الأحد، 27 نوفمبر 2011

مختارات من شعر طاغور

مختارات من شعر طاغور
شاعر الهند

الخطايا الأربع:

- لماذا انطفأ المصباح؟..
لقد أحطته بردائى لأجعله فى مأمن من الريح.. لهذا انطفأ المصباح..
هذا هو التهور..
- لماذا ذبلت الوردة؟..
لقد ضممتها الى صدرى فى لهفة، وقلق.. لهذا ذبلت الوردة..
هذا هو خداع الحب..
- لماذا جف النهر؟..
لقد أقمت حياله سدا ليخدمنى أنا وحدى.. لهذا جف النهر..
هذه هى الأنانية..
- لماذا انكسر وتر العود؟..
لأنى أردت ارغامه على تأدية نبرة عالية.. لهذا انكسر وتر العود..
هذه هى الكبرياء..

فردوس الحرية:

هنا حيث العقل لايعرف الخوف.. والرأس شامخ..
هنا حيث الحرية تصطخب كأمواج البحر..
هنا حيث العالم لايجزأ بين جدران ضيقة منفصلة..
هنا حيث تتصاعد الألفاظ من أعماق الصدق..
هنا حيث المجهود المضطرد يمد ذراعيه نحو الكمال..
هنا حيث مجرى العقل الصافى لم يسر ضالا الى الفناء فى صحراء العرف، والتقاليد القاحلة..
هنا حيث يتوسع الذهن تحت قيادتك نحو التوسع الدائم فى الفكر، والعمل..
آذنك ياالهى أن تجعل وطنى يستيقظ فى فردوس الحرية هذا..

الشاعر والعصفور:
برغم المساء الذى يدنو وئيد الخطى مسكتا كل الأناشيد..
وبرغم رحيل رفيقك.. وتعبك..
وبرغم الخوف الذى يسرى فى الظلمات..
وبرغم السماء المقنعة..
استمع الىًّ أيها العصفور.. ياعصفورى الصغير.. اياك أن تطوى جناحيك..
****
ان الظلمة التى تكتنفك ليست ظلمة أوراق الغابة..
انها البحر الذى ينتفخ كثعبان هائل..
ان أزهار الياسمين التى ترقص أمامك..
انما هى زبد الأمواج الذى يبرق تجاه عينيك..
أنت بعيد.. بعيد جدا.. أين هى ضفتك الخضراء المشمسة؟..
أين هى حياتك؟.. أين عشك؟.. أما زلت تأمل فى العودة اليه؟..
استمع الىًّ أيها العصفور.. ياعصفورى الصغير.. اياك أن تطوى جناحيك..
****
الليل يتمدد على الطريق..
والفجر يغفو خلف الجبيلات المظلمة..
والنجوم البكماء تعد الساعات..
والقمر الشاحب يسبح فى الظلام العميق..
كل مافى الكون يخيفك.. كل مافى الكون يطردك، ويدفعك مكرها الى عشك..
ومع ذلك فاستمع الىًّ أيها العصفور.. ياعصفورى الصغير.. اياك أن تطوى جناحيك..
****
لقد تضاربت الظلمات.. واختلطت الأجواء.. وعصفت بالسماء ريح عاتية..
انتهى كل شىء.. لم يعد لك أى أمل..
لم يعد فى وسعك أن ترسل لا تأوهات، ولاغمغمات، ولاصرخات..
لم يعد لك عش، ولافراش للراحة..
ليس لك غير جناحيك، والسماء اللانهائية..
فعلام الخوف.. وعلام الحزن.. حلق فى الجو جاهدا.. اضرب فى الفضاء مااستطعت..
عش طليقا حرا.. برغم الظلام، والريح، والموت..
واياك.. اياك ياعصفورى الصغير أن تطوى جناحيك..

أيها الموت:
أيها الموت.. ياموتى.. قل لى لماذا تهمس فى أذنى بمثل هذا الخفوت؟..
لقد تسللت الىًّ فى هدأة المساء.. والدهر يذبل، والماشية تعود الى المذود..
ثم جلست خفية بجوارى، وطفقت تنطق بكلام لاأفهمه..
أتعتقد أنى أخافك؟.. أتأمل بكلامك أن تداهننى فتأسرنى..
ثم ترقدنى فى غمغمة خاطفة تحت أفيون قبلاتك الباردة..
أيها الموت.. ياموتى..
****
أريد أن يقام لعرسنا قداس رائع..
أريد أن أبصر اكليلا من الياسمين منعقدا حول جدائل شعرك الوحشى..
أريد أن ترسل الىًّ من يتقدمك حاملا علمك..
أريد أن تلتهب الظلمة كلها من نار مشاعلك الحمراء..
أيها الموت.. ياموتى..
فتعال اذن.. تعال على نغم اصطفاق صنوجك الصدفية..
تعال فى ليلة فارقها النعاس..
ألبسنى الرداء القرمزى، وضم يدى الى يدك، وخذنى..
لتكن عربتك ببابى على استعداد.. ولتصهل خيولك من عدم اصطبارها..
أحط اللثام.. وانظر الىًّ مواجهة، وفى أنفة.. وأنقذنى..
أنقذنى من غدر الحب.. وغدر الأمل.. وغدر الحياة..
أيها الموت.. ياموتى..

- ولد فى أسرة بنغالية نبيلة.. اشتهر أفرادها بالعلم، والسلطان عام 1861 فى مدينة كلكتا بالهند..
- نال جائزة نوبل فى الآداب من أكاديمية استوكهولم عام 1913..
- قام بنفسه بترجمة ديوانه "القربان الشعرى" من البنغالية الى نثر انجليزى منغم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق