السبت، 19 يناير 2013

قمة الأوزى.. والبعرور



    من رداءة الواقع العربى هذه الأيام تلك الافرازات التى تنتج عن تقيحات باتت تضرب الجسم العربى، وتنخر جسده الشايخ من أنظمة شوهاء يتربع عليها مسوخ، وأشباح باهتة تتراوح بين وريث للعرش، وبين عسكرى فاشل لاذ بالسلطة كى يستعلى بها على رجاله بالجيش، أو مجموعة الطبل، والزمر التى يغدق عليها العاهل؛ بعد أن يبيح لهم شعبه المسكين.. فيعيثون فى الأرض فسادا ليعودوا اليه نهاية اليوم ليقسموا معه ماسلبوه من الشعب المغلوب على أمره، ولطول عمر هذه التقيحات بهذا الجسم أفرزت تلك النكرات النتنة من صحفيين جاءوا فوق مؤسسات صحفية بالاختيار، والتعيين.. ربما كانوا أطفالا فى سن المراهقة الصحفية، والسياسية.. ناهيك عن غرور المنصب، واتساع الكرسى الوثير، والمالية الضخمة بلا حاسب، ولاضابط.. فضلا عن بقائه فى المنصب حتى قيام الساعة.. فهل تصدق أن منصبا يشغله أحدهم أكثر من 25 عاما؛ فلو كان ارثا لقاتله اخوته، وأهله كى ينالوا نصيبهم من الارث المسلوب..                                                                                          
     فقد طلع علينا أحـــد هؤلاء النكـــرات الذين طفوا علينا فجأة من القــاع الراكــد وهو "رئيس تحرير جريدة الجمهورية المصرية" ليحدثنا عن أحد مؤتمرات القمة العربية بين "الزعيم المصرى"، "والزعيم السعودى" - ولعله كشف لنا دون قصد عن طبيعة هذه المؤتمرات التى يوهمون شعوبهم أنها قمة، ومهمة، وأنهم يفعلون شيئا، وقد  قام الزعيمان بانقاذ العالم، والعرب أجمع من مصيبة كانت ستحيق بهم لاقدر الله لولا هذا الاجتماع المهم – فيكتب هذا النكرة عنوانا خطيرا يعبر به من حيث لايدرى عن فحوى هذه المؤتمرات.. فيقول على صفحة كاملة بالخط العريض فى العدد الأسبوعى الصادر يوم 27 من يوليو 2006.. "غداء الأوزى.. والبعرور" فى مزرعة الملك عبد الله.. وياله من عنوان خطير لقمة من قمم العرب الخطيرة هذه الأيام، وتشككت فى الأمر هل هو الأوزى، والبعرور الذى نعرفه؟.. أم أن الأوزى، والبعرور هما طرفا القمة العربية بالتورية السياسية؟.. فجعلت أقرأ لأرى ماهذا الجديد فى السياسة العربية الجديدة، ولانعرفه.. ولكن لم أجد الا حفلة أكل، وشرب على شرف ضرب اسرائيل للبنان البلد العربى الشقيق للتخلص من حزب الله.. فيشرح الصحفى التافه أحداث القمة الهامة.. من سفر، وماذا أكل، وماذا شرب، وماأعجبه من الأكل(القمة)، ومالم يعجبه بالنظر الى اصابته بالسكر، والضغط، وربما الأنيميا الفكرية، والسياسية، وانعدام الضمير الصحفى، ويشرح لنا امكان اصابته بالاعياء، وعدم التوازن، والزغللة ان لم يتناول اللحم يوميا، وخرجت- بحمد الله- من هذا المقال الفظيع بكلمتان قالهما الصحفى رئيس التحرير- لست أدرى قبل أكل اللحم، أو بعده- الأهمية القصوى لهذه القمة، والهدف من توقيت هذه العزومة العربية- أقصد القمة- فيرى أن هناك خلطا عجيبا فى الأوراق- ولاأدرى من أين جاءت الأوراق وسط هذا الكم من الأكل، والشرب- الا اذا كان يقصد أوراق الكرنب المحشى، أو ورق العنب، كما سادت – على حد تعبيره- مفاهيم خاطئة بين المواطنين فى العالم العربى، وانسياق الجميع وراء حلم كاذب، ووهم فارس مغوار راكبا لحصان أبيض..                                                                                                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق