، وبين الشيطان..
الأرض ثابتة :         
-"ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين"  سبأ 20..            
   ولما أرسل الله نوحا، مكث فى قومه لأف سنة إلا خمسين عاما:
-"وما آمن معه الا قليل"  هود 40..   وعندما دعا ابراهيم قومه آمن به فى المرحلة الأولى من دعوته (فى بابل):
-"فآمن له لوط"  العنكبوت 26..
   وعندما ذهبت الملائكة إلى قرى لوط السبعة لتبحث فيها عن المسلمين فلا تجد أحداً على الاطلاق إلا بيت لوط ولم يكتمل لكفر امرأته:
-"فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين" الذاريات 36..  وقرية أرسل الله فيها  3 من المرسلين فلم تكن الحصيلة سوى رجلا واحداً قتله قومه لإتباعه المرسلين شر قتله..
   وكذلك الحال فى كل الأمم باستثناء موسى عليه السلام الذى تبعه عدد لا بأس به على جدلهم وإتباع شهواتهم، ومحمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسل رحمة للعالمين، وكان من أكثر الأنبياء إتباعاً..
   فهل يعقل أن يغير الشيطان فطرة  7  قرى بكامل أهلها..  فيشتهى الرجال الرجال دون النساء فى قوم لوط، وبدلاً من خير الكسب، والعمل يسرق بعضهم بعضاً من قوم شعيب، أو أمة لا تعقل من تعبد فتعبد حجارة من قوم إبراهيم، أو أمة هداها الله تصنع بأيديها وجواهرها عجلاً لتعبده من دون الله كما فعل بنو إسرائيل، ولو عددنا نرى من عجائب انتكاس الفطرة، ومخالفتها ليس فقط لأوامر الله..  بل لأبسط قواعد العقل..
   نجح ابليس فى هذا العصر أن يقلب حقائق اتبعها البشر منذ خلقهم الله على الأرض وأقر  بها الأنبياء، والمرسلون، والكتب المنزلة حتى قال القرآن:
-"الأرض قراراً"..   ويقول:
-"والشمس تجرى"..   ولكن أجيال هذا القرن قلبوا هذا مع الشيطان..  فجعلوا الأرض تدور والشمس ثابتة رغم وجود الاختراعات، والاكتشافات، ويوجد من صعد إلى الفضاء، ومشى على القمر، ولكنه إتباع كوبرنيقوس، وجاليليو..
   إن القول بدوران الأرض، ومركزية الشمس رفع لراية الشيطان، وانتصاره، لأن فيه مخالفة صريحة للرحمن، وإتباع كامل للشيطان، وقصة ابليس مع الشمس أعبد خلق الله، وأطوع خلق الله وأنفع الخلق للخلق..  نجح إبليس فى إقناع الناس باتخاذ الشمس المسخرة لهم إلها من دون الله، قد احتلت الشمس المركز الأول بين الآلهة التى عبدت من دون الله على مدار تاريخ البشر، وليس عجبا أن يجعلها الله من علامات الساعة الكبرى بطلوعها من مغربها، وليس عجبا أن يكورها الله، ويلقى بها فى النار ليس تعذيباً ولكن مثلها مثل خزنة النار من الملائكة:
-"إنكم وما تعبدون من دون الله حطب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ماوردوها وكل فيها خالدون"  الأنبياء..    فهذه أمة من أسعد الأمم، وحضارة من أكبر الحضارات يسخر منها هدهد سليمان:
-"وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون"  النمل..    وقدماء المصريون الذين عبدوا رع إله الشمس، وغيرها من الحضارات؛ فيقول رنست رينان(امبراطور رومانى):
-"لو أن المسيحية انهارت لسادت فى العلم عبادة الشمس"..  وجاء الاسلام ليعيدها فى موقعها الصحيح، ونفى ما ليس لها..  فأصبحت أكبر رمز لعبادة الله..  بها تحدد مواقيت الصلاة، وصوم رمضان، وزكاة الفطر، والوقوف بعرفة، وصلاة العيدين، حتى شرع صلاة الكسوف عندما تكسف..
   ولكن هذا لا يرضى إبليس الذى يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"إن الشمس تطلع بين قرنى الشيطان"..  فهو يستقر بقرنيه هناك ليبدو أنها تشرق، أو تغرب من بين قرنيه..
   يقرر أحمد سعيد الدمرداش فى عرضه لكتاب "حركات الأجرام السماوية" لكوبرنيقوس أنه منقول بالكامل من كتاب المجسطى للخوجه نصر الدين الطوسى، وبنفس الترتيب..  فقط غير كوبرنيقوس موضع الشمس بموضع الأرض، وهكذا انقلب النظام.. قلبه اللصوص الذين اعتبروهم علماء..
   ثم جاء جاليليو جاليلى رائد عصر الإلحاد ليحى أفكار كوبرنيقوس بعد موته، وموت أفكاره معه بعد مضى قرابة قرن من الزمان..  فألف كتابه "الحوار"..  وهو عبارة عن دفوع عن كتاب جاليليو والرد على منتقديه حتى أنه سفه الكنيسة، ومعتقداتها ووصل إلى حد الكفر، وإنكار ثوابت الدين..  ولا يقل فى الكتاب علماً بمقدار ماكان فلسفة، وسفسطة مع فروض، واحتمالات لم يثبت منها شيئاً(تعليق: هذه صفة ملحوظة فى كتب الغرب حتى الآن وهى قدرتهم الفائقة على ملئ الصفحات الطوال لشئ ينفع فى الحياة سوى السفسطة الفارغة، والقدرة على الجدل العقيم)، وهو أول من قال بحياة على الكواكب الأخرى، وأن هناك ملايين الأفلاك، والمجرات، ومازالوا فى هذا الفراغ حتى اليوم(تعليق: لم يتقدم العلم قدر أنملة عن هذين المعتقدين: المجرات العملاقة التى تدور، وتدور فى المالانهاية، واحتمال وجود حياة أخرى على الكواكب..  رغم التقدم الذى يدعونه، والمصاريف الباهظة التى تنفق على هذه الخيالات حتى لا تتحول إلى فقراء الأرض، والعالم كله فى انتظار "جودو" كما يقول "العبثيون")..
   ثم كان تحرير العقول من الآراء الدينية التى تضع أهمية كبرى للانسان فى الكون، وأنه يمكن أن يمسك بزمام أمره ويوجه خط سيره فى الحياة حسبما تهيئ له طبيعته(تعليق: لقد رحنا نخطئ الكنيسة لدفاعها عن ثوابت الدين، وندافع عن الملحدين، وعصر الإلحاد التى وقفت منه الكنيسة بالمرصاد، واسترسلنا فبلينا بمن طوع القرآن للملحدين بنية حسنة(غباء)، أو بنية سيئة(كفر).. ولما أستيأس الملحدون من الكنيسة، وسلطانها تملصوا منها وجعلوها فى واد والدولة فى واد ليفعلوا مايشاءون)..
   دخلت الأفكار الكوبرنيفية، والجاليلية إلى البلاد الإسلامية بين يدى الاستعمار الأروبى، وبواسطة المسلمين "المستغربين" الذين فتنوا بحضارة الغرب، ولا يزالون، وبدأ الصراع بينهم، وبين علماء الدين المسلمين فانتهت بانتصار المستغربين، وسقوط رجال الدين بسقوط دولة الخلافة ليس لأنهم أقوياء، ولكن لضعف علماء الدين..
  عندما بدأ الاستعمار الغربى يقسم تركة الرجل المريض(دولة الخلافة العثمانية) أراد أن يستفيد من المستشرفين(تعليق: ومن قبلهم الرحالة والمكتشفون) الذين كانوا يدرسون – بتكليف من حكوماتهم – لغة الشرق، ودينه، وحضارته، وذلك لخدمة أغراضهم الاستعمارية، كما استجلبوا نفراً من المسلمين ممن عرف عنهم التمرد على أوضاعهم، وقاموا على تربيتهم كما يريدون..
ووقع علماء الشرع فى الفخ اللعين فهم ليسوا ضد العلم، والحضارة، والاسلام حث على ذلك فأصبح شغلهم الشاغل هو ما يقول علماء الغرب..  يخترعون، وهم يؤيدون، يكتشفون وهم يثبتون وبالقرآن.. واستبدلت من كتب المسلمين الآيات القرآنية ليوضع محلها(النظريات العلمية)، وأصبح علماء الشرع قبل غيرهم يعلمون الناس أن الأرض لم تخلق فى أربعة أيام.. فقد أثبت العلم أنها ملايين السنين، وأنها لم تخلق بالعناية الإلهية..  بل باصطدام نجم مع الشمس فى عملية تدميرية، وأن كل الأجرام السماوية يحكمها قانون نيوتن للجاذبية، وليس قانون القدرة الربانية، وأن السماء التى بناها الله تتمدد، وأن الأرض التى أقرها، وأرساها تتحرك، وأن الشمس التى كانت تجرى لمستقرها أصبحت تجرى حول المجرة..
  ويبحث المؤلف عن دليل واحد لدوران الأرض أثبته من يقول بذلك فلا يجد سوى دليل واحد ساقه جاليليو وهو المد، والجزر، وقد أبطله علماء الأرض أنفسهم.. غير أن رجال الدين المسلمين لا يفتقدون إلى دليل من القرآن كعهدنا بهم فيقولون:
-"وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر الحساب" النمل 88..   وهذه آيات لقارئ القرآن العادى ضمن مشاهد القيامة..  فكيف ننزع منها آية لنزج بها فى اثبات لا دليل مادى له، على نظام:
-"لاتقربوا الصلاة"..  أو:
-"ويل للمصلين"..   حيث ستقلب الأمور يوم القيامة فالثابت سيتحرك، والمتحرك سيثبت، ومن هنا استطاع المؤلف أن يؤيد رأيه فى ثبات الأرض بالجبال فى 12 آية:
1-"وهو الذى مد الأرض وجعل فيها رواسى"  الرعد 3..
2-"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى"  الحجر19..
3-"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم"  النحل 15..
4-"وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بكم"  الأنبياء 31..
5-"أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسى"  النمل 61..
6-"وألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم"  لقمان 9..
7-"وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها"  فصلت 10..
8-"والأرض مددناها وألقينا فيها رواسى"  ق 7..
9-"وجعلنا فيها رواسى شامخات"  المرسلات 27..
10-"والجبال أرساها"  النازعات 32..
11-"ألم نجعل الأرض مهادا(6) والجبال أوتادا(7)"  النبأ..
12-"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت(17) وإلى السماء كيف رفعت(18) وإلى الجبال كيف نصبت(19)"  الغاشية..
   لقد نسب الفلكيون 6 حركات للأرض وليس حركة واحدة:
1)    حركة حول نفسها بسرعة 1044 ميل/ساعة  = 1680 كم/س..
2)    حركة دائرية حول الشمس بسرعة 67 ألف ميل/س  =  107825,78 كم/س..
3)    حركة دائرية مع الشمس حول المجرة بسرعة 497 ألف ميل = 800000 كم/س..
4)    حركة نحو نجم النسر بسرعة 43 ألف ميل = 70000 كم/س..
5)    حركة لتمدد الكون(مع الشمس) بسرعة 14 ألف ميل/ث = 50 مليون ميل/س..
6)    حركة ترنحية مع نفسها..
   ويوم القيامة:
-"إذا زلزلت الأرض زلزالها"
-"إذا رجت الأرض رجا"..
-"وإذا دكت الأرض دكا"..
-"يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات"  إبراهيم  48..
   ويوم القيامة ينقلب الحال، وتعود الجبال كما بدأت فى 12 آية أخرى:
1-"ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر فيهم أحداً"  الكهف 7..
2-"ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا(105) فيذرها قاعاً صفصفا(106) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا(107)" طه..  أرضاً مستوية ملساء مكشوفة،  لا نرى فيها منخفضاً ولا مرتفعاً عن الأرض..
3-"يوم تمور السماء مورا(9) وتسير الجبال سيرا(10)"  الطور..
4-"إذا رجت الأرض رجا(4) وبست الجبال بسا(5)"  الواقعة..
5-"وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة"  الحاقة 14..
6-"يوم تكون السماء كالمهل(8) وتكون الجبال كالعهن(9)"  المعارج..  
7-"يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيباً مهيلا"  المزمل 14..
8-"وإذا الجبال نسفت"  المرسلات 10..
9-"وسيرت الجبال فكانت سرابا"  النبأ 20..
10-"وتكون الجبال كالعهن المنفوش"  القارعة 5..
11-"وإذا الجبال سيرت"  التكوير 3..
   يصح أن تكون الآية 88 من سورة النمل التى يستدلون بها على دوران الأرض من مشاهد يوم القيامة كما ذكرت فى السياق لتكون الآية رقم 12:
12-"وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب"..
تحويل الجبال إلى سحاب:
-"ألم ترى أن الله يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار"  النور 43..   يخبر تعالى فى هذه الآية عن نوع من السحاب يسمى (السحاب الركامى) الذى يتراكم بعضه فوق بعض حتى يصل إلى ارتفاع 20 كم وينزل منه الودق(المطر)، كما ينزل منه البرد(الثلج)..  فالسحاب إذن يتحول إلى جبال من هذا النوع الركامى، وليس كالجبال كما فهم بعض المفسرين فقد صرح تعالى أنها جبال، ولم يقل انها مثل الجبال.. فالسحاب يتحول بالفعل إلى جبال من حيث الارتفاع، ومن حيث التجمد، والصلابة..  فقد قال تعالى فى الآية:
-"تحسبها جامدة"..  وهى من الصلابة كحالة من حالات المادة الثلاث الصلب، والسائل، والغاز، وكى تتحول إلى سحاب، أو حالة السحاب فسوف تتحول من الصلب إلى الغاز مروراً بالسائل..
 ودلل المؤلف أيضاً على ثبات الأرض من القرآن بأنها ذكرت 451 مرة..  لم ترد ولا مرة مع أفعال حركة سوى أفعال التسبيح فقط..  بخلاف الشمس التى ذكرت 30 مرة معظمها مع أفعال حركة، كذلك جاء ذكرها دائماً مع السموات.. بينما تذكر الشمس مع القمر..  والأولان ثابتان بينما الآخران متحركان..
    ودليل أخر..  أنه تعالى نسب السجود لكل الكائنات من شمس، وقمر، وغيرهما ما عدا السماوات، والأرض لا تسجدان:
-"ألم ترى أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس" الحج 18..   والآية 10 من سورة الرحمن تنص على أن: --"والأرض وضعها للأنام"..   بعد أن قال:
-"والسما رفعها"..   (تعليق: وضع الأرض بعد رفع السماء، ووضع الميزان، ولا يمكن الوزن بالميزان إلا من وضع الثبات بدليل أنه أوحى بدقة الوزن بالقسط)..
  ويقول تعالى فى دليل آخر:
-"ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" الروم 25..   والقيام من الثبات، والوقوف، ويقول ابن كثير فى تفسير هذه الآية:
-"ان هذا كقوله:-"ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" الحج 65..   وقوله:-"إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا" فاطر 41..
   ويستنتج المؤلف أن كل شئ فى الكون مسخر فهو متحرك: ريح - سحاب - شمس - قمر - نجوم - كواكب - بحر - نهر - فلك - ليل - نهار - حيوان – طير..  أما الأشياء الثابتة فلم ينسب لها تسخير كالجبال، والشجر رغم أنهما يسجدان، ولم يذكر مع أيهما كلمة سخر، فقط نسب لها تسخير من نوع خاص مع داود عليه السلام:
-"وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين"  الأنبياء 79..   فهو تسخير تسبيح؛ لا تسخير جرى، وحركة.. 
  ومن الحديث أن رسول الله قال يوماً لأصحابه:
-"أتدرون ما البيت المعمور؟  قالوا:الله ورسوله أعلم،  قال: مسجد فى السماء بحيال الكعبة لو خر  لخر عليها"..
  ولم يخبر رسول الله عن هذا الدوران عندما صعد إلى السما، ولم يقل به أول من صعد إلى السماء فى العصر الحديث "يورى جاجارين" الكافر؛ ولكنه عندما سئل عن أغرب ما رآه قال: --"التعاقب السريع لليل، والنهار"..
  وكذلك أبواب السماء التى لها مجازات معينة لا تتغير إلا إذا كانت الأرض ثابتة، اجماع الأمة على ذلك وبأدلة عقلية، وعلمية، كما أن الأقمار الصناعية التى تدفع من الأرض على ارتفاع 36 ألف كم أى أنها تخرج من نطاق الغلاف الجوى الذى لا يتعدى 3000 كم فوق سطح البحر، أو تخرج كما يقولون من نطاق الجاذبية، ويقولون أن الأقمار الصناعية توضع فى مدار ثابت، فكيف يكون مداراً ويكون ثابتاً فى نفس الوقت..  فالأقمار الصناعية لا تتحرك فى مكانها، ولا يتحرك بها المكان، وكذلك محطات الاستقبال فى الأرض، والأطباق الهوائية ثابتة لا تتحرك، فبين الأقمار الصناعية فى الفضاء، وبين محطات الاستقبال الأرضية خط مستقيم ثابت تماما.. ً وأى زحزحة بسيطة بينهما فلن تستطيع المحطات الأرضية، أو الأطباق الهوائية التقاط ماتبثه الأقمار، وهو لا يمكن أن يحدث إذا كانت الأرض تدور..
  ومن الظواهر المحيرة لرجال الفضاء، والفلك، والطبيعة منذ عام 1912 وحتى الآن لغز الأشعة الكونية التى تمتلئ بها السماء، وكل ما عرفوه عنها أنها جسيمات ذرية معظمها من البروتونات الطلقية تأتى من مكان لا يعلمه أحد تنطلق نحو الأرض بسرعة 100 مليون إلكترون فولت تصطدم بالغلاف الجوى، ثم تنهمر على الأرض من كل اتجاه لتخترق كل شئ على الأرض ليل نهار، ويتساءلون لماذا تختار الأرض بالذات دون الكواكب الأخرى..
  وكذلك قطع الصخور الصغيرة التى يقولون عنها بقايا نجوم متفجرة تنطلق صوب الأرض بسرعة 40 ميلا/ث، وتنصهر بهذه السرعة عند احتكاكها فى الهواء..
  وينبرى المؤلف بالإجابة لو لم تكن الأرض مركز الكون لما أصابها هذا الوابل، وأنها ثابتة، والنسبة بينها، وبين السماء(1000:1):
-"يابنى انها إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن فى صخرة أو فى السموات أو فى الأرض يأتى بها الله إن الله لطيف خبير"  لقمان 16..
  ويذكر المؤلف دفوع بطليموس، وأرسطو لمن يقول بدوران الأرض حول نفسها، وحول الشمس وهى دفوع فلسفية بالمنطق مثل أن الأجسام الثقيلة التى تسقط على الأرض من أى ارتفاع تصل إلى الأرض عمودية، وبالتالى الأجسام المقذوفة من الأرض إلى أعلى عمودياً تعود خلال نفس الطريق رأسياً إلى أسفل..
الشمس تجرى:
  قدمنا أن الأرض مركز الكون، وليست الشمس - كما يدعون - وليس هناك مجموعة شمسية، ولا أرضية..  بل مجموعة سماوية جعلها الله زينة للحياة الدنيا..  ونسبة المسافة بين نصف قطر الأرض، ونصف قطر السماء 1 : 1000، وفى السماء شمس واحدة، وقمر واحد، وأحد عشر كوكبا، وعدة آلاف من النجوم، ومجرة واحدة، وشهباً تطلق من هنا، وهناك لحفظ السماء، ودحر الشياطين الذين يصعدون السماء، ويتسمعون الأخبارمن الملائكة، وهى لا تخرج عن ثلاث وظائف حددها لنا خالقها: "هداية"، و"زينة"، و"حفظ"..
  وجريان الشمس حول الأرض شهد له تاريخ البشرية بكل ما فيه من حضارات، وملك، وأديان وثقافات، ولم يذكر التاريخ أن أحداً خالف ذلك سوى أثنين هما فيثاغورث اليونانى، وإريستاخوس السكندرى قبل الميلاد، وأثنين أبان عصر النهضة هما كوبرنيقوس البولندى، وجاليليو اللإيطالى، ولم ينظر أحد إلى أقوالهما حتى بداية القرن العشرين، وغزت الفكرة العالم الإسلامى مع الغزو الاستعمارى، وأثناؤه، ثم راح المسلمون يقتنعون، ويؤيدون، ويقلبون فى كتاب الله لإثبات ما اقتنعوا به وليس فى كتاب الله آية تقول بهذا الاعتقاد، كما ترك اليهود، والنصارى ما فى كتابهم وراحوا يؤيدون هذه الفكرة..
  قلنا لم تتحرك الأرض سوى مرة واحدة بالإتيان الذى حدث منها مرة واحدة فى بدء خلقها، ثم أقرها تعالى حيث أتت وثبتها بالجبال..، أما الشمس فقد ذكرت فى القرآن 32 مرة منها مرتان عند نهايتها،  30 مرة عند حياتها فى الدنيا، وهذا الرقم هو عدد أيام شهرها 30 يوماً، وفى هذه الثلاثين تذكر الشمس بأفعال الحركة 23 مرة مثل (تأتى، بازغة، سخر، تدلك، تشرق، تطلع، تسجد، تجرى، تدرك، ..)، وقد أخبر تعالى أنه سخر الشمس ومعن التسخير الحركة، ولم يذكر تعالى أنه سخر الأرض بل التسخير لمن هو فيها من بحر، وفلك، وسحاب، وريح، وطير، وبغال، وحمير، وخيل كلها تتحرك وتجرى..
طلوع الشمس :      
   يقول تعالى:
-"وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه ذلك من آيات الله"  الكهف 17..   وتخبر الآية عن فعلان مألوفان متكرران للشمس كل يوم: "طلعت"، "غربت"، وفعلان غريبان عنها: "تزاور"، و"تقرض"، والتزاور: من الزور وهو الليل، والقرض: العدول عن الشئ والتجاوز عنه..
يقول تعالى:
-"فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إنى برئ مما تشركون" الأنعام 78..   وهذا دليل آخر على حركة الشمس حول الأرض، فى الكلمتين: "بازغة"، و"أفلت"، وبزغ  بمعنى طلع، وأفل  بمعنى غاب، وهاتان الكلمتان لم تذكرا فى القرآن إلا فى هذه الآيات..  أما كلمة طلع التى ذكرت فى القرآن 19 مرة،  منها 5 مرات عن طلوع الشمس، ومرة واحدة عن مطلع الفجر، ولم يذكر القمر، ولا الكواكب بالطلوع:
1-"وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى"  الرعد 2..
2-"وسخر لكم الشمس والقمر دائبين"  إبراهيم 23..
3-"وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر"  النحل 12..
4-"وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى"  لقمان 29..
5-"وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل"  فاطر 13..
6-"وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل"  الزمر 5..
7-"والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره"  الأعراف 54..
    فى آيات التسخير السبع نرى ارتباطاً وثيقاً بين الشمس، والقمر، وأن القمر ذكر مقترناً بالشمس فى كل الآيات، ويقولون ان القمر يدور حول الأرض، وهذا الاقتران فى القرآن يثبت أنه يدور مع الشمس، حيث لم يقترن ذكر الشمس بالأرض أبدأ فى القرآن، فلا يقترن ثابت بمتحرك، وإنما يقترن الثابتان "السموات، والأرض ،والمتحركان "الشمس، والقمر"..(تعليق: يقول تعالى أيضاً :"وجمع الشمس والقمر" من علامات الساعة وهم يلاحظون الآن اقتراب القمر من الشمس 3 سم كل عام):
-"أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل"  الإسراء 78..  والدلوك: الزوال، وجنوحها للمغيب بعدما تزول من كبد السماء، فهذا الميلان منسوب للشمس، وليس للأرض التى يقولون أنها تميل 23.5 درجة، وهذا أمر لا يتصور ويستحيل وقوعه، وانما الميل للشمس..    
-"إن الله يأتى بالشمس من المشرق"  البقرة 258..   وهو أول ذكر للشمس فى القرآن على لسان نبى الله إبراهيم أبو الأنبياء..  إذا فهى تأتى وليست ثابتة، وفى موضع تحدى بين نبى أجمع كل أهل الديانات على نبوته، وصدقه، وبين ملك من أكبر ملوك الأرض وقتها يحكم دولة كبرى ذات حضارة، ومعبودهم الأول الشمس، ويحكم شعبا،ً ونبياً يعرف عن الشمس، والقمر، والكواكب أكثر من أى أمة وجدت فى التاريخ حتى الآن؛ وهو الملك النمرود الذى لم يعترض على هذا التحدى رغم إعتراضه، ومكابرته فى مسألة الحياة، والموت:
-"قال أنا أحيى وأميت"  وهذا الملك المجادل لو كان يعرف غير الذى يتحداه به إبراهيم بأن الأرض التى تدور من الغرب للشرق لما توانى الملك أن يظهر ذلك فهو ملك، وإله وإبراهيم عليه السلام من رعاياه فى المملكة..
-"حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة"  الكهف 86..  وهى تخبرنا عن أحد ملوك الأرض الصالحين ملك ما بين مشرق الشمس، ومغربها يسمى: "ذى القرنين"، ويخبرنا تعالى فى الآية أن ذا القرنين بلغ المغرب أولاً، كما تتحدث الآية عن غروب الشمس(وليس الأرض) "فى عين حمئة"..  أى ماء به طينة سوداء حامية، وبالبحث –  من المؤلف –  لتحديد هذا المكان بقياس 90 خطاً غرباً من مكة – لأن مكة مركز الأرض -  فسنصل إلى خط طول يعطونه الآن رقم 50 وبالبحث فى المكان عن ما يمكن أن يكون "عين حمئة" نجد أن الوصف لا ينطبق سوى على مصب نهر الأمازون الذى يقول عنه د.كمال غلاب فى كتابه "جغرافية العالم":
-"حوض الأمازون يقطعه خط الاستواء، وتنصرف مياهه فى نهر الأمازون وهو أغزر أنهار العالم فى اتجاه عام من الغرب إلى الشرق فى سهل مستو،  وتحمل روافد النهر الهابطة من الإنديز، ومنابع روافده الكبرى الهابطة من الكتل القديمة شماله، وجنوبه كميات هائلة من الطمى ردمت هذا الحوض وملأته بطبقات سميكة من الطمى والصلصال..
-"حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا"..  حيث لم يجعل الله لهم حائلاً يظلهم من حر الشمس إذا اشتد، ولتحديد هذا المكان –  من المؤلف –  فإننا نقيس من مكة المكرمة 90 خطاً شرقاً فنصل إلى خط الطول الذى يعطونه رقم 130 وبالبحث عن مكان بهذا الوصف نجده على جزيرة صغيرة باندونيسيا تسمى: (هالماهيرا)..  وهى عبارة عن غابة إستوائية مدارية لا تصلح لبناء قرى، أو مدن لأنها كثيفة الأشجار وهذان المكانان(مطلع الشمس، ومغربها) يبعدان عن مكة المكرمة 90 درجة،  وكذلك عن المستقر..  والفعلان اللذان يؤكدان حركة الشمس تغرب، وتطلع؛ وننفى ذلك بأنها لا تتحرك بينما الأرض تفعل ذلك..     
   وقد نقض القائلون بدوران الشمس حول المجرة- يعنى أنها ليست ثابتة – نصف افتراض النظرية، ولا زالوا متمسكين بالنصف الآخر، ولماذا حول المجرة؟!..  وما الدليل؟!..  بينما نراها تدور حول الأرض، وبدليل خالقها، والنظر بأنها مسخرة للأرض وليس للمجرة، ثم يقولون انها تكمل دورتها بعد ملايين السنين الضوئية، ولماذا تدور الشمس حول المجرة؟!..  يقولون ان كل شئ فى الكون يجذب كل شئ فيه(تعليق: وهذا القانون يناقض نظرية القصور الذاتى بأن المتحرك متحرك لما لا نهاية، والثابت ثابت لما لا نهاية ما لم يكن هناك مؤثر يوقف المتحرك، ويحرك الساكن..  فلو أن هناك كتلتان تبعد عن بعضها متراً مثلاً هل تتركها عدداً من الأيام أو السنين ربما يجذب كل منها الآخر؟!)..
-"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم(38) والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم(39) لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فلك يسبحون(40)"  يس..  فهى تجرى لكى تدرك مستقرها بتقديره تعالى، وليس بتقديرها هى، والقمر له منازل يرتادها فيمكث فى كل منزل مدة حتى يعود متقوساً دقيقاً كالعرجون اليابس القديم ليبدأ من جديد، وهى حركة تتقدم فيها الشمس على القمر نصف الشهر ثم يتقدم القمر النصف الآخر، ورغم أنها أكبر منه حجماً، وأسرع منه جريا،ً وأضوأ منه، وتجرى فى نفس اتجاهه، ولكنها لاتلحق به لأنه تعالى جعل حركتهما مستديرة متوازية حول الأرض، وجعل لكل منهما فلكاً يدور موازياً تماما لفلك الآخر، غير أن فلك القمر هو الأقرب للأرض، والأصغر، والشمس هى الأبعد، والأكبر لأن فلكها 4 أضعاف فلك القمر.
   والشمس، والقمر لا يصنعان الليل، والنهار إنما هما فقط يجريان فيهما، وكل منهم الشمس، والقمر، والليل، والنهار فى فلك يسبحون فى مدار دائرى، وليس بيضاويا،ً ولا إهليليجياً كما يقولون..
 يقول تعالى ذاكراً الجرى لمخلوقاته الأربع(الشمس، والقمر، والليل، والنهار) فى 4 آيات لا غير:
1-"الله الذى رفع السموات بغيرعمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون"
2-"يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعونه من دونه ما يملكون من قطمير" فاطر 13
3-"ألم ترى أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى إلى أجل مسمى وأن الله بما تعلمون خبير" لقمان 29
4-"خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار" الزمر 5
   وهذه الآيات الأربع يقول فيها تعالى: "كل يجرى لأجل مسمى"..  وهو يوم القيامة ومكان الجرى حول الأرض..
المستقر :
  روى البخارى قال: حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان الأعمش عن إبراهيم التميمى عن أبيه عن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى ذر حين غربت الشمس:
-"تدرى أين تذهب؟"..  قلت الله ورسوله أعلم، قال
-"فأنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يؤذن لها، ويقال  إرجعى من حيث جئت، فتطلع من مغربها فذلك قوله":
-"الشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم"..
   واخترع علماء المسلمين المجاز حتى يوائموا بين قول القرآن، وقول التجريبيين..  كما راحوا يوارون أحاديث سجود الشمس، ويخفونها حتى أصبحت لدى الناس نسيا منسيا حتى تلك التى ذكرها البخارى فى صحيحه، ومسلم التى أجمعت الأمة على صحة أحاديثهما، ولا يجب أن يكون سجود الشمس وغيرها من الكائنات كسجود الإنسان الذى يعتبر مخصوصاً له فلما لا يكون سجوداً خاصاً بهم؟!..
   ولأن القمر دائماً تابعاً للشمس، ولا يجوز لها أن تلحق به فعلاً..  فلا يعقل أن تتجه الشمس فى دورانها نحو المجرة، والقمر نحو الأرض، "وكل فى فلك يسبحون" ذكر هذا الجزء مرتان؛ أحدها فى سورة يس، والآخر فى سورة الأنبياء الآية 33، والفلك هو مدار دائرى حول الأرض، وفلكه المغزل بكرة تدور حول قطب ثابت، والسباحة هى الحركة فى سهولة، ويسر دون عائق، وهو نفس ما تقوم به الكائنات فى الماء، وبين الفُلك، والَفَلك تشابه..  فوردت كلمة الفَلك مرتان فى القرآن ذكر فى كلتاهما الليل، والنهار، والشمس، والقمر..  أما الفُلك فقد ذكرت 7 مرات فى القرآن لتتناسب مع "سبعة أبحر" التى وردت بالقرآن وهى بالفعل فى الأرض..
   والفُلك، والفَلك كلاهما لا يسير على الأرض..  بل الأول فى الماء، والثانى فى السماء، وكلاهما يحيط بالأرض، ويتحرك بقدرة الله، والحركة فى الأرض اليابسة سياحة، وفى الماء سباحة، وتسمى أيضاً سباحة فى السماء، وكما أن الماء مستدير حول الأرض فكذلك فلك السماء مستدير حول الأرض، والسباحة هى السير فى سهولة، ويسر، أو العوم..  بينما يحتاج السير إلى أقدام(سياحة)، ولا تحتاج السباحة إلى ذلك..  فكانت حركة الملائكة سباحة:
-"والسابحات سبحاً"..  فالليل، والنهار، والشمس، والقمر يسبحون فى أفلاك حول الأرض..
وبينما يدور القمر فى فلكه، وينزل جميع منازله، ويقطع أبراج السماء الاثنى عشر فى شهر، وتفعل الشمس نفس الأشياء فى سنة لطول مدارها(4 مرات مدار القمر) ألا يفهم من هذا التسابق أن الشمس تدور حول الأرض؟..  مثلها مثل القمر الذى يسلم أهل الفلك بدورانه حول الأرض؛ ويخبرنا القرآن أنهما فى تسابق، ونصحح معلومات أهل الفلك ونقول بأن القمر يدور حول الأرض كل يوم وليس كل شهر، وكذلك تفعل الشمس..   
ومن معلومات أهل الفلك الخاطئة أن القمر تابع للأرض يسير معها ويدور حيثما
دارت، والصحيح أن القمر تابع للشمس، وكلاهما مسخر للأرض:
-"والشمس وضحاها* والقمر اذا تلاها"..  ولم يقل سبحانه أنه يتبع، أو يتلو الأرض، وليس المقصود بالآية الضوء اذ قد نرى القمر بالنهار والشمس ساطعة، وقد تغرب الشمس ولا نرى ضوءاً للقمر.. وهو يدور حول الأرض متتبعاً الشمس لايحيد عنها، ويستمد نوره منها، وهو بدون الشمس لايعتبر قمراً، ولكى يكون قمراً ذا أهلة  فلابد من دورانه حول الأرض متتبعاً الشمس حتى لو سبقها، وقد اقترن ذكر القمر بذكرالشمس 15 مرة فى القرآن، ودائماً مايكون بعد الشمس "الشمس، والقمر"..  ولاتوجد آية واحدة يسبق فيها الشمس، ولا آية واحدة يقترن فيها بالأرض(الأرض، والقمر)..
   والأرض التى خلقها تعالى فى أربعة أيام من أيام الخلق الستة ليست تابعة للشمس التى خلقت فى لمح البصر بكلمة: "كن"..  ولم تشرف كالأرض بالخلق المباشر:
-"وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً"  فصلت 12..   والأرض ليست فرداً من أفراد المجموعة الشمسية، لأنه ليس هناك مجموعة شمسية بل مجموعة سماوية، والشمس فرداً متميزاً بين الكواكب، والنجوم كلها مسخرات بأمر الله، وزينة للسماء..
الظل دليل دوران الشمس:
-"ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً(45) ثم قبضناه الينا قبضا يسيرا(46)"  الفرقان..  يقول الشوكانى فى تفسيره:
-"الظل من وقت الأسحار إلى طلوع الشمس، وهو ظل لا شمس معه، وهو من غيبوبة الشمس إلى طلوعها"..  قال أبو عبيدة :
-"الظل بالغداة، والفئ بالعشى، لأنه يرجع بعد زوال الشمس..  سمى فيئاً لأنه فاء من المشرق إلى جانب المغرب"..  وقال ابن السكيت:
-"الظل مانسخته الشمس، والفئ ما نسخ الشمس، وحقيقة الظل أنه أمر متوسط بين الضوء الخالص(يبهر الحس البصرى، ويؤذى بالتسخين)، والظلمة الخالصة، ولذا وصف الجنة به: "وظل ممدود".. "ولو شاء لجعله ساكناً" مستقراً لا تنسخه الشمس، ولمنعها من الطلوع.. "ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً"..  لأن الظل يتبعها بمعنى أنه يزيد بها، وينقص، ويمتد، ويتقلص، "ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً" الفرقان 46.. أى محوناه عند إيقاع شعاع الشمس موقعه بالتدريج، وقيل المراد أن الظل يبقى فى الأرض من طلوع الفجر إلى شروق الشمس..  فأشرقت على الأرض، والأشياء إلى وقت غروبها، فإذا غربت فليس هناك ظل.. كما ذكر إبن كثير عن ابن عباس ومجاهد:
-"هو مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، "ثم قبضناه إلينا" قال مجاهد : خفياً حتى لا يبقى فى الأرض ظل إلا تحت سقف أو شجرة.. "ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً" أى لولاها وهى تطلع عليه لما عرف"..   فلو كانت الأرض تدور لأوضح تعالى أن الأرض هى الدليل عليه، وأن الشمس فقط علامة، فالظل أمام الشمس، وخلفها متحرك بحركتها، وهى لا تصنعه(فهى تصنع النور والضياء) ولكنها دليل على وجوده، ودليل له تحركه كلما تحركت، كأنها فى وسطه لأنه قبل الشروق أمامها، وبعد الغروب خلفها(تعليق: يتعرض علم الضوء لمنطقة الظل، وشبه الظل الناشئ عن الإظلام التام وشبه التام؛ فمنطقة الظل هى خلف الأرض الواقع عليها الضوء وهى فى الليل، وشبه الظل هى منطقتى طلوع الفجر والمغرب بعد الغروب وتتحرك الشمس بينهما..  ومن هنا جاءت الحكمة فى قوله تعالى: "حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى".. يقصد تعالى هاتان الوقتان المؤقتان اللذان لا يمكثان مدة طويلة، وهما صلاة الفجر، وصلاة المغرب.. وهما المراد بالصلاة الوسطى، وإلا لما حرص تعالى على التنويه عليهما لقصر وقتهما حيث قال القدماء مثلا:ً -"المغرب غريب"..  يعنى لا يمكث كثيراً فى وقته..
اختلاف الليل والنهار:
    الليل، والنهار هما الظلمة، والنور المخلوقان المستقلان اللذان سيبقيان بعد فناء الشمس، والقمر يوم القيامة، واللذان يعمل فيهما الملائكة التى فى السماوات، رغم عدم وجود شمس أو قمر فى السماوات:
-"يسبحون الليل والنهار لا يفترون"..   واللذان يعمل فيهما من فى القبور للأموات..  رغم عدم وجود شمس، أو قمر فى الأرض السفلى:
-"النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"..  (تعليق: لم يتطرق القرآن الكريم كثيراً فى الحديث عن البرزخ وحياة البرزخ كما تحدث بالتفصيل عن طرفى هذه الحياة وهما الدنيا والآخرة حيث أنها حياة وسطية ليس فيها نشاطاً ملحوظاً للإنسان أو عمل ما حيث أن القرآن كتاب عملى، وعلى قدر غموض هذا العلم الانتقالى عبر عنه القرآن أيضاً بنفس الغموض فى النقلات السريعة عند التحدث عنه ولم يجليه إلا السنة وهو ما حدا ببعض المتأسلمين، والمتشككين بعدم الاعتقاد فى عذاب القبر، ووجوده أصلاً)..  واللذان يعمل فيهما النعيم لأهل الجنة رغم عدم وجود شمس، أو قمر..(تعليق:-"لا يرون فيها شمساً ولازمهريرا")..  أو حتى وجود سماوات، أو أرض:
-"لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا"  مريم 62..
   وأخبرنا الله تعالى فى سورة الأنعام:
-"الحمد الله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور"..   بمعنى أنها خلق مستقل، وحدثت التوراة أن الظلمات، والنور خلقاً فى اليوم الأول، بينما الشمس، والقمر خلقاً فى المرحلة الأخيرة من مراحل الخلق، ويقول وهب بن منبه:
-"ان أول الأنعام أول التوراة".. 
   وقد فصل القرآن كيفية خلق الليل، والنهار..  أولاً:
-"أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها* رفع سمكها فسواها* وأغطش ليلها وأخرج ضحاها* والأرض بعد ذلك دحاها"..  والغطش أشد حالات الظلمة، والضحى أشد حالات ضوء النهار، ولم تذكر الآيات شمساً، ولا قمراً، ومن أجل هذا بدأ تعالى يذكر الليل، والنهار فى آية وحيدة فى القرآن هى:
-"وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون"  الأنبياء 33..  وخصهما بالذكر فى كونهما آيتين:
-"وجعلنا الليل والنهار آيتين"  الإسراء 12..   وذكرهما تعالى كآيات باصرات تدل على قدرته: -"ان فى اختلاف الليل والنهار وما خلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون"..
-"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"..
   وقد اجتمعت الآيات الأربع(الليل، والنهار، والشمس، والقمر) فى القرآن فى 9 آيات سبق ذكر الليل، والنهار فى 7 منها:
1-"يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى" فاطر 13..
2-"ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر"  فصلت 37..
3-"وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلم يسبحون"  الأنبياء 33..
4-"يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى" لقمان 29..
5-"وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر"  النحل 12..
6-"يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره"  الأعراف 54..
7-"يكور الليل على النهار ويكور النهار على اليل وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى"  الزمر 5..
   فهاتان آيتان مستقلتان لا يصح أن نقول أن سببها دوران الشمس، أو دوران الأرض بدليل ذكرهما فى الآيات مستقلان عن الشمس، والقمر، والأرض فى الخلق، والتسخير حول الأرض، ولكن جعلت الشمس عليه دليلاً كما ورد فى العهد القديم.. وقد جعلها سبحانه وتعالى بيده يقلبهما كيف يشاء:
-"وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا"  الفرقان 62..
-"ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل"  الحج 61..
-"يقلب الله الليل والنهار" النور 44..
-"والله يقدر الليل والنهار"  المزمل 20..
   وبين تعالى أنهما نعمة من نعمه على العباد:
-"وجعلنا الليل لباساً* وجعلنا النهار معاشاً"  النبأ..
-"ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله"  الروم 23..
-"هو الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا"  يونس 67..
-"فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً"  الأنعام 96..
-"قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون* قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون* ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" القصص..
-"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا"  الإسراء 12..
   فهى ظلمة مجعولة، مصنوعة، وليست فضاء، أو عماء، أو عدما.. ً بل مادة، ووجود كما جعل النهار، النهار مبصرا..
   والتقليب، والتكوير يدل على أن الأرض كرة وليست بيضاوية، ولا كمثرية، ولا يتم هذا الانقلاب فجأة ولكن بالولوج رويداً رويدا..ً   وهناك آية تقول:
-"والليل إذا أسفر*والصبح إذا تنفس"..
-"والليل إذا عسعس*والصبح إذا تنفس"..
   حالات الليل السبع وهى 7 حالات:
1-"والليل إذا يغشى"  الليل 1..
2-"والليل إذا يسر"  الفجر 4..
3-"والليل إذا سجى"  الضحى 2..
4-"والليل إذا عسعس"  التكوير 17..
5-"والليل وماوسق"  الانشقاق 17..
6-"والليل إذ أدبر"  المدثر 33..
7-"والليل إذا يغشاها"  الشمس 4..
   ومحتوى الآيات 3 كلمات لكل، ومحتوى الكلمات من 2-6 هى 12 حرفاً، والأولى 13                                      ، والأخيرة 14، والرقم 12 هى ساعات الليل..  قد تزيد، وتنقص بالقمين 13، 14..  وقد عبرت   الآيات عن أفعال الليل بالأرض، والشمس، والخلائق..
- أما أفعال الليل فى الأرض فهى: (يسر) و (عسعس)..
وفى الشمس) :يغشاها)..
وفى الخلائق: (سجى) و (وسق)..
وفى النهار: (يغشى) و (أدبر)..
(تعليق: والنهار يجلى الشمس أى يظهرها، والليل يسترها كما قال (يغشاها)، والشمس وضحاها أى الفاعلة للضحى، بخلاف الصبح الذى يكون قد (أسفر) قبل طلوع الشمس، وهل اذا غابت الشمس يوماً، ولم تطلع فهل تظلم الدنيا؟!)..
   وتتحدث الآية الثانية:
-"والليل اذا يسر"..   عن سير الليل فى الأرض، وليس دوران الأرض، فهو الذى يتحرك، ويسير على الأرض..(تعليق: فى سائر الأرض بحيث لاتكون كلها ليل، وليست كلها نهار)..
وهناك آية وحيدة تتحدث عن السلخ:
-"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون"  يس 67..  فهو تعالى يسلخ منه النهار كما تسلخ الشاة فيظلم الليل عليهم..
الأرض أكبر من الشمس:
   يدلل بآيات من القرآن أظهرها أن سورة الحج رتب فيها تعالى كل ماقيل فى الآيات ترتيباً زمنياً، أو تنازليا،ً وتصاعديا، أو ترتيباً مكانياً فيقول تعالى:
-"ألم تر أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب"..   فهذا ترتيب تنازلى من الأكبر إلى الأصغر، وتبدو فيه الشمس أصغر من الأرض، فالعقل لايتصور أن المسخر أكبر من المسخر له؛ بمعنى أن الشمس أكبر من الأرض، فلو كانت جذوة من الحرارة، والضياء بالنسبة لجرم صغير هو الأرض لأحرقته، ومما يثبت الترتيب التنازلى لهذه الآية ماذكره تعالى فى آية أخرى:
-"لخلق السموات والأرض أكبرمن خلق الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون"..   فالخلق الكبير هو للسموات، والأرض؛ وهو مابدأت به آية سورة الحج، وخلق الناس هو ماانتهت به، وكذلك الآية المذكورة فى ترتيب الخلق..
معلومات أرضية:
* محيط الأرض 43200 كم،  وليس 40077كم كما يدعون، ولأن الأرض دائرة فهى 360º.. فتكون المسافة بين كل درجتين 120 كم..  اذن: 360  × 120 = 43200 كم..
* قسمت الأرض فرضياً الى خطوط طول، وخطوط عرض؛ فخطوط العرض هى خطوط أفقية متوازية تمثل 180 دائرة يتوسطها خط "الاستواء" ويعطى الرقم "صفر" وتزداد الأرقام شمالا،ً وجنوباً حتى 90 وهما القطبان الشمالى، والجنوبى..
* أعطيت لبعض الدوائر العرضية أسماء مثل مدار "السرطان" شمال خد الاستواء، وآخر جنوبى يسمى مدار "الجدى"..  ويقعا عند 23.5 ْ شمالا،ً وجنوباً، ويقول المؤلف انهما 22.75 ْ شمالاً، وجنوباً..  أما الدائرة القطبية شمالا،ً وجنوباً عند خط عرض 67.25º..
* أما خطوط الطول فهى 360 خطاً بعدد درجات الدائرة، المسافة بين الدرجة الأولى، والأخرى 120 كم، 4 درجات زماناً، بحيث يكون كل 15 خط ساعة كاملة..  وهذا التقسيم قديم، وليس حديثاً، وليس من صنع البشر،  وقد انعقد المؤتمر الجغرافى سنة 1884 بقرية "جرينتش" القريبة من لندن التى اتفق على أن يكون الخط المار بها هو "الصفر" مجاملة لإنجلترا الامبراطورية فى ذلك الوقت، ولكن الحقيقة غير ذلك، وحيث أن خط الصفر هو الذى يمر "بمكة المكرمة" بالحق والانصاف..
الدليل من القرآن والسنة:
-"ولتنذر أم القرى ومن حولها"  الأنعام، والشورى..  فهذا الأمر نزل مرتين فى آيتين، وهى مكة المكرمة الأم..
-"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا"..  والمقصود بهذه الأرض الشام، وما حولها، وهى فى وسط الأرض، ويمر بها نفس الخط الذى يمر بمكة، وكذلك يمر بقبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة..
  وهناك حديث أشكل على العلماء، وهو صحيح متواتر عن النبى صلى الله عليه وسلم:
-"ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فى ثلثا الليل الأخير فيقول هل من داع فأستجيب له، أو مستغفر فأستغفر له حتى يطلع الفجر"..  ومعروف أن الليل ينتقل من مكان إلى آخر..  فهل يكون تعالى دائماً نازلاً من السماء؟!..  ولكن المقصود بالليل هنا هو "ليل مكة" وليس ليل الأرض كلها، وكذلك فى نزول ربنا سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا يباهى بأهل عرفة الملائكة ويقول:
-"انظروا إلى عبادى آتونى شعثاً غبراً" كما ورد عن الرسول الكريم..
الأدلة المادية: 
   تتوسط مكة الأرض شمالاً، وجنوبا،ً وشرقا،ً وغرباً..  بينما تقسم قرية جرينتش الأرض إلى الثلث، والثلثين..  لأنها فى أقصى الشمال، فخط السرطان الذى يتوسط الأرض يمر بمكة والمدينة، أما الخط الطولى الحالى فهو 40 ْ  شرق جرينتش..
مستقر الشمس:
-"والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم"  يس 38..   وقد شرح ابن كثير المكان                    الذى تقع فيه الشمس حتى تسجد، وهو المحيط الهادى فوق خط الإستواء، وفى المكان الذى يقابل    مكة المكرمة، وهو التقاء خط 140 مع خط الإستواء (جنوب شرق جزر هاواى)..
   الشمس ليست كرة؛ ولكنها كقرص الرحى تدور حول الأرض فى مدار دائرى طوله 4320000 كم، قطرها 9000 كم، وقطر الأرض 14000 كم تقريباً، وتبعد عن الشمس  687272.720 كم، تقطع الشمس مدارها فى 24 ساعة؛ بسرعة 180000 كم/س = 3000 كم/ق = 50 كم/ث، وتسجد كل يوم بالتوقف 2.45 ق/يوم، وتدور الشمس فى الفلك الرابع حول الأرض..  بينما يدور القمر فى الفلك الأول، وعطارد فى الفلك الثانى، والزهرة فى الفلك الثالث، ونسبة محيط الأرض إلى مدار الشمس 1 : 100(الأرض 43200 كم، ومدار الشمس 4320000 كم)، ويصل ضوء الشمس إلى الأرض فى لمح البصر وليس فى 8 دقائق.. وتتحرك الشمس بين المدارين(السرطان، والجدى) عند خط طول 22.75 شمالاً وجنوباً، ومجموعهما 45،5..  تطلع الشمس بينهما 182 يوماً ذهاباً،  182 إياباً لتتم سنتها 364 يوماً، تزيد 0.62 يوم مدة السجود طول السنة؛  كل يوم 2.45 ق..  فتكون  364.62 يوماً، وليس سنتها 365.25 يوماً، وحيث أنها تطلع 182 مطلعاً فى نصف السنة بين المدارين (45.5 ْ)..  فهذا يعنى أنها تقطع كل يوم ¼º أى 30 كم..
- قارة أفريقيا: الوحيدة التى تمر عليها المدارات الثلاث..
- قارة أوروبا: الوحيدة التى لا يمر عليها أى مدار..
- قارة آسيا: يمر عليها مداران هما الإستواء والسرطان..
- قارة أمريكا الجنوبية: يمر عليها مداران هما الإستواء والجدى..
- قارة أمريكا الشمالية: يمر عليها مدار السرطان فقط..
- أستراليا: يمر عليها مدار الجدى فقط..
- أنتراكتا(القطبية الجنوبية): لا يمر عليها أى مدار، ولا يصلها شعاع الشمس إلا 6 أشهر فى السنة..
   وبطلوع الشمس بين المدارين تتحد الفصول الأربعة، ويتفاوت طول الليل، والنهار؛ فعندما تطلع على خط الإستواء يكون الخريف، والربيع فى منتصف الأرض، وفوق مدار السرطان يكون الصيف فى النصف الشمالى، والشتاء فى النصف الجنوبى، والعكس عندما تطلع على مدار الجدى.. وتبعاً لذلك ينتصف الليل، والنهار عندما تطلع على خط الإستواء، وعلى مدار السرطان يطول النهار، ويقصر الليل، والعكس على مدار الجدى..
   وعند المستقر الذى تنتهى عندها دورة الشمس اليومية، والتى يتم فيها السجود، والإستئذان، ويكون وقت الظهيرة فى هذا المكان منتصف الليل فى مكة..
   وعندما تدور الشمس حول خط الإستواء تصل أشعتها إلى القطبين، ولكن عندما تتجه نحو مدار السرطان تتقلص أشعتها عن القطب الجنوبى كل يوم 1/4 ْ = 40 كم، وترسل أشعتها إلى مابعد القطب الشمالى بنفس القدر الذى تتقلص فيه أشعتها عن القطب الجنوبى حتى تحتجب عن هذه المنطقة نهائياً يوم 22 يونيه، وتظل كذلك لمدة 6 أشهر تستمر طوال هذه المرة منيرة على الدائرة القطبية الشمالية ليل نهار ولا يرى ضؤها فى القطب الجنوبى أيضاً ليلاً، أو نهاراً.. 
بعد المشرقين5460 كم:        
  يخبرنا تعالى بأن اختلاف الفصول، والليل، والنهار لاختلاف المشارق فى آيات منها:
-"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها"  الأعراف 137..
-"قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون"  الشعراء 38..
-"رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق"  الصافات 5..
-"رب المشرقين ورب المغربين"  الرحمن 17..
-"فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون"  المعارج 40..
-"رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا"  المزمل 9..
-"حتى إذا جاءنا قال ياليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين"  الزخرف 38..
-"فأن الله يأتى بالشمس من المشرق"  البقرة 258..
   وتذكر الآيات(المشرق، والمغرب) ليبين حركة الشمس بالنسبة للأرض وليس العكس كما يقولون بأنها حركة ظاهرية، وأن الأرض هى التى تتحرك، وبمجرد دورانها تظهر الشمس..
   وتذكر الآيات(المشرقين، والمغربين) مشرق، ومغرب الصيف، والشتاء على مدارى السرطان والجدى..  أما(المشارق، والمغارب) فهى مطالع الشمس وعددها 182 مطلعاً فى المشرق، ومثلها فى المغرب؛ وهذه المطالع تطلع فيها الشمس مرتين ذهاباً وإياباً..
ولحساب بعد المشرقين حصرنا الآيات التى وردت فى المشارق، والمغارب ثم جمعناها:
الأعراف : رقم الآية 137                                                              
الصافات : رقم الآية 5
المعارج : رقم الآية 40
                     --------                      
المجموع:           182  ×  عدد أيام الشهر 30 = 5460 كم..
   وكذلك بضرب مسافة الدرجة 120 كم × عدد درجات المدارين 45.5 ْ = 5460 كم..
عرش إبليس:  
   روى أحمد عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"عرش إبليس فى البحر يبعث سراياه فى كل يوم يفتنون الناس، وأعظمهم عنده منزلة فتنة الناس"..
   والبحر عموماً هو الموطن الأصلى للجن..  روى البخارى، ومسلم:
-"الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، أو قال قرن الشمس"..   وذكر الله تعالى الشمس فى سورة خاصة بها، ولم يذكر الأرض كذلك، وهذا لحركة الشمس من دون الأرض، وقد ذكر فى هذه السورة قوم ثمود من دون الأمم لوضوح معجزتهم كالشمس وهى الناقة، وهم الذين شاهدوها بأعينهم كيف خلقها الله من صخور الجبل..
البروج والمنازل:
   ذكرتا فى القرآن، والبروج وحدها ذكرت 4 مرات:
-"والسماء ذات البروج"  البروج 1..
-"ولقد جعلنا فى السماء بروجاً وزيناها للناظرين"  الحجر..
-"أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة"  النساء 78..
-"تبارك الذى جعل فى السماء بروجاً"  الفرقان 61..
   وأصل البروج الحصون، وهى تكون فى أماكن مرتفعة من الأرض، وهى كذلك فى السماء، وهى مكونة من النجوم، وهى محمية براجمات الشهب، وتدور فى السماء، وهى اثنا عشرة برجاً، ويتفقون فى المعنى على أسماء العرب لها، ويبدأون بما ابتدأت به العرب منها وهى: الحمل(الكبش)، الثور، الجوزاء(التوأمان)، السرطان، الأسد، العذراء(السنبلة)، الميزان، العقرب(الصورة)، القوس(الرامى)، الجدى، الدلو، الحوت(السمكة)، وسميت بهذه الأسماء لشبه نجومها بهذه الأسماء التى تخيلها الناس، كما سمى المداران اللذان تدور بينهما الشمس، لأنه يقابل نجم السرطان فى السماء، والجدى كذلك، وإذا كان للأرض دوران فلن يقابل هذين النجمين المدارين المسميين باسمهما، فكونهما ثابتين فهذا دليل على ثبات الأرض..
   وقد قسمت الأبراج إلى منازل(28 منزلاً): النطح، البطين، الثريا، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرف، الجبهة، الزبيرة، الصرفة، العواء، السماك، الغفر، الزبانى، الأكليل، القلب، الشوكة، النعائم، البلدة، سعد الذبائح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الأخبية، الفرع المقدم، الفرع المؤخر، البطين، بمعنى أن لكل برج منزلتان وثلث؛ وهذه الأسماء لنجوم تقابل أجزاء شكل البرج..  فمثلاً الذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبيرة، والصرفة، والعواء، والسماك وهى أعضاء الأشد، والزبانى، والأكليل، والقلب، والشوكة أعضاء للعقرب وهكذا.. والأبراج، والمنازل هى التى تجرى فيها الشمس، والقمر، والكواكب، وتبقى الشمس فى كل برج شهر، وفى كل منزل 13 يوماً..  بينما ينزل القمر كل منها يومياً، وينزل الأبراج شهرياً..
القطب:     
   نقطة لا تتحرك يدور حولها الفلك، وفى القاموس نجم تبنى عليه القبة لا يبغلها الشمس، ولا القمر، ولا غيرهما من الكواكب الدرارى، وللفلك قطبان شمالى، وجنوبى، وهما متقابلان تدور الكواكب بينهما، ويقابل كل قطب منهما القطب الشمالى، والجنوبى، وهما نجمان ثابتان لا يتحركان دليل على ثبات الأرض فكلاهما ثابت، ويقابل قطبين ثابتين..
القمر فى القرآن :     
   ليس فى السماء سوى قمراً واحدا:ً
-"ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا* وجعل القمر فيهن نورا* وجعل الشمس سراجا" نوح..   ويقولون أن للمريخ قمرين، وللمشترى 16 قمراً، ولزحل 23 قمراً؛ حتى عدواً 60 قمراً فى الفضاء، وقد ذكر القمر فى القرآن 28 مرة معظمها آيات مكية، ومن هذا العدد ذكر مرة (أهلة)، والرقم 28 هو عدد منازل القمر..
  اقترن ذكر القمر بالشمس 15 مرة جاء فيها جميعاً تالياً لها(الشمس والقمر) مصداقا لقوله: "والقمر إذا تلاها" الشمس 2..   فليس القمر تابعاً للأرض كما يدعون، ولكنه تابع للشمس كما أخبر خالقه، كما أنه لم يقترن ذكره بالأرض أبداً..  كما يوجد فى القرآن سورة باسمه:
-"هو الذى جعل الشمس ضياء* والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب"  يونس 5..
-"وجعلنا الليل والنهار آيتيت فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا"  الإسراء 12.. 
   يقطع القمر الأبراج فى شهر واحد، ويطلع بين المدارين كما تفعل الشمس غير أنه يذهب من مدار الجدى إلى مدار السرطان فى 14 يوماً ثم يعود إلى مدار الجدى مرة أخرى فى 14 يوماً، وعليه فالقمر يسير مع الشمس فى اتجاه أحد المدرين 14 يوماً، ويخالفها فى اتجاه المدار الآخر فى 14 يوماً أخرى، وهذا يعنى أن الشمس تطلع من مكان فيطلع القمر فى نفس الليلة من مكان آخر مخالف لمكان طلوع الشمس، ويظل هذا الحال الشمس تتجه فى مطالعها يميناً والقمر يتجه فى مطالعه شمالاً..
  وكلما تقدمت الشمس خطوة تقدم القمر 13 خطوة فى عكس اتجاهها، وكيف تختلف المطالع بينها والأرض تدور؟!.. وتتجه الشمس نحو اليمين فى مطلعها ¼ ْ، بينما يتجه القمر نحو الشمال 3.25 ْ..  أما النجوم فإنها تطلع وتغرب فى نفس أماكنها، ولكنها تطلع كل يوم مبكراً 4 دقائق عن اليوم السابق..
   وتأتى سورة الشمس برقم 91 فى المصحف، وهو مقدار سير الشمس بين المدارين ذهاباً وإياباً 22.75 ش + 22.75 ج = 45.5 × 2 = 91، وآيات السورة 15، ومدار الشمس فى السماء حول الأرض 360 ْ وبالقسمة على 15 = 24 وهى عدد ساعات اليوم، أما سورة القمر فترتيبها 54،  والسنة القمرية 54 تماماً فوق 300 لتكون 354 يوماً.. وعلم عدد السنين، والحساب يؤخذ من الشمس، والقمر..   الشمس لمعرفة قدر اليوم، والأسبوع، والقمر لمعرفة الشهر، والسنة..
   والتقويم الشمسى المعمول به حول العالم - حتى الإسلامى- يسمى بالتقويم الميلادى، وهو تعديل للتقويم الرومانى القديم الذى كان سائداً قبل ميلاد المسيح بحوالى 750 سنة، ثم عدل فى عهد يوليوس قيصر عام 46 ق.م. فثبتت مدة العام 365.25 وقسمت 12 شهراً.. خصص للشهر الأول وهو يناير 31 يوماً، والثانى 30 يوماً وتبادلت الأشهر الباقية 31،30 يوماً على التتابع، ولأن هذا النظام يجعل العام 366 يوماً فقد خفض فبراير إلى 29 يوماً تزاد يوماً للسنوات الكبيسة..
   ويشرف البرلمان الرومانى يوليوس قيصر بتغيير الشهر السابع إلى يوليوس(شهر يوليو)، وعندما تسلم أغسطس قيصر مقاليد الحكم سنة 24 ق.م. أرغم البرلمان الرومانى على تسمية أحد الشهور باسمه فتغير اسم الشهر الثامن إلى أغسطس، ولكى يكون الشهران 31 يوماً فقد أخذ يوماً من فبراير وأضيف إلى أغسطس، ونشأ عن ذلك عدم تساوى أرباع العالم فأخذ يوم من سبتمبر وأضيف إلى أكتوبر، ويوم من نوفمبر وأضيف إلى ديسمبر، ورغم كل ذلك فلقد ظل عام القياصرة أطول من اللازم 12.5 دقيقة، وتراكم هذا الخطأ حتى أصبح سنة 1582م عشرة  أيام، فأصدر البابا جريجورى الثالث مرسوماً باقتطاع 10 أيام من التقويم فأصبح اليوم الرابع من أكتوبر 1582 هو 15، ولكى يمنع تكرار هذا الخطأ جعل كل سنة قرنية كبيسة تقبل القسمة على 400، وعليه تمر 4000 سنة لاحداث خطأ قدره يوماً واحداً، ومن هذا التاريخ أطلق على هذا التقويم اسم "التقويم الجريجورى" وارجعت بدايته إلى ميلاد المسيح فأصبح "التقويم الميلادى"..
   وفى الشام يتبعون التقويم السريانى الذى يرجع العمل به لأحد قواد الاسكندر بسوريا بدأ العمل به سنة 312 ق.م. وتنوعت سنواته أيضاً بين الكبيسة، والبسيطة، وشهوره هى:تشرين الأول، تشرين الثانى، كانون الأول، كانون الثانى، شباط، آزار، نيسان، آيار، حزيران، تموز، آب، أيلول..
   واليهود يستخدمون التقويم العبرى الذى تتشابه أسماء شهوره مع التقويم السريانى لأن أصل التقويمين الحضارة الكلدانية، والسنة لديهم شمسية، والشهور قمرية، ولذا تختلف الشهور خلال السنة فهى 12 شهراً للبسيطة، 13 للكبيسة، وكل 19 سنة توجد 7 كبيسة، وأسماء الشهور: تشرى، مرحشواى، كسلو، طبت، شباط، آزار، آزارثان، نيسان، آيار، سيوان، تموز، آب، أيلول..
   وأقباط مصر الأرثوذكس يستخدمون تقويماً به شهر(نسئ) عدد أيامه 6 فقط..
   أما العرب فاعتمد تقويمهم على القمر حيث تراوح الشهر بين 30،29 يوماً تبعاً لظهور القمر، ولم يستقروا على بداية التقويم حيث كانوا ينسبونه لأهم الحوادث لديهم، وأطلقوا على الشهور أسماء متعددة، ولكنها تغيرت إلى الوضع الحالى قبل ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم، وكانوا يعطون لأنفسهم فترة راحة من القتال سموها "الأشهر الحرم" ثلاثة منها متصلة: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم؛  ثم واحد منفصل هو رجب، وقد أقر الأسلام هذه الأشهر الحرم، واقترح عمر بن الخطاب فى خلافته أن تبدأ السنة بالمحرم، وبهجرة النبى صلى الله عليه وسلم فسمى "التقويم الهجرى"..
   ونحن كمسلمين ملزمون بهذا التقويم التى تقوم عليه عبادتين من العبادات الهامة فى الإسلام وهى الصيام، والحج المرتبطين به..  فالقمر فى الليلة الأولى يكون وراء الشمس بمنزلة أى على بعد ساعة زمنية فيغرب بعد غروبها بساعة، وفى الليلة السابعة يكون القمر فى وسط السماء عندما تغرب الشمس،  وهو يغرب فى منتصف الليل، ويطلع فور غروب الشمس ليلة 14 ويظل فى السماء طوال الليل، ويغرب  بعد الفجر، ويطلع القمر من المشرق ليلة 21 بعد منتصف الليل ويغرب وقت الظهيرة، وآخر ليلة يستتر فيها لأنه يكون مواجهاً للشمس بوجهه المنير، وللأرض بوجهه المظلم، فإذا استمر على هذا يومين يكون الشهر 30 يوماً، وبظهور هلاله بعد الغروب.. فهذا إعلان عن بدء الشهر الجديد..
   ولا تتعلق رؤية الهلال بالصوم، والحج فقط..  بل بالأعياد، والزكاة، وكذلك أحكام العدة والإيلاء، والآجال فى الديون، والمعاملات، وحتى حيض المرأة مرتبط بالهلال 28 يوماً، وكذلك النذر، والصلح، والعقود:
-"يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج" البقرة 189..   والقول بخلاف التقويم القمرى، أو الحساب الفلكى مخالف لأمر الله..  إذ التقويم القمرى يبدأ شهوره بالرؤيا، وليس بالحساب، وهو ابتداع يخالف الكتاب، والسنة:
-"جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب"  يونس 5..  لأنه:
-"ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ"  النمل 89..
-"واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين"  يونس 19..
    ولما كان العرب فى جاهليتهم قد غيرت ملة إبراهيم فزادت فى السنة فجعلتها كبيسة لأغراضهم فغيروا بذلك مواقيت الحج، والأشهر الحرم..  فحجوا تارة فى المحرم، وتارة فى صفر وهكذا حتى يعودوا إلى ذى الحجة، ولذا بدأ صلى الله عليه وسلم حجته المشهورة بحجة الوداع بهذه الكلمات التى أقر بها التقويم الربانى فجاء فى الصحيحين:
-"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض. السنة اثنى عشر شهراً فيها أربع حرم ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم،  ورجب مضر الذى بين جمادى، وشعبان"..   وهذا تصديقاً لقوله تعالى:
-"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً فى كتاب الله يوم خلق الله السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم"..
   والسنة القمرية 354 تامة بلا زيادة، أو نقصان، وأشهر السنة نصفها 29، والنصف الآخر 30، وليست على التناوب ولكن بحسب مشيئة الله.. (تغليق: جعله الله دليلاً للعبادة وعلينا الارتباط به كما تربطنا العبادة بالله:-"وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون"..  فعليه لا يفهم من الآية أن العبادة عملاً نعمله وإلا لكنا ملائكة، ولا داعى لخلق الأرض وخلقنا فيها؛ لكن العبادة هى منهج الحياة لتصير الأمور فى مجراها الطبيعى التى حددها الله ولتكون العلاقات على أساس "لتعارفوا"، وليس "لتنافسوا"، أو "لتعاركوا"، أو "يغتصب بعضكم أملاك بعض".. إلخ.. فالضابط لهذا هو العبادة التى خصص تعالى لها وقتاً وليست كل الأوقات كالملائكة؛  فجعل الصلاة بمواقيت على كامل النهار، وطرفى الليل، والصوم شهراً محدداً وليس كل العام،  وكذلك الحج حتى أنه جعله مرة واحدة  فى العمر، وليس مطالباً بأكثر من ذلك)..
مقدار السنين فى القرآن
  ورد لفظ اليوم فى القرآن معرفاً 348 مرة وهى عدد أيام الشهور القمرية المفترض أنها 29، والأيام الستة الباقية غير معروفة، وكذلك ورد لفظ يوماً 16 مرة، يعنى 348 + 16 = 364 يوم، وورد لفظ الليل 74 مرة، وليلاً 5 مرات، 3 ليال، 7 ليال، 10 ليال، وأربعين ليلة، وثلاثين ليلة، وليال عشر كما وردت كلمة ليلة 3 مرات..
وعليه : الليل        74
          ليلاً           5
          ليلة           3   "ليلة القدر"- "ليلة الصيام"- "ليلة مباركة"..
          ليال        20   "ثلاث ليال"- "سبع ليال"- "ليال عشر"..
     ليلة بالجمع    80   "أربعين ليلة"- "ثلاثين ليلة"- "أتممناها بعشر"..
                    --------
                       182
ملحوظة:   وردت "ليلة القدر" 3 مرات، و"أربعين ليلة" مرتان، ولم نحسب التكرار..
   وبإحصاء مطالع الشمس نجد أنها وردت فى الأعراف الآية 137، والصافات الآية 5، والمعارج الآية 40، وبالجمع : 137 + 5 + 40 = 182 مشرقا،ً ومغربا..ً
   وفى آية واحدة يعلمنا الله تعالى عدد السنين، والحساب، والفرق بين السنة الشمسية، والقمرية بقول قاطع:
-"ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً"  الكهف 25..   حيث لا انضباط فى السنة الشمسية إلا بمقابلتها بالسنة القمرية:
عدد أيام لبثهم بالتقويم الشمسى = 300 × 364.62 = 109386 يوما..ً
   "     "   "      "   القمرى    = 309 × 354      = 109386 يوماً..
   أما لو كان الحساب على 365.25 يوماً كما يدعون فستكون:
300 × 365.25 = 109575 يوماً بزيادة قدرها 189 يوماً..
   يقولون عن القمر انه يدور حول الأرض مرة كل شهر فى 29 يوماً، 13 ساعة ويبعد عن الأرض 384000 كم، وجاذبيته 1/6 من جاذبية الأرض، ولكن :
- القمر يدور حول الأرض كل يوم مرة كل 24 ساعة، 6/7 من الساعة..
- يبعد القمر عن الأرض 171818.180 كم..
- قطر القمر 3000 كم، وقطر الشمس 9000 كم..
- مدار القمر(فلك القمر) 1080000 كم..
- القمر وحدة قياس الزمن يشغل 360 قرصاً من أقراص القمر المدار أى:
                    360 × 3000 كم = 1080000 كم
- يستغرق ظهور، أو اختفاء قرص القمر من الأفق 4 دقائق، أى عندما يكون فى الأفق يشغل درجة محيط الأرض..
- يدور القمر فى الفلك بسرعة 45000 كم/س، 750 كم/ق، 12.5 كم/ث..
- نسبة محيط الأرض إلى مدار القمر إلى مدار الشمس:                                                                    
            43200    :   1080000   :  4320000
                 1     :        25       :    100
- ليس للقمر مستقر، وإنما منازل فهو يسجد فى منازله لمدة يعلمها الله..
- يحدث الكسوف للشمس عندما يكون القمر بينها، وبين الأرض على خط واحد بمساحة تبلغ على الأرض 120 كم(المساحة التى يشغلها قرص القمر)، ويحدث فى باقى الأماكن كسوفاً جزئياً، ويحث الكسوف أيضاً عند المستقر فى المحيط الهادى، ويحث الكسوف قبل أن يكون القمر هلالاً..
- تبعد الشمس عن الأرض 687272.72 كم.. 
- ويبعد القمر عن الأرض 171818.18 كم،  ومحيطها 43200 كم..
- لا يحدث خسوف القمر إلا وهو بدراً عندما يكون القمر خلف الأرض بحيث يحجب عنه ضوء الشمس..
- يوم القيامة ينقلب حال المخلوقات، أو يتحول النظام إلى الضد، وقد سمى "يوم التلاق" لتقابل الخلق.. الجن بالأنس، والإنسان بالحيوان، وأهل السماء بأهل الأرض وهكذا يوم القيامة:
-"إذا الشمس كورت"  التكوير..
-"وجمع الشمس والقمر"  القيامة..
- ومثلما سيجتمع الشمس، و القمر يوم القيامة، وسكونهما بعد الحركة فى أول الآيات تجمع الآيات فى سورة القيامة ساقى الإنسان عند قيامته(موته) ليسكن عن الحركة فى آخر الآيات..
زينة السماء:
   روى مسلم، وأبو داود، والنسائى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال..  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-"أتدرون ما الكوثر؟..  قلنا الله ورسوله أعلم قال: إنه نهر فى الجنة وعدنيه ربى عز وجل عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتى يوم القيامة آنيته عدد النجوم فى السماء"..
-"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين"  الملك 5..
-"وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البروالبحر"  الأنعام 97..
   وقال البخارى فى كتاب بدء الخلق: وقال قتادة:
-"خلقت النجوم لثلاث:1- جعلها زينة للسماء، 2- ورجوماً للشياطين، 3- وعلامات يهتدى بها، فمن تأول غير ذلك فقد أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف بما لا علم به"..   وقال ابن تيمية: "الشياطين ترجم بالنجوم وإن كانت من نوع آخر غير النجوم الثابتة فى السماء"..
  ولم يخبرنا التجريبين شيئاً عن خلق النجوم التى تقترب فى أعدادها من رمال الشواطئ كما يدعون، ولكن الله تعالى أخبر عنها فقال:
-"فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم"  فصلت 12..
-"والنجوم مسخرات بأمره"  النحل 12..
-"ألم ترى أن الله يسجد له من فى السموات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم"..
   وفى الحديث الذى رواه البخارى عن عائشة قال:
-"ان الملائكة تتحدث فى العنان بالأمر يكون فى الأرض، تتسمع الشياطين الكلمة فتقرها فى أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون مائة كذبة"..   فكانت الشياطين تصعد فى السماء بما لديها من قدرات فتسترق السمع..
   لم ينسب القرآن جرياً للنجوم، أو سباحة فى الأفلاك فسماها السلف "النجوم الثوابت"..  فكلها مثبتة فى القبة السماوية تدور بهم جميعاً من الشرق إلى الغرب حول الأرض مرة كل 23 ساعة، 56 دقيقة، ولاأن القمر هو المقياس فقرصه يشغل درجة واحدة مدتها 4 دقائق يعنى يستغرق ظهور قرص القمر، أو غيابه من الأفق 4 دقائق..  وذلك لتكتمل الدورة بدورة النجوم 23.56 + 4 دقائق = 24 ساعة..
  وعليه فان النجوم تبكر كل يوم 4 دقائق فى دورانها فتبلغ فى الشهر 120 دقيقة، وبذلك يسقط برج فى القبة السماوية، ويظهر غيره لأن البرج يستغرق 120 دقيقة، ولا تخل القبة السماوية من 6 أبراج يسقط برج كل شهر، ويظل آخر مقابل له فى الشروق..
   روى ابن عباس عن رسول الله صلى الاه عليه وسلم أنه ليلة عرج به إلى السماء رأى النجوم كأنها قناديل معلقة، أصغرها أكبر من الجبل العظيم، وهو نفس ترتيب آية السجود فى سورة الحج 18..
غزو الفضاء:
-"فمن يرد أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يشرح صدره ضيقاً حرجاً كأنما بصعد فى السماء"  الأنعام 125..  ويقول عن الكافرين:
-"ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم"  التوبة 118..
-"وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السمموات الأرض وليكون من الموقنين"  الأنعام 75..
-"كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران"  الأنعام 71..
-"ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون"  البقرة 17..
   لقد وصلوا إلى القمر سنة 1969 بعد جهد جهيد(إذا كان هذا الأمر قد تم فعلاً)،  وتنافست وكالتى(ناسا) الأمريكية، و(ميرا) الروسية، وانفقوا المليارات دون تحصيل شئ يذكر لعصر الفضاء، وبعد هذا كانت المعلومات: المريخ كوكب أحمر ولا توجد حياة على المريخ، ولا أثر لكائنات حية، وقد كان البدو الأعراب فى الجزيرة العربية يطلقون على المريخ الكوكب الأحمر..
   وهناك كتاب الأنواء لابن قتيبة المتوفى سنة 276ﻫ، وكتاب الأنواء لأبى حنيفة الدينورى المتوفى سنة 282 ﻫ، وغيرها من كتب المسلمين تتحدث عن النجوم والشمس والقمر بما لم يبلغه الفضائيون..
   من كتاب "أسرار الفضاء"، و"الطريق إلى الكواكب" لسعد شعبان:
-"فى آخر يونيو عام 1971 لقى الرواد الثلاثة حتفهم عندما أصاب الخلل أجهزة الضغط أثناء رحلة العودة بعد أن انفصلت عن المحطة المدارية، وعادت "ساليوت 1" إلى الأرض فاحترقت عند دخولها الغلاف الجوى..
   فشل القمر الصناعى "كوزموس 557" الذى أرسلته روسيا فى مهمة فضائية فى 15 أكتوبر 1971 بعد عشرة أيام من انطلاقه وتم تفجيره بتحكم من الأرض..
   تكلف انشاء سكاى لاب(معمل الفضاء) 6.2 مليون دولار..
   سنة 1982 انفجرت سفينة الفضاء "تشالنجر" أمام ملايين المشاهدين عبر شاشات التليفزيون وعلى متنها 7 من رواد الفضاء منهم سيدتان، وقد تكلف هذا المكوك 1200 مليون دولار بالإضافة إلى 110 مليون أجهزة علمية كان  يحملها تحول إلى كرة من اللهب عندما بلغت سرعته 28 ألف كم/ساعة على ارتفاع 16.7 كم،  وكان ضمن مهامه دراسة ممارسة الجنس فى الفضاء..
-"ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون"  الأنفال 36..
   ثم هناك الأصوات الواردة من السماء والتى تتضارب الأقوال فى تعليل سببها؛ وهى أصوات مبهمة تأتيهم من أعماق الفضاء منها أنها تصدر من البقع الداكنة التى تظهر فوق قرص الشمس، ومنها أن غاز الهيدروجين فى الفضاء يصدر عن إشعاعات كهرومغناطيسية، وقد حاولوا استخدام العقول الإلكترونية فى تفسير أصوات النجوم، وحدث تخبط فلم تستطع إعطاء إجابة شافية عن شفرة هذه الإذاعات الكونية، وليست هذه الأصوات لكائنات تسكن كواكب أخرى بل قد تكون اما تسبيح النجوم، أو أحاديث الملائكة التى كانت الشياطين ولا زالت تحاول التصنت عليها، وان كان التسبيح هو الأرجح:
-"وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"  الإسراء 44..   
   والمجرة عبارة عن شريط نجومى غير متساو العرض يسير بصورة غير مستقيمة، ولا مستوية فى السماء، ويدور مع السماء حول الأرض، وهى متصلة الدائرة حيث نرى فى نصف القبة الشمالى وفى نصفها الجنوبى..
-"إذ قال يوسف ياأبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين"..   روى ابن عباس:
-"جاء بستانى اليهودى إلى النبى فقال: يا محمد أخبرنى عن الكواكب التى رآها يوسف ساجدة له ما أسماؤها؟.. فسكت النبى ولم يجبه بشئ؛ فنزل عليه جبريل فأخبره بأسمائها فبعث الرسول إليه فقال: هل أنت مؤمن ان أخبرتك بأسمائها، قال نعم، قال:
- خرثان، والطارق، والذيال، وذو الكتفان، وقابس، ووثاب، وعمودان، والفيلق، ومصبح، والضروح، وذو الفرع، والضياء، والنور رآها فى أفق السماء ساجدة له، فلما قص يوسف على يعقوب قال:-"هذا أمر مشتت يجمعه الله من بعد"، فقال اليهودى:أى والله إنها لأسمائها"..
   والكواكب متحركة، والنجوم ثابتة..  والكواكب تعكس ضوء الشمس كالقمر، والنجوم مضيئة بذاتها، ولأن هذه كتلك فقد أطلق العرب على النجوم كواكب وكذلك القرآن.. وفى الآية جاءت حكاية وصف الرؤيا لأبيه فى 11 كلمة من أول:
-"يا أبت"..
-"رأى كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الأفلين" 11 كلمة:
-"وإذا الكواكب" 11 حرفاً، ثم انتثرت..
-"أحد عشر كوكبا" 11 حرفاً..   وكما ذكر تعالى أشهر النجوم "الشعرى" فى سورة النجم.. فقد ذكر أشهر الكواكب:
-"والسماء والطارق"..  والطارق بمعنى الثاقب المتوهج المضئ، قال على بن أبى طالب: الطارق هو زحل..
   كما تسمى العرب الكواكب السيارة بالخنس:
-"فلا أقسم بالخنس* الجوار الكنس"  التكوير..  هى الكواكب "الجوار الكنس" 11 حرفا.. وسميت كذلك لأنها تسير فى الفلك، وتخنس أى ترجع فيرى أحدها فى آخر البرج إذا  كر راجعا نحو أوله، والمعروف من الكواكب تاريخيا فى كل الأمم عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشترى، وزحل، واكتشف أورانوس سنة 1786، ونبتون سنة 1846، وبلوتو عام 1930، وكلها قبل غزو الفضاء الذى لم يكتشف شيئاً يذكر، والأرض ليست كوكب من الكواكب التى خلقت فى اليوم السادس، بل خلقت وحدها فى يومين بعد الفتق..
   لا يستطيع جهازاً من الأجهزة أن يكشف أكثر من 7.5 كم فى عمق الأرض الذى يبلغ 7000 كم تقريباً إلى المركز..
   ينعدم الوزن تماماً على ارتفاع 2370 كم ولا يوجد للأشياء وزن بعد هذا الإرتفاع..    
   يقولون ن الأجسام بما فيها الكواكب، والنجوم تدور تحت تأثير قوتان الطرد المركزى، والجاذبية..  ولكن لا تدور الكواكب بسرعات متناسبة بحيث تقطع كلها دورة واحدة فى وقت واحد فكل كوكب له سرعة مغايرة، وغير متناسبة مع الكواكب الأخرى مع اختلاف كل كوكب عن الآخر فى الحجم، والكتلة، وكيف يتم الجذب، والطرد بهذه الدقة والمدار ليس دائرياً، وإنما إهليليجيا كما يقولون..
   ثم كيف تجذب الشمس الكواكب البعيدة عنها بنفس قوة تلك القر يبة منها على بعد المسافة فإذا كانت تجذب بلوتو البعيد عنها 3660 مليون ميل فكيف حال المسكين عطارد الذى يبعد عنها فقط 36 مليون ميل(وهى مسافاتهم المهولة ولا نعترف بها) فمصيره الشفط..
- كيف تدور توابع المشترى عكس دوران الشمس؟!..
- كيف تدور جميع الكواكب فى اتجاه..  بينما أورانوس فى إتجاه مخالف؟!..
- وكيف يوازن القمر بين جاذبية الأرض، وجاذبية الشمس..  وجاذبية الأرض تتلاشى على بعد 3000 كم على أقصى حد كما يقولون؟!..
-وكيف يتحكم القمر فى نفسه وليس له جاذبية تذكر؟!..
- ولما أدركوا أن مجموع كتل الأجرام التى نراها لا يزيد عن 50 % فى المقدار المطلوب لإنتاج الجاذبية قالوا ان هناك المادة المظلمة التى لا يستطيعون رؤيتها ولكنهم يدركون وجودها من تأثير شدها الجذبى، وسميت كذلك لأنها لا تبعث ضوءا كما تبعث النجوم، والمجرات..
- يقولون ان الضوء ينتقل عبر وسيط سموه "الأثير"..  ولكنهم لم يتوصلوا بعد إلى كنهه، وخواصه، وقاسوا سرعة الضوء بجهاز أخترعوه فتوصلوا أن سرعته 300000 كم/ث..  أى أن شعاع الضوء يدور حول الأرض 7 مرات فى ثانية واحدة، وأعلن اينشتين أن سرعة الضوء فى الفراغ هو المطلق الوحيد فى الكون، وما عداه نسبى وهو يمثل الحد الأقصى للسرعة الكونية..
- كيف تستسيغ عقولنا أن قرص الشمس الموجود أمام أعيننا فى الأفق الغربى ليس هو الشمس وإنما خيالها وأن قرص الشمس يطلع من المشرق ويبقى فى الأفق دون أن نراه إلا بعد 8 دقائق وكيف نفطر فى رمضان؟!..  على غياب قرص الشمس أم غياب ضوئها الذى سيختفى بعدها بثمانى دقائق..
- عندما قام نيكلسون بقياس سرعة الضوء توقع تأثير سرعة دوران الأرض على هذه السرعة، وحسبوا الزيادة فى السرعة بمقدار 1.01 %، وكانت المفاجأة رغم إعادة التجربة أن رياح الأثير لم تؤثر فى سرعة الضوء لا بالزيادة، ولا بالنقصان عندما جربوا الجهاز فى اتجاه دوران الأرض، وعكسه..  ولم يكن هناك تفسير سوى أن جهاز قياس السرعة قد انكمش بقدر ضئيل نتيجة حركة الأرض فى الفضاء، وصدر على هذا الأساس قانوا "انكماش فيتزجيرالد"، وتبعه آينشتين سنة 1904 حيث قال بانكماش جميع الأجسام المتحركة فى الفضاء بنفس السرعة فى الفضاء المنكمش..  ولكن من نصدق الفضاء المنكمش، أم الكون المتمدد، ثم صار الرجل فى طريق الدروشة ما دام لا أحد يفهم شيئاً..  فأخرج لهم نظرية الفضاء المنحنى وهو أن الفضاء ينحنى كلما أقترب من الكتل الكبيرة، واستطاع إقناع البشر بعكس نظرية الخط المستقيم أقصر الطرق بين نقطتين بأنه الخط المنحنى، وليس المستقيم..
   ان جميع الخلائق فى الأماكن الثلاث: 1- السموات..  2- الأرض..  3 – مابينهم  مفتقرون جميعا لتدبير أمورهم من الله تعالى..  لذا يأتى لفظ الأمر فى القرآن 72 مرة،  أى 24(ساعة) × 3(الأماكن الثلاثة) = 72..
الضغط الجوى:  
-"يدبر الأمر من السماء"  السجدة 5..
-"ثم استوى على العرش يدبر الأمر"  يونس 3..
-"ولقد مكناكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ماتشكرون"  الأعراف 10..
   ينفرد القرآن بالحديث عن الأرض بالحرف "فى"، وليس "على"، وقد ذكرت الأرض 460 مرة ذكرت "فى الأرض" 220 مرة وذلك اذا كان الحديث عن الحركة، أو السير:
-"قل سيروا فى الأرض"  النمل 69..
-"ولا تمش فى الأرض مرحا"  لقمان 18..
-"فمن يملك من الله شيئاً إن اراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا"  المائدة 97..
-"ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين"  البقرة 36..
-"سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون فى الأرض بغير الحق"  الأعراف 146..
-"هو الذى يسيركم فى البر والبحر"  يونس 22..
   و"فى الأرض"..  يدل على أننا بالفعل داخل الأرض، وليس فوقها..  فقوله تعالى:
-"هو الذى يسيركم فى البر والبحر"..  فان كان بسير فى البر فنحن بين اليابس، و الهواء، وان كنا نسير فى البحر فنحن بين الماء، والهواء،  وفى كليهما نحن فى الأرض..  فالعامل المشترك هو الهواء..  فالهواء هو الذى يمكننا فى الأرض بضغطه اللطيف الرقيق فى السكون، والحركة.. أى هو أسلوب الله فى التمكين - ان جاز التعبير - ولو كان الأمر جذبا من أسفل لوجدنا صعوبة ومشقة ولكانت الحركة على الأرض كفاحاً..
   والقرآن يعتبر الغطاء الجوى مرة من الأرض، ومرة من السماء:
-"أولم يروا الى الطير مسخرات فى جو السماء مايمسكهن إلا الله"  النحل 79..   فكلمة "الجو" هذه والتى لم تأت فى القرآن إلا مرة واحدة،  وهى تعنى أن الغلاف الهوائى، أو الغلاف الجوى هو جزء تابع للسماء لأن الطير يطير فى الهواء.
-"أنزل من السماء ماء"  الرعد 107..   والماء ينزل من منطقة الغلاف الجوى..  بل من أدناها من الأرض، فهذا يعنى أيضاً أنها تابعة للسماء لأن السماء هى محدودة الفتق من سطح الأرض (البر، أو البحر) حتى السماء الدنيا، ويقولون:-"كل ما علاك فهو سماك"..
   ولا يعنى هذا إلا أن الغلاف الجوى جزء مشترك بين السماء، والأرض؛  فيقول القرآن:
-"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار.. إلى قوله تعالى: وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون" البقرة 164..   فالرياح، والسحاب مسخران فى الغلاف الجوى بين السماء، والأرض، فالغلاف الجوى منطقة مشتركة..  وهو يتكون من عنصرين هامين هما: الريح، والشمس، وعمل الرياح توزيع حرارة الشمس على بقاع الأرض المختلفة..
- إذا كانت الشمس على خط الاستواء ظهراً يوم 21 مارس فيصل ضوؤها إلى نقطتى القطبين الشمالى والجنوبى بالتساوى..
- وإذا كانت على مدار السرطان ظهراً يوم 22 يونيه فتضئ الدائرة القطبية الشمالية، وتظلم الجنوبية..
- أما إذا تعامدت على مدار الجدى ظهر 22 ديسمبر فتضئ الدائرة القطبية الجنوبية، وتظلم الشمالية..
-"والسماء ذات الرجع* والأرض ذات الصدع"  الطارق..   فالسماء تعيد إلينا الماء الصاعد، والأشعة، والصوت تبعاً لقانون الحفظ الإلهى لها، والأرض تصدع لفأس مزارع، أو زهرة تخرج منها، أو ماء، أو بترول، أو براكين، وزلازل..
   ومن أخطر ما يواجه المسافر فى الفضاء، ويحير الفلكيون الأشعة الكونية مختلفة الأشكال، والأحجام تبدأ من جسيمات ذرية معظمها من البروتونات الطليقة، وتأتى من بعيد جدا، ولا يعلم أحد مصدرها، ولا كيف تتكون، وهى تنطلق بسرعة كبيرة جدا، وهناك أيضاُ الحجارة التى تتفاوت فى أحجامها، وتقذف من السماء من مكان غير معلوم نحو الأرض..
   كما يخبر القرآن عن أشياء أخرى تبدأ بالفيروسات، وتنتهى بالشهب يسميها القرآن الرجز، والكسف، والحسبان، والحجارة، والحاصب، والشهب جعلها الله تدور حول الأرض يصيب بها من يشاء، ويصرفها عمن يشاء:
-"فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء" البقرة 59..  يقول النبى الكريم فيما رواه مسلم عن حديث أسامة بن زيد، وسعد بن مالك، وخزيمة بن ثابت:
-"إن هذا الطاعون رجز"..
-"وإن يروا كسفاً من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم"  الطور 44..
-"وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"  الحجر 74..
-"أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصباً"  الملك؛  وهى حجارة كالحصى..
-"أو يرسل عليهم حسباناً من السماء فتصبح صعيداُ زلقا"  الكهف 40؛  والحسبان فى لغة العرب الرحى، والحساب وكل هذا لسكان الأرض..  أما الشهب فقد أعدت للجن:
-"ولقد جعلنا فى السماء بروجاً وزيناها للناظرين* وحفظناها من كل شيطان رجيم* إلا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين"  الحجر..
-"انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب* وحفظاً من كل شيطان مارد* لايسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب* دحوراً ولهم عذاب واصب* إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب"  الصافات..
-"وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهبا* وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصدا"  الجن..
   وللريح سبع سرعات فى القرآن: ريح طيبة، رخاء، جارية، عاتية، صرصر، قاصفة، عاصفة..   يقول تعالى:
-"والبحر المسجور"  الطور 6؛  والمسجور:المحبوس، والمكفوف، ومن ذا الذى يقدر على حبس البحر بجبروته، وعظمته، وقوته، وفى نفس الوقت لا نراه غير الهواء(الغلاف الجوى).. كما ورد إلينا حديث الرسول الكريم الذى رواه عمر بن الخطاب، وذكره الامام أحمد فى مسنده: "ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله أن ينفضح عليهم فيكفه الله عز وجل"..
   وفى آخر سورة فاطر:
-"ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة"..   فلو أزيل الغلاف الجوى فلن يبقى على ظهرها دابة..  ستتبدد كلها فى الفضاء، وسيتبدد الماء الذى يحبسه الغلاف الجوى وسيأخذ معه دواب البحر من أسماك، وغيرها..  وهذه هى الآية الوحيدة التى تذكر الأرض بلفظ "الظهر"، ومعها "على)"،  وكذلك الآية 33 من سورة الشورى التى ذكرت البحر بلفظ "على": -"فيظللن رواكد على ظهره"..
    وقد إجتمع ذكر البر، والبحر فى 7 آيات، وقد علمنا بأن البر 7  قارات، والبحر 7  أبحر غير البحر العظيم، وهو المحيط الهادى..
   غير أن القرآن ورد فيه "على الأرض" 3 مرات فقط:
1-"وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا"  نوح؛ عن أسوأ خلق الله..
2-"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض مرحا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما"  الفرقان 63؛ عن أفضل خلق الله..
3-"إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا"  الكهف 7؛ عن أجمل خلق الله.. فهل يعنى هذا أن الغلاف الجوى أزيل فى هذه المرات الثلاث؟!..
   ففى الآية الأولى كانت المياه فوق الكفار والتى كست كل اليابسة، وهى المرة الأولى، والأخيرة فى حياة الكون الذى ينزل فيه الماء من السماء مباشرة، وليس من السحاب، والآية الثانية جعلت الغلاف الجوى منطوياً تحت أقدامهم وهم متصلون بالله فوقهم، والزينة فى الآية الثالثة الكواكب..
-"ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون* لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون" الحجر..  فهذه الآية تصف رد الفعل الإنسانى أمام المشهد غير المنتظر الذى سيوهب لمسافرى الفضاء؛ نظرات مضطربة، وشعور بالانسحار، ويرى الشمس، والنجوم، والكواكب، والقمر فى وقت واحد، وجميعهم على شدة إضاءتهم على خلفية سوداء تماماً..
سرعة الضوء:
-"قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك" النمل 39..  فبعد العرش عن ملك سليمان 2400 كم، أى ضعف المسافة بين مكة، والقدس، أو بين المسجد الخرام، والمسجد الأقصى، وسيقطعها العفريت ذهاباً، وإياباً فى نصف يوم- مدة مقام سليمان فى تدبير شئون المملكة كما قال علماء التفسير- أى سيقطع 4800 كم فى 4 ساعات..
   فتكون سرعة العفريت = 4800 ÷ 4 = 1200 كم/س(أى مانقطعه نحن فى شهر يقطعه العفريت فى ساعة)..
   سرعة الريح ليست هى سرعة الضوء، فسرعة الريح القصوى 300 كم/س؛ أما الضوء فكلمح البصر، وعلى هذا فالريح هنا ليس ناقلاً للضوء بل حاملاً له فقط، أى مجرد وسيط، وسرعة الريح تبدأ من صفر إلى 300 كم/س وهى الريح العاصفة، وإذا زادت سرعتها عن 60 كم / س أضرت بالأغصان فكسرتها، وإذا زادت عن 70 كم/س أضرت بالسفن فأغرقتها، وإذا زادت عن 80 كم/س أضرت بالأشجار فقلعتها، وإذا زادت عن 100 كم/س أضرت بالمنشآت فهدمتها، وعليه فسرعته كناقل 300 كم، أما سرعته كوسيط كلمح البصر..
سرعة الصوت:
   يحسبونها 340 م/ث، أى 1224 كم/س، ولكنها مثل سرعة الضوء لأنه يسير بسرعة الفضاء
"كلمح البصر"، أما السرعة التى ذكروها فهى سرعة انتقال الصوت، أى سرعة الريح الناقل 300 كم/س فما تبثه أجهزة الإذاعة، والتليفزيون من أصوات، وصور من أى مكان، فإنه يصل إلينا فى التو، واللحظة بسرعة"كلمح البصر"، ولا يتأخر الصوت عن الصورة ثانية واحدة، فالهواء فى كل ذرة منه فيه أصوات لا تعد، وصور لا تحصى موجود كل ذلك أمام أعيننا ولكنا لا نراه، ولا نسمعه، ولكن بمجرد تشغيل التليفزيون نسمع، ونرى فى ذات اللحظة..
  اذن فسرعة الصوت = سرعة الضوء = سرعة انتقال الروائح، وأنها "كلمح البصر"..
-"ولما فصلت العير قال أبوهم إنى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون" يوسف؛ فالمسافة بين المدن المصرية، ومدن الشام 400 كم..
تصريف الرياح:
  تتعلق آيات الرياح فى القرآن بالمطر، والماء، والسحاب، والرعد، والبرق، والثلج، والبرد، فهى إذن مسئولة عن مناخ الأرض، وهى متعلقة بالأرض ذاتها، ومتصرفة فى الغلاف الجوى، ولكن لا علاقة لها مباشرة بالإنسان، وقد ورد ذكرها بالقرآن 10 مرات بالإسم، مرات أخرى بعملها، وصفتها..
الماء والحياة:
   الماء أصل الخلق جميعاً كما أخبر القرآن، ولا يستغنى عنه كائن، ولا ينزل مصادفة، أو بفعل شحنات كهربية، ولكنه بأمر الله تعالى من السماء لسقيا الإنسان، والحيوان، والنبات، جزء منه يسكن الأرض، وآخر يسلك ينابيع، وثالث يساق أنهاراً:
-"وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض"  المؤمنون 18..
-"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض"  الزمر 21..
-"أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها"  الرعد 17..
  سكن – سلك – سال ألفاظ تعقب الفاء: فأسكناه- فسلكه- فسالت، وفى ثلاث آيات يتحدث عن سقياه للناس، والأنعام، والنبات، فيقول تعالى:
-"فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه"  الحجر 22..
-"ونسقيه مما خلقنا أنعاماً وأناسى كثيراً"  الفرقان 49..
-"وزرع ونخيل صنوان وغيرصنوان يسقى بماء واحد"  الرعد 4..
     كما يعلمنا القرآن أن الله يحى الأرض بعد موتها بالماء فى سبع آيات :
1-"والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها"  النحل 65..
2-"وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها"  البقرة 164..
3-"سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات"  الأعراف 57..
4-"وأنزلنا من السماء ماء طهورا* لنحى به بلدة ميتا"  الفرقان..
5-"ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله"  العنكبوت 62..
6-"وينزل من السماء ماء فيحى به الأرض بعد موتها"  الروم 34..
7-"ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد* والنخل باسقات لها طلع نضيد* رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج"  ق..
   ثم يفصل القرآن كيف يحى الله الأرض بعد موتها، وهو الذى يخرج الزرع بهذا الماء فى 7 آيات:
1-"وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم"  البقرة 22..
2-"وهو الذى من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن فى ذلكم لآيات لقوم يؤمنون"  الأنعام 99..
3-"فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات"  الأعراف 57..
4-"وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم"  إبراهيم 32..
5-"وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى"  طه 53..
6-"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها"  فاطر 27..
7-"أولم يروا أن نسوق الماء إلى الأرض الجزر لنخرج به زرعاً"  السجدة 27..
   أتت هذه الآيات بالفعل "أخرج – فأخرج – فأخرجنا – فنخرج"، وإذا أتى الفعل بصيغة الجمع فهو يعنى ملائكة الله تعالى وعلمها معه عز وجل، وهكذا الأمر فى أى فعل بصيغة الجمع ما عدا أفعال الخلق، والزرع موكل به ملائكة.. والفاء قبل الأفعال تدل على سرعة الإخراج فور التقاء الماء بالحب، والبذر..
    أما فى سورة النبأ:
-"وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا* لنخرج به حباً ونباتا وجنات ألفافا"..  فأتت فيها عملية الإخراج بعد آية نزول الماء، وهذا يعنى أن الماء لم يلتقى مباشرة مع النبات، فور نزوله من السماء بمعنى أن الرى لم يتم من السماء مباشرة ولكن عن طريق الأنهار، وما يشتق منها من ترع، وقنوات.. ومن الآيات "المعصرات" العصر يفيد أن الماء نزل بغزارة شديدة من عصر الرياح للسحاب، "ثجاجا" غزيراً منصباً كالشلال، أو السيل الذى لا يتحمله النبات فهو ينزل بقوته على الجبال:
-"وجعلنا فيها رواسى شامخات وأسقيناكم ماء فراتا" المرسلات 27..  فدائماً خلق الرواسى الشامخات شلالات، وأنهارا يسوقها الله للأرض الجزر..  أما الآية 21 من سورة الزمر:
-"ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما"..  فالإخراج هنا يأتى بعد "ثم" وبعد نزول الماء بمدة بعد أن تم تخزينه فى الأرض، وقد ذكرت الآيات، جميعاً كل أنواع الرى..
   وفى 7 آيات أخرى يتحدث عن الإنبات، وماشابهه دون الإخراج:
1-"هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون"  النحل 10..
2-"وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج"  الحج 5..
3-"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة"  الحج 63..
4-"وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ءاله مع الله بل هم قوم يعدلون"  النحل 60..
5-"وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم"  لقمان 10..
6-"ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت"  فصلت 39..
7-"ونزلنا من السماء ماء مباركأ فأنبتنا به جنات وحب الحصيد"  ق 9..
الرياح لا الشمس التى تكون السحب:
-"الله الذى يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون"  الروم 48..
-"والله الذى أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور"  فاطر 9..
-"ألم ترى أن الله يزجى سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار"  النور 43..
-"وهو الذى يرسل الرياح بشراً بين يدى رحمته حتى إذا أقلت سحاباً ثقالاً سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون"  الأعراف 57..
-"وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين"  الحجر 22..
   لم يذكر القرآن عملية إنزال الماء للسقيا، والرى باسم المطر:-"فأنزلنا من السماء ماء" ويقول:-"وينزل الغيث"..  أما كلمة المطر فقد وردت 15 مرة ولم يقصد بها نزوله للسقيا، أو الرى.. ولكن كل الآيات التى ذكرت المطر ذكرته بالضر، والأذى:
-"وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين"  الشعراء 173..
-"وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"  الحجر 74..
-"ولقد آتوا على القرية التى أمطرت مطر السوء"  الفرقان 40..
-"ولا جناح عليكم ان كان بكم أذى من مطر"  النساء 102..
   وكلها تأتى من خارج الغلاف الجوى..
   ويذكر القرآن أنواع الرياح التى تستخدم لتكوين السحاب:
1- رياح وظيفتها إثارة الماء لإحداث رذاذ..
2- رياح لحمل السحاب المشبع بالرذاذ وهى أوقار عظيمة من المياه..
3- رياح تسوق الرياح الحاملة للسحاب برفق، ولين..
4- رياح لركم السحاب بعضه على بعض..
5- رياح لتلقيح السحاب..
6- رياح لتوزيع السحاب المطير على الأمصار..
7- رياح لعصر السحاب، وانزال الماء..
8- رياح تبشر بقدوم المطر اسمها(المبشرات)..
   إذن فجميع مراحل انزال الماء تتم بالرياح، وهذا هو الفارق بين الريح، والرياح، فكل مرحلة من مراحل المطر تكون بنوع من الرياح..  فرياح تكون (تثير) سحاباً، ورياح تبسط السحاب فى السماء، ورياح تنشرها، ورياح تقطعها، ورياح تؤلف بين أنواعها، ورياح تسوق السحاب (تزجى)، ورياح تحمل السحاب المثقل بالماء، ورياح تلقى السحاب لينعقد فيه الماء، ورياح تتقدم بين يدى السحب الموقرة بالماء لتبشر الناس فلا تفاجئهم، وقد ذكرت مفصلة فى القرآن: "والذاريات ذروا* فالحاملات وقرا* فالجاريات يسرا* فالمقسمات أمرا"  الذاريات..
   وهناك 5 أنواع أخرى:
-"والمرسلات عرفا* فالعاصفات عصفا* والناشرات نشرا* فالفارقات فرقا"  المرسلات..
   ثم هناك (مبشرات)، وهناك (لواقح) فى السورتين السابقتين، كما تخبرنا الأحاديث أن الله تعالى وكل جمعاً عظيماً من الملائكة للقيام بأمر المطر، وعلى رأسهم ميكائيل عليه السلام..
مخاوف فى الغلاف الجوى:
-"أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم فى آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين"  البقرة 19..
-"ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماء"  الروم 34..
-"هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال"  الرعد 12..
-"ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون فى الله وهو شديد المحال"  الرعد 13..
-"يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا"  البقرة 30..
-"وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يخطف بالأبصار"  النور 43..
-"أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجرى من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت"  البقرة 266..
   وفضلاً عما ذكرنا فهى ظواهر متعلقة بالأرض من رعد، وبرق، وصواعق، وبرد، واعصار، وهذه الأمور مرتبطة بالسحاب، وعمل الرياح فيه ماعدا الاعصار، والزوبعة فليس مرتبطاً بالسحاب، ولا بالمطر؛ وانما الاعصار ريح تثير الغبار، ويرتفع إلى السماء كأنه عمود، قال الجوهرى:
-"الزوبعة رئيس من رؤساء الجن، ومنه جاء الاسم"..
   ويقولون ان الرعد اسم لصوت الملك الذى يزجر السحاب، والبرق مخراق من حديد بيد الملك الذى يسوق السحاب، ويذهب إلى هذا القول أكثر الصحابة، وجمهور علماء التفسير، والحديث.. أما الصواعق قالوا انها قطعة من نار تنفصل من مخراق الملك الذى يزجر السحاب عند غضبه، وشدة ضربه لها، وقال البعض انها نار تخرج من فم الملك، وقال الخليل:
-"هى الواقعة الشديدة من صوت الرعد"..
   الذين صعدوا إلى السماء لم يروا شيئاً، ولم يحدثونا بعلم ذات قيمة أو أكثر مما علمه أهل الأرض بسنين طوال فكيف يعلمنا هؤلاء الذين قال عنهم الله:
-"إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحرون" الحجر 15..   والتطلع إلى الأرض من هذه الارتفاعات الشاهقة يبعث على الرهبة، والوجل، وقد تطول الوحدة فى سفينة الفضاء أياماً لا ينمو معها إلا الملل الذى يزيد من تولده صعوبة الحركة لضيق المكان، أو تأثير انعدام الوزن مما أدى إلى اصابة بعض رواد الفضاء بالهلوسة أثناء رحلاتهم، بل فقد البعض أعصابهم، وثاروا على مركز المتابعة الأرضى، وتهجموا على من بالمركز بالأقوال الحادة التى هى أقرب إلى السب، وبقولهم:
-"انكم لا تدركون ما نراه حولنا، ولا ما نحن به من أهوال، وتصدرون تعليمات لا نحس إلا بتفاهتها"..  ويضيف سعد شعبان فى كتابه عن الفضاء:
-"تسمى القوة فى علم الطيران باسم القوة (ج) ذلك لأنه يصاحبها تغيرات فسيولوجية تحد من قدرة الانسان الذهنية، والبدنية، لأن الدورة الدموية، وضغط الدم، وأوضاع العين، وقوة الابصار، ودقات القلب، ومدى السمع، واشارات المخ، وحركة العضلات، وانعكاس الأطراف كلها تتعرض لمؤثرات خارجية تحد من امكانيات الحركة، ومع زيادة القوة (ج) يتزايد العجز ابتداء من تراخى الأطراف، وصعوبة التحكم فيها، حتى يصل إلى العجز الكلى.. فكيف ننتظر من هؤلاء علماً، وريادة، ولما كلف الأمير سلطان بن عبد العزيز الذى شارك فى رحلة الفضاء بالمكوك الأمريكى ديسكفرى عام 1405هـ - 1985م كلف بمهمة رصد، وتصوير هلال شوال الذى تزامن ظهوره مع وقت الرحلة، ولم ينجز شيئاً سوى الاتصال بمركز المتابعة الأرضى فى هيستون ليعلم منهم أن الأوساط الدينية السعودية أعلنت بزوغ الهلال برؤيته بالوسائل التقليدية على الأرض، فأى علم استفادوه من الفضاء؟!..  وكم تكلفت البشرية من أجل هذا الطموح؟.. وإلى متى نظل تابعين للغرب فى كل شئ ولدينا الدين والعلم..
الأدلة العقلية:
   توضع الأقمار الصناعية على ارتفاع 36 ألف كم؛ أى أنها تخرج عن نطاق الغلاف الجوى الذى لا يتعدى 3000 كم فوق سطح البحر - أو تخرج عن نطاق الجاذبية - وهى توضع فى "مدار ثابت"، وهى مغالطة بين الكلمتين فاما مدار، واما ثابت، وهى تحت الأفلاك التى تدور فى السماء، ولابد أن تكون ثابتة بدون حركة، ولا شئ يحركها، وكذلك محطات الاستقبال على الأرض، وأطباق الاستقبال وبينهما خط مستقيم، ولو حدثت زحزحة بسيطة بينهما لم تتمكن  المحطات الأرضية، أو الأطباق الهوائية من التقاط ما تبثه هذه الأقمار، والا ينبغى لهذه الأقمارأن تدور على ارتفاعها، وبنفس سرعة دوران الأرض، وتدور معها أيضاً حول الشمس، وتترنح كذلك، وتميل مع الأرض 23.5 ْ والا تتركها الأرض فى مكانها..
  ولغز الأشعة الكونية وهى حسب تعريفهم؛ جسيمات ذرية من بروتونات طليقة لا يعرفون مصدرها، تنطلق نحو الأرض بسرعة مائة مليون الكترون فولت، تصطدم بالغلاف الجوى مع قطع الصخور الصغيرة التى يقولون عنها انها نجوم متفجرة تنصهر عند احتكاكها فى الهواء، وهم يتسائلون لماذا الأرض بالذات دون الأجرام الأخرى؟!.. وليس من اجابة سوى انها المركز (مركز الكون)..
الدفوع الفلسفية:
- اذا كانت الأرض تتحرك نحو نفسها، أو حول نقطة أخرى بحيث لاتكون هى مركز الكون؛ فان حركتها ستكون غير طبيعية، وعنيفة جداً..
- الأجسام الثقيلة الساقطة على الأرض من أى ارتفاع تسقط عمودية، والعكس بالنسبة للمقذوفة الى أعلى.. فاذا كانت الأرض تدور لما سقطت فى نفس المكان المقذوف منه، ولكنها ستقع الى الغرب من مكان الانطلاق، لأنها تدور كما يقولون من الغرب الى الشرق..
- اذا انطلقت قذيفة فانها لا تصيب الهدف، لأنها ستقع جهة الغرب لدوران الأرض..
- اذا كنا نتحرك بسرعة فوق حصان، أو أى وسيلة سريعة أخرى فإننا نشعر بالريح تعصف وجوهنا لشدة الرياح، فلو كانت الأرض تدور لدارت الرياح تبعاً لدورانها، ولما شعرنا بها(تعليق: كذلك دورات الرياح على الأرض تختلف من منطقة إلى أخرى، فلو كانت الأرض تدور لكانت كلها واحدة، وفى اتجاه واحد ولما اختلفت سرعاتها)..
- كيف تستطيع الأرض أن تمسك ما عليها وهى تتحرك بهذه السرعة الكبيرة حول نفسها، وحول الشمس..
- كيف تحافظ الأشياء المنفصلة عن الأرض، وهائمة فى الجو مثل السحب، والطيور، والطائرات، والصواريخ على حركتها فى الجو مع وجود حركة سريعة للأرض..
- ما أكده الفلكيون من أن جميع الظواهر التى ندركها من حركة النجوم تتفق تماماً مع ثبات الأرض..
   ولم ينجح كوبرنيكوس فى اقناع معاصريه برده على هذه الدفوع، وجاء جاليليو ليرد على هذه الدفوع فى كتابه "الحوار" ولكنه لم يقنع أحدا، بل خطأه نيوتن، ومع ذلك انتشرت هذه النظرية بين الناس لأنها تخالف قول الله تعالى رغم عدم اثبات صحتها، ولكن:
-"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"  يوسف 103..
-"وما يؤمن أكثرهم بالله ألا وهم مشركون"  يوسف 106..
-"وان تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون"  الأنعام 116..
 



 
        
           
     
  
            
    
   


       

 
          
   

    
       



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق